14 اكتوبر في مديرية السود بعمران
أجرى اللقاء/ طارق الخميسيالسود مديرية نائية، على بعد أربعين كيلو متراً باتجاه الغرب من عاصمة محافظة عمران سبقتها من جهة الشمال مديرية السودة وبوابة شرقها وجنوبها مديرية جبل عيال يزيد وإلى جانبها في الغرب مديرية كحلان عفار. وهذه المديرية لها ما يميزها عن بقية مديريات المحافظة فتضاريسها وعرة وتعاني نقص المياه الجوفية. صحيفة (14 أكتوبر) قامت باستطلاع واقعها التنموي.. وإليكم الحصيلة. سابقاً كان الطريق إليها يعرضك إلى مغامرة حقيقية لاسيما إذا ما سلكت جادته المتعرجة الوعرة التي تجعلك تتراقص كرقص الذئاب على مضض وأنت جالس فوق مقعد الراكبة ثلاث ساعات أو يزيد لتصل إلى مبتغاك الناصرة عاصمة المديرية وما أن تحط قدماك حتى تغدو مترنحاً لشدة اهتزازك داخل الراكبة، بينما اليوم بمباركة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر تصل إلى المديرية بكل يسر واشتياق بعد أن عبد وكسي طريقها بمادة الإسفلت إلى مركز المديرية المؤدي إلى مديرية كحلان عفار التابع إدارياً لمحافظة حجة وهي مازالت قيد الإنشاء تنتظر عناية المسئولين في الدولة وما أن تصل أحضان الناصرة مبتهجاً تغرف من نعم الله سبحانه الهواء الشارح للصدور والذي لم يلوثه العصر والماء والخضرة المنتشرة على ارتفاع يتراوح بين ألف متر إلى ألف وخمسمائة متر عن مستوى سطح البحر وتتميز بطبيعة خلابة فجبالها مبسوطة القمم شديدة الانحدار في جوانبها التي كثيراً ما يتخللها الجروف الصخرية وأهمها جبل سيد الذي أراد له الله أن يسطر اسمه بالعربية وهو من عزلة بني جيش الأعلى والأسفل وجبل روع في عزلة بني طلق وهذه العزل من أحدى عشرة عزلة تشكلها ست وخمسون قرية تتخللها كثير من الأودية أشهرها وادي الشرقي عزلة العجيرات العمريين وبني الحارث وبلاد جنب ووادي قطابة في عزلة قطابة وهمل وهذه الأودية هي الروافد التي تغذي وادي مور الذي ينطلق من مديرية تضاريسها وحالة أبنائها الصعبة تجعلانها من المديريات الفقيرة وما زادها فقراً ندرة مياهها الجوفية وعدم وجود حواجز مائية تدعم الزراعة ما حدا بها إلى أن تركز مواردها المحلية على الموارد الزكوية.والأمر جعلنا في حيرة من أين نبدأ قصة استطلاعنا وما إن أرحنا ركابنا حتى تبين لنا منجز كبير جداً يفرض نفسه على من يزور مديرية السود وهو مستشفى ضخم يتكون من طابق واحد وبدروم، انتشرت على جانبي أروقته أربع وأربعون غرفة بنيت بأحدث التصاميم ووزعت بشكل دقيق ويتمتع المستشفى بموقع فريد في مفترق طرق بين مديريات المحافظة ومحافظة حجة وفيه سكن مؤثث تأثيثاً حديثاً خاص بالأطباء وعندما دلفناه استقبلنا الأخ محمد ناصر حميد أمين عام المديرية ومعه الأخ علي علي محمد العفيري مدير مكتب الصحة بالمديرية والمشرف على هذا المرفق الذي يعتبر من حيث الحجم واتساع أرضه وبنائه أكبر المستشفيات الريفية بالمحافظة وربما المستشفى العام بعمران.[c1]تجربة المجالس المحلية[/c]الأخ محمد ناصر حميد أمين عام المديرية تطرق في حديثه إلى تجربة المجالس المحلية حيث قال : تجربة نافعة جداً إذا تم اختيار أعضاء جيدين يفهمون الدور المنوط بهم والملقى على عاتقهم تجاه وطنهم الحبيب أما إذا كان الأعضاء يجهلون الدور فالتجربة غير نافعة خاصة إذا كان العضو تؤثر على تفكيره عوامل أخرى وهذا ينعكس بشكل مباشر على التنمية التي نسعى لنجاحها وبكافة السبل، والحقيقة أن حركة التنمية التي تبناها المجلس المحلي وبشهادة الأحباء والمعارضة جيدة وفي كافة المجالات وإليك خلاصة بالمشاريع التي نفذت وقيد التنفيذ منذ عام 2007 حتى 2010 حيث بلغ أجماليها ثلاثة وأربعين مشروعاً منها أحد عشر في مجال التربية والتعليم وبكلفة بلغت أكثر من مائتين وثمانية ملايين ريال ليصبح إجمالي ما لدينا ستة وأربعين مدرسة أساسية وثانوية وفي الجانب الصحي لدينا ما يقارب (11) وحدة صحية بلغت كلفتها خمسة وخمسين مليون ريال ومشاريع حصاد مياه الأمطار (الخزانات والحواجز المائية) وصلت إلى أغلب القرى حيث تم إنشاء تسعة عشر مشروعاً بكلفة بلغت مائتين وستة وتسعين مليون ريال وكذا في مجال الطرق تم مسح ورصف طرق بكلفة إجمالية بلغت أكثر من ثمانية عشر مليون ريال بالإضافة إلى إنجاز ما يقارب عشرين كيلو متراً من الإسفلت باتجاه عزلتي بني جيش الأسفل وبني طلق والمشروع لازال قيد التنفيذ وهناك مشاريع أخرى تحت الدراسة بالإضافة إلى إنجاز طريق السود قرية الشهيد المحبشي - السود - هجارة.. حيث بلغت كلفته ملياراً و (400) مليون ريال..وأضاف : للمجالس دور في حركة التنمية إذا كانت الهيئة الإدارية نشطة تبحث عن طرق أخرى غير اعتماد المجلس من أجل دفع حركة التنمية إما إذا كانت الهيئة الإدارية عكس ما ذكرت فالتأثير يسير ببطء.. وجهود القيادة السياسة جبارة وكبيرة في دفع حركة التنمية إلى الأمام لكن المشكلة تكمن في قصور التفكير وعدم استيعاب هذه الحركة من قبل شخصيات معينة ربما لمصالح شخصية أو ذاتية وإنني واثق مع مرور الأيام أن الحقائق ستزداد وضوحاً وتتضح الأمور بشكل جلي والكف لا يحجب ضوء النهار.[c1]السدود والحواجز[/c]في الحقيقة لا يوجد في المديرية شبكة مياه وإنما توجد خزانات حصاد مياه الأمطار التي بلغ تعدادها سبعة وأربعين مشروعاً خلال السنوات العشر الماضية وكما تعلمون أن المديرية تعاني من قلة المياه الجوفية وقمنا بأكثر من تجربة لحفر آبار ارتوازية في مركز المديرية لكنها باءت بالفشل ولا نستطيع بناء شبكة مياه لهذا السبب بينما وجدنا مياهاً جوفية في بلاد جنب وتم إنشاء خزان وتركيب مضخة ونعمل حالياً على استكمال الشبكة ليستفيد منه أكثر من ثلاثة آلاف نسمة ومشروع آخر في نباش وروحان عزلة بني هنان وقد تم تنفيذ الخزان ولم يبق غير توصيل الشبكة إلى التجمعات السكانية ليستفيد منها أكثر من ثلاثة آلاف نسمة وعملنا في خطتنا كثيراً من الآبار الارتوازية في العزلة التي لديها مياه جوفية لتغذية مركز المديرية مثل الشطين وبني الحارث وقطابة وهمل وبني جيش الأعلى والأسفل.[c1]الصحة[/c]كنا نطوف غرف المستشفى وصالاته بصحبة الأخ علي بن علي العفيري مدير مكتب الصحة ليبين لنا الواقع الصحي وخدماته من خلال سجلاته التي أوضحت أنه قدم في مجال تنظيم الأسرة خلال النصف الأول من العام الحالي خدماته لثلاثمائة وخمسة وستين امرأة وافدة إلى المستشفى حصلت على حبوب منع الحمل وثمانمائة وستين امرأة حصلت على حبوب منع الحمل وافدة إلى الوحدات الصحية وحقن أبر لمنع الحمل لثمانية وستين حالة في المستشفى واثنتين وستين امرأة في الوحدات الصحية لخمسمائة بالمستشفى وأربعمائة واثنين وسبعين بالوحدات الصحية كما استقبل المستشفى ثمانية وتسعين حالة ولادة حيث تم إرسال القابلات من قبل المستشفى إلى منازلهن وستة وخمسين حالة ولادة بالمرفق بإجمالي مائة وأربعة وخمسين حالة أما الوحدات فقد استقبلت مائة وإحدى وعشرين حالة ولادة منزلية وخمس وخمسين حالة في المرفق كما تم رعاية الحوامل بإجمالي (402) حامل في المستشفى و (671) بالوحدات الأخرى العاملة أما رعاية الحوامل ما بعد الولادة فقد بلغت حالاتها مائة وثمانية وأربعين داخل المستشفى وبلغ عدد الوافدين إلى المستشفى سبعة آلاف وسبعمائة وخمسة وعشرين وأغلب الحالات مصابة بالملاريا التي تسببت مؤخراً في موت ثلاثة أطفال من قرية واحدة وبقية حالاتها إسهال أما التحصين ضد مرض السل فقد بلغ خلال النصف الأول من العام الحالي مائتين وثمانية وخمسين وافداً أي بنسبة 19 % والتمهيدي (44) طفلاً وطفلة بنسبة 3 % وخماسي وشلل أطفال دون العام الأول (377) طفلاً وطفلة بنسبة 28 % والثانية (379) بنسبة 28 % والثالثة (359) بنسبة 27 % كنسبة سنوية وقد بلغ عدد المحصنين ضد مرض الحصبة نسبة 28 % وتحصين النساء ضد مرض الكزاز (228) امرأة ولدينا غرفة ولادة يوجد بها سرير مع أجهزة شفط وأدوات تعقيم وسرير خاص بالولادة ويبلغ عدد الوافدات على هذا القسم كمعدل شهري اثنتي عشرة امرأة والقائمات على هذا العمل مرشدات صحيات لديهن خبرة طويلة في التوليد ويوجد في المديرية قابلات صحيات خريجات من المعهد الصحي لكن لم تتوفر لهن درجات وظيفية وهن يعملن مقابل مكافأة مادية بسيطة ولدينا تسع وحدات صحية عاملة وأربع وحدات مغلقة بحاجة إلى أثاث وهي مدرجة من ضمن الخطة لتأثيثها خلال هذا العام ويوجد لدينا صيدلية تقدم خدمات علاجية متوفرة حسب الإمكانيات وحسب توزيع الحصص من مكتب الصحة بالمحافظة ولدينا أجهزة تخطيط قلب وجهاز أشعة تلفزيونية ولكن لا يوجد من يعمل عليها وبحاجة إلى متخصصين أو تدريب بعض أبناء المنطقة.[c1]التربية والتعليم[/c]الأخ حمود أحمد يحيى المخير مدير مكتب التربية والتعليم بالمديرية قال : شهد قطاع التعليم في مديرية السود خلال السنوات الخمسة الماضية نقلة نوعية وتوسعت المدارس لتبلغ (46) مدرسة منها تسع مدارس ثانوية مختلطة ومدرسة ثانوية واحدة خاصة بالإناث وواحدة خاصة بالذكور في مركز المديرية وما تبقى هي مدارس أساسية منتشرة في عزل وقرى المديرية وقد بلغ عدد الطلاب سبع آلاف ومائة وثلاثة وأربعين طالباً وطالبة منهم ألفان وسبعمائة وأربع عشرة طالبة خلال العام الدراسي الحالي وبلغ عدد الطاقم التدريسي والإداري أربعمائة وسبعين مدرساً وإدارياً والحقيقة جميع المدارس مكتملة بالكراسي والكتب المدرسية ولكن هناك عشرون منها تفتقر إلى أثاث مكاتب الإدارة كما أن هناك ثلاثين مدرسة لا يوجد فيها إذاعات مدرسية ولا يوجد معامل كيميائية إلا في سبع مدارس وقد تم استلام مدرسة ذات ستة فصول مع مرافقها في عزلة البدو بكلفة وصلت إلى أكثر من ستة وعشرين مليون ريال بتمويل الصندوق الاجتماعي وفي بني الحارث السدة مدرسة من ستة فصول بدون أثاث وبنفس الكلفة تقريباً وبتمويل المجلس المحلي ومثلها في بلاد جنب أما في بني هنان مركز المديرية فقد تم استلام مدرسة ثانوية للبنات تحوي تسعة فصول مع مرافقها بكلفة بلغت تسعة وثلاثين مليون ريال ومدرسة اخرى في بني جيش الأعلى (رحبة) مكونة من ستة فصول بتمويل المجلس المحلي بكلفة بلغت ثمانية وعشرين مليون ريال وفي بني طلق وبني الحارث بني طاهر وقطابة بني فحاوي في كل عزلة مدرسة بها ستة فصول بتمويل المجلس المحلي ومدرج لدينا في خطة المجلس عدد من المشاريع في مجالات التربية والصحة والمياه والطرقات بالإضافة إلى مخطط لها من الجهات الأخرى كالصندوق الاجتماعي للتنمية والأشغال وشركاء التنمية (المنظمات المانحة) موزعة على مختلف عزل وقرى المديرية.واختتمنا استطلاعنا بلقاء الأخ يحيى يحيى العقاري مسئول الخدمات في الاتصالات الذي تحدث قائلاً : بلغ عدد المشتركين في مركز المديرية (422) مشتركاً ولدينا كابينة في مركز المديرية سعتها قرابة خمسمائة خط بلغت كلفتها أربعة عشر مليون ريال وحققنا إيرادات خلال النصف الأول من هذا العام بلغت أربعة ملايين ريال وكذلك لدينا كابينة في بني جيش الأسفل سعتها مائة خط وسيتم إنشاء كابينة جديدة بسعة أربعمائة خط في عزلة بني طلق وبلاد جنب خلال هذا العام إن شاء الله.