أمريكا تكمل زيادة قواتها في العراق والأطلسي يوافق على توسيع مهامه التدريبية
بغداد/14 أكتوبر/رويترز:أدان ديوان الوقف السني واقعة تفجير مسجد طلحة في البصرة وحمل الحكومة العراقية المسؤولية عما حدث للمسجد.وقال الديوان في بيان ان "ميليشيات إرهابية مجرمة قامت في الساعة السادسة من صباح هذا اليوم (أمس الجمعة) بتفجير مسجد ومرقد سيدنا طلحة بن عبيد الله ."وأضاف البيان ان "المسجد والمرقد يقع تحت حماية الجيش العراقي إلا أن قوة كبيرة ترتدي زى الشرطة اقتحمت المرقد وسيطرت عليه وبعد مرور ساعة تم تفجير المرقد بالكامل مع مكتبته العريقة ومئذنته التي تبلغ من الطول (30) مترا."وقال البيان ان "هذا العمل الجبان يؤكد ما قلناه مرارا وتكرارا بضرورة أن تقوم الحكومة بعمل جاد لحماية المساجد والمراقد الدينية في عموم البلاد وان تضرب بيد من حديد هذه الميليشيات الإرهابية الخارجة عن القانون والتي تنتهك ابسط الحقوق للمواطنين يوميا."وأضاف "نقول أن الأيادي الإجرامية التي طالت الأئمة في سامراء والكيلاني ومرقد سيدنا طلحة هي نفس الأيادي التي تحرق وتفجر المساجد يوميا وتتلقى الدعم من الجهات المعادية للبلد والتي تريد دفعه باتجاه الحرب الطائفية."وحمل الديوان في بيانه الحكومة "مسؤولية ذلك لان حمايته كانت من مسؤولية القوات الحكومية."وتعرض مسجد طلحة بن عبيد الله في منطقة الزبير في البصرة الى التدمير التام في وقت مبكر من أمس الجمعة على ايدي مجموعة مسلحة.من جانب أخر قال الجيش الأمريكي أمس الجمعة ان جميع الجنود الإضافيين الذين أمر الرئيس الأمريكي جورج بوش بإرسالهم الى العراق للمساعدة في إعادة الأمن وصلوا البلاد لكن الأمر قد يستغرق عدة أشهر قبل أن يتضح تأثيرهم.وأرسلت الولايات المتحدة نحو 28 ألف جندي إضافي الى العراق للمشاركة في حملة أمنية جديدة بدأت في منتصف شهر فبراير بهدف الحد من أعمال القتل الطائفية ومنح حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي الوقت لإجراء إصلاحات سياسية.وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكي اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر "الكل هنا الآن. لكن بالطبع سيستغرق الجنود الذين وصلوا للتو وقتا للاندماج في ساحة قتالهم والتعرف على نظرائهم."وارتفع عدد الجنود الأمريكيين في العراق بالوافدين الجدد الى 160 ألف جندي.وأضاف جارفر أن الوافدين الجدد سيستغرقون ما بين 30 و 60 يوما لاكتساب ثقة السكان وبدء جمع المعلومات الضرورية للتصدي لهجمات المسلحين.وهذا يعني أن القوات قد لا تعمل بكامل قدراتها حتى أغسطس. ومن المقرر أن يقدم الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق والسفير الامريكي ريان كروكر تقريرا عن مدى نجاح الحملة الامنية في سبتمبر.ويتعرض بوش لضغوط متزايدة من الكونجرس لبدء سحب القوات الامريكية ووضع حد للحرب التي لا تلقى شعبية والتي قتل خلالها أكثر من 3500 جندي أمريكي منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين في عام 2003.وقال الجيش الامريكي ان أربعة جنود قتلوا يوم الخميس بينهم ثلاثة حين وقع انفجار لدى مرور مركبتهم في محافظة كركوك الشمالية. أما الرابع فقتل رميا بالرصاص في محافظة ديالى شمالي بغداد. وقتل خلال هذا الشهر 42 جنديا أمريكيا حتى الان وهو ما يقل كثيرا عن عدد القتلى في مايو أيار الذي بلغ 126 جنديا أمريكيا.وذكر جارفر أن العمليات الانتقامية المحدودة نسبيا التي أعقبت هجوما استهدف المسجد الذهبي في سامراء ويشتبه في أن مسلحين ينتمون الى القاعدة نفذوه يوم الأربعاء ربما تكون علامة على أن وجود مزيد من القوات الأمريكية في شوارع بغداد يجدي نفعا.ولقي مئات حتفهم في أعمال انتقامية طائفية خلال الأيام الأولى التي أعقبت هجوما استهدف المسجد ذاته وهو من أهم المزارات الشيعية في فبراير 2006. وأودى الصراع الذي تفجر بعد ذلك بحياة عشرات الآلاف. ودمر هجوم يوم الأربعاء مئذنتي المسجد.وسارع زعماء العراق السياسيون ورجال الدين الشيعة بمن فيهم الزعيم المتشدد مقتدى الصدر الى الدعوة للتحلي بضبط النفس الأمر الذي ساعد على احتواء الضربات الانتقامية التي اقتصرت حتى الآن على هجمات متفرقة ضد مساجد سنية.وقال السفير الأمريكي كروكر الخميس "دهشت على مدى اليوم الماضي بسبب الاسلوب الجاد والمحسوب تماما في التعامل مع هذا الأمر.. ليس فقط من قبل الحكومة العراقية وإنما أيضا من كبار الشخصيات السياسية والدينية."وذكرت مصادر أمنية أنه تم تفجير وتدمير مسجد طلحة بن عبيد الله وهو أكبر مسجد سني بمنطقة البصرة في جنوب العراق. ويقع المسجد في بلدة الزبير على بعد 15 كيلومترا جنوب غربي مدينة البصرة. وأظهرت صور المسجد وقد تحول الى أنقاض.وأدان المالكي الهجوم في بيان قائلا ان "العمل الإرهابي الذي طال أمس (الجمعة) مرقد الصحابي طلحة بن عبيد الله في قضاء الزبير محافظة البصرة (يأتي) ضمن سلسلة الجرائم التي تستهدف اثارة الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب."كما أعلن حظر تجول فوريا في محافظة البصرة حتى إشعار اخر. وأمر المالكي قوات الامن بالفعل بزيادة الحماية عند المراقد والمساجد في جميع أنحاء البلاد.وقال اللواء علي حمادي قائد لجنة الطوارئ الأمنية بمحافظة البصرة ان امرأة وطفلا قتلا عندما أصابت الاهتزازات التي أعقبت الانفجار المنازل المجاورة للمسجد.وأرجع جارفر المستوى المحدود للهجمات الانتقامية الى حظر تجول فرض لمدة ثلاثة أيام في بغداد وينتهي يوم السبت والى تحسن أداء الشرطة والجيش العراقيين.وأضاف "بات لدينا قوات أمن عراقية في الشوارع أكثر كفاءة مما كانت عليه قبل عام ونصف العام كما زاد قوات التحالف عما كان انذاك."وأقامت القوات الامريكية والعراقية مراكز أمنية مشتركة ومواقع قتالية في أحياء بغداد لتعزيز وجودها والحد من حركة فرق الموت والانتحاريين.وبدا أن العملية الامنية تحقق نجاحا في بادئ الامر وتراجع عدد ضحايا العنف بين السنة والشيعة في مارس اذار وأبريل نيسان.لكن أعمال القتل الطائفية زادت مرة أخرى الشهر الماضي كما ارتفع عدد القتلى في صفوف الجيش الامريكي. وتعد واشنطن نفسها لمزيد من الخسائر.وقال جون نيجروبونتي نائب وزيرة الخارجية الامريكية للصحفيين خلال مؤتمر صحفي مع كروكر "نتوقع أن تزداد المعركة من أجل تحقيق الامن ضراوة خلال الاشهر المقبلة فيما نواجه عدوا يزداد يأسا."وجاءت تصريحات نيجروبونتي في ختام زيارة استغرقت ثلاثة أيام للعراق بهدف الضغط على المالكي لتحقيق تقدم في مجال الاصلاحات التي تهدف الى المصالحة بما في ذلك صياغة قانون لاقتسام عائدات النفط.إلى ذلك قال حلف شمال الاطلسي امس الجمعة انه وافق على توسيع مهمة التدريب العسكري التي يقوم بها في العراق لتشمل دورات لقوات الامن شبه العسكرية على كيفية اداء مهامها.على صعيد أخر أكد تقرير للأمم المتحدة أن نظام الرقابة الخاص بمتابعة استخراج وإنتاج وبيع النفط العراقي يفتقر إلى الضوابط السليمة مما أدى إلى سوء إدارة الأموال.وقالت مسودة تقرير -أعدته مؤسسة (إيرنست أند يانغ) لصالح المجلس الدولي للاستشارة والمتابعة يشأن مبيعات صادرات النفط وايراداتها لعام 2006- إنه لم تتم معالجة المخاوف السابقة بشأن غياب الرقابة وسوء الإدارة.كما أشار التقرير -الذي نشره المجلس التابع للمنظمة الدولية في موقعه على الإنترنت- إلى وجود اختلافات كبيرة لا يوجد لها تفسير بخصوص استخراج وإنتاج ومبيعات النفط في غياب أدوات رقابية لعائداته. وأضاف أن إيجاد نظام للمراقبة تطبيقا لاقتراح سابق من المجلس سيؤدي إلى تحسن كبير في الرقابة العامة.وقال المجلس إن التقرير أثار مخاوف سابقة حول إدارة عقود الشركات الأميركية بالعراق.كما أكد أن جميع التقارير الرقابية بما في ذلك تقارير الحكومة الأميركية أشارت إلى نقص الرقابة على نفط العراق. وأوضح أن من الضروري إحراز تقدم نحو إدارة مالية صحيحة للتخفيف من الآثار السلبية لسوء إدارة الأموال وتحويل وجهاتها.وكان مجلس الأمن الدولي أنشأ المجلس الدولي للاستشارة والمتابعة لمراقبة كيفية إدارة الموارد الطبيعية للعراق عقب الغزو الأميركي للبلاد في 2003.ويتكون المجلس من ممثلين عن الأمم المتحدة والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.