عيدروس نورجي :هناك الكثير من الأبطال الشجعان من منتسبي قواتنا المسلحة والأمن البواسل قدموا تضحيات بطولية نادرة في تصديهم لعصابة الغدر والخيانة والتمرد والإرهاب في بعض مناطق صعدة.ومن هؤلاء الشجعان الشهيد البطل الرائد ركن / ذو يزن أحمد عبدالله مثنى (أبو فارس) قائد موقع المهادر الذي استبسل استبسالاً نادراً للحفاظ على موقعه الميداني ومعه (32) فرداً حوصر موقعهم لأكثر من أسبوع من قبل (400) متمرد من عصابة الحوثي.ورفض الشهيد البطل الرائد / ذو يزن أبو فارس رفع راية الاستسلام للخونة واستطاع كقائد ميداني حكيم وشجاع رفع معنوية أفراده في الصمود والتصدي وتكبيد عناصر التمرد خسائر فادحة في أرواحهم بتفرد صمودهم المثالي رغم تعرض موقعهم لوابل من النيران وقذائف الهاون .. حتى استشهد ليلة الجمعة الموافق 2009/8/6م.لك جنة الخلد يا (أبا فارس) وعهد بمواصلة السير على خطاك في القضاء على عصابة التمرد .. ونم قرير العين .. هنيئاً لك الشهادة .. ووسام الشجاعة. والله أكبر .. والنصر دوماً حليف شعبنا اليمني العظيم على أعداء ثورته ونظامه الجمهوري .. ووحدته المباركة.نبذة عن حياة الشهيد البطل الرائد ركن / ذو يزن أحمد عبدالله مثنى (أبو فارس).- ولد ذو يزن في شهر فبراير عام 1973م في مدينة الحديدة.- انتقل مع أسرته إلى صنعاء عام 1975م، حيث التحق هناك بالمدرسة الأهلية ودرس فيها الصف الأول ابتدائي. انتقل بعد ذلك مع أسرته إلى مدينة إب، حيث أكمل دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية.- في مدينة إب اكتشف موهبته في لعب كرة القدم وصقل مهاراته مع نادي الفتوة (سابقاً) الاتحاد (حالياً)، حيث كان لاعباً أساسياً في فريق الشباب (سن 18) كما مثل النادي في تنس الطاولة.- بعد إنهاء الثانوية العامة .. أدى خدمة التدريس لمدة عام في مدرسة الشهيد الصباحي. بعد ذلك العام حصل على منحة لدراسة الطب البشري في بغداد - العراق، لكنه آثر دخول كلية الشرطة .. إيماناً منه بحاجة الوطن إلى أمثاله ممن يحملون مشاعر فياضة نحو هذا الوطن .. فتم قبوله في كلية الشرطة لمعدله العالي في الثانوية العامة ولياقته البدنية التي كانت سبباً في جعله من أوائل المقبولين.- شارك ذو يزن في الدفاع عن بعض المواقع الأمنية في صنعاء ومن أهمها مباني كلية الشرطة وذلك في حرب الانفصال عام 94م وقد نال وسام الحرية.- كان ذو يزن مولعاً بالفروسية، حيث مثل كلية الشرطة مع فرسه الرمضان في العديد من الفعاليات الشرطوية والعسكرية، وقد نال العديد من الجوائز.- تخرج ذو يزن عام 98م بعد حصوله على درجة بكالوريوس في الشريعة والقانون .. ومن كلية الشرطة حصل كذلك على دبلوم عالٍ في العلوم الشرطوية.تزوج بعد تخرجه بعدة أشهر كما تم تعيينه في قيادة الأمن المركزي - عدن.- خلال الفترة التي قضاها في الأمن المركزي في عدن، شارك في العديد من الدورات الأمنية كالصاعقة - مكافحة الإرهاب، وكان من المبرزين، حيث اشتهر وسط زملائه بالقوة والشجاعة والوفاء لكل زميل، بل لكل فرد.- رزق في فترة إقامته في عدن بطفلين هما (أفنان) في عام 98م، و(مودة) في عام 2000م .. تم نقله وتعيينه في قيادة الأمن المركزي - صنعاء عام 2003م.- بالرغم من معاناة زوجته من مرض السرطان وألمه الشديد مما انتاب زوجته لعدة سنوات صارعت زوجته فيها هذا المرض العضال ووقوفه بجانبها خلال تلك السنوات وسفره إلى الخارج عدة مرات في محاولة إيجاد علاج ينقذ شريكة حياته وفاءً منه لهذه الزوجة المخلصة، إلا أن ذلك لم يثن عزيمته في مواصلة حياته التعليمية والمهنية واستطاع أن يحصل على الماجستير في علوم الشرطة وكان يحلم بمواصلة دراساته العليا للحصول على الدكتوراه.- توفيت زوجته في عام 2007م بعد معاناة دامت (4) سنوات، وفي نفس العام تولى قيادة إحدى كتائب القوات الخاصة في الأمن المركزي.تزوج مرة أخرى في عام 2008م، وفي نفس العام تم نقله إلى قيادة الأمن المركزي في صعدة وذلك لأسباب عدة من أهمها جسارته وشجاعته كقائد لإحدى الكتائب والتي اشتهرت من ثم بشجاعة وقوة اكتسبتها من قائدها. انطلق إلى صعدة، تاركاً خلفه في صنعاء زوجة حاملاً وطفلين في رعاية الرحمن .. انطلق إلى صعدة حاملاً في قلبه حب وطن من دون أدنى تفكير ومن دون أدنى تردد حاملاً على أكتافه هم وطن كبير، هم المحافظة والذود عن الجمهورية من أعداء من أبنائها يترصدون للنيل منها.- سنة كاملة قضاها ذو يزن في صعدة ينتقل من موقع لآخر مستبسلاً ناذراً الروح قبل الجسد فداءً لله ثم للوطن ضد أذناب الإمامة من حوثيين ومن والاهم.- الشيء الجميل أن (ذو يزن) رزق بمولود في 2009/7/14م وقد أسماه (فارس) حتى يكون اسماً على مسمى كوالده الذي كان فارساً نبيلاً شهد بذلك جميع أفراد كتيبته وجميع زملائه في قيادة الأمن المركزي في صعدة، الذين كان سنداً وعوناً لهم لا يستهان به.في 2009/8/6م حشد الخونة من الحوثيين ما لا يقل عن (400) حوثي وهجموا على موقع فروة الذي كان يحميه الرائد / ذو يزن مع (24) فرداً وذلك بعد حصار دام أسبوعاً استبسل فيه الرائد / ذو يزن مع أفراده ودافعوا عن الموقع بكل شراسة واسقطوا من أعداء الله والوطن أعداداً هائلة. وفي ليلة الجمعة، ضرب الحوثيون موقع الفروة بالعديد من قذائف الهاون ثم بدأ الهجوم بما لا يقل عن (400) حوثي في تمام الساعة الحادية عشرة مساءً، قاتل الرائد / ذو يزن مع أفراده الـ (24)، هذا العدد الكبير من أعداء الله والوطن قتالاً شرساً. فقد كان هدف الحوثيين الحصول على هذا الموقع بأي ثمن .. لم ينسحب أو يستسلم ذلك القائد الشجاع بل قاتل قتال الأبطال وأوقع منهم ما يقارب (80) حوثياً.* استجاب القائد / ذو يزن أحمد مثنى لنداء ربه وسقط شهيداً دفاعاً عن دينه وعن وطنه، حاضناً بين ذراعيه سلاحه، راوياً تراب الوطن بدمائه الزكية.* أشاد وزير الداخلية في كلمة ألقاها بالأعمال البطولية للشهيد ووعد بتسمية أحد أقسام الشرطة باسم الشهيد.
هنيئاً لك الشهادة
أخبار متعلقة