أقواس
بين فينة وأخرى نرى ونقرأ ونشاهد ونسمع عن مشاريع ثقافية للتخليد والتكريم ولا يكون التكريم خالداً وسعيداً بل وسعرياً لهذا وذاك من المثقفين إلا للذين لايزالون أحياء يرزقون ولكن ليس التكريم بشهادة تقدير وهدية رمزية فقط رغم أهمية ذلك معنوياً إلا أن التكريم يجب أن يكون ملموساً وملامساً لاحتياج المكرم نفسه مثل حصوله على درجة وظيفية لائقة على الأقل في راتبها الشهري أو منحة سيارة صغيرة من ( أبو مليون وربع) ترفع من مستواه وقدره..وهو أقل القليل أو منحة سنوياً تذاكر سفر سياحية لدول عربية وأجنبية تمكنه من العيش بسعادة بقية أيامه التي مر منها الكثير في خدمة الوطن والثقافة على وجه الخصوص!إن مشاريع التخليد لا ينبغي أن تكون فقاعة بالونيه أو زوبعة خطابية ولقاءات تلفازية وهكذا أمور مستهلكة بل ينبغي أن يكون التكريم لافتاً ولائقاً بشخصيات خلدتها أعمالها وتضحياتها وتفانيها حتى يكون بالفعل قد أوصلنا إلى ما نرمي إليه في هكذا موضوع نؤصل عليه ونبغي استمراره وخلوده فعلاً.قد يقول قائل: أن التكريم الحاصل اليوم شيء مقبول.. وتقول له نعم لكن قبوله لا يعني الرضى به تماماً.. وإلا مافائدة أن يكون ذلك لمجرد ساعات فقط، ثم يتلاشي ونجد بعدها هذا المثقف أو المبدع في عيشة ضنك ولا يقوى على مواجهة الحياة.. وبالله عليكم كيف يعيش شاعر أو فنان أو رسام أو صحافي.. أو .. أو .. براتب لا يتعدى الـ(50) ألف ريال والتي لا تساوي قيمة الراشن (المواد الغذائية) وكيف له أن يبدع وان يصنف بالمبدع وهو يعيش الكفاف لكنه يقدم للحياة ما لم نقدمه نحن البسطاء.. وقد قيل يوماً لأحد الحذاق:- من هو الشاعر لديك؟! قال: (هو ذلك الذي يشعر بمالم يشعر به غيره) وفعلاً هو تعريف موجز ومنطقي وليس كل إنسان بشاعر لكن الشاعر إنسان بمعنى الكلمة.. ومن هنا تبدأ الحكاية.إن التكريم لابد له أن يسمو ويشمخ وان يكون ملامساً للحدث والعطاء والمعاناة وان يقدم دفعة معاشية ملموسة وان يهتم بصحة هذا أو ذاك وتجارب دول قريبة وبعيدة عنا ملموسة لمن أراد أن يقتبس أو يفهم معنى التكريم..وحتى لا نطيل.. ويكون الكلام مملاً ومكرراً نقول باختصار..التكريم يجب أن يكون شاملاً من الألف إلى الياء وان يكون عبر لجان متخصصة تقدم رؤية متكاملة عن حياة الأديب المثقف بكل صورها حتى يلامس التكريم هذه الحالة بشكل معقول ومنطقي ومقبول ايضاً.. فهل يا ترى أصبنا في طرحنا.. أم إننا مخطئون؟!الأمل.. في الصواب وحسن المآب.. أن شاء رب الأرباب.