عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لـ 14 اكتوبر :
صنعاء/ سمير الصلويتربط بين أبناء الشعبين اليمني والفلسطيني علاقات وطيدة وحميمة ومتميزة ومنذ احتلال فلسطين لم يتقاعس أبناء اليمن يوماً عن تقديم كل ما يستطيعون لمساندة أشقائهم والوقوف إلى جانبهم، ولا تزال هذه العلاقات الأخوية تتوطد يوماً بعد آخر.صحيفة “14أكتوبر” التقت بالأخ محمود إسماعيل علي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي وفر لنا القليل من وقته في زيارته الأخيرة لليمن وحدثنا عن القضية والواقع الفلسطيني، والموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية وكانت الحصيلة في الآتي..توطيد العلاقات القائمة* بداية هلا تحدثونا عن مكنون هذه الزيارة؟- نتيجة للعلاقات الجيدة بين الشعبين وبين القيادتين في فلسطين واليمن، ونتيجة لمعرفتنا وعلمنا الدقيق بتبني اليمن الشقيق حكومة وشعباً للقضية الفلسطينية وتقديمها حتى على قضاياهم الداخلية قرر سيادة الرئيس محمود عباس إرسالي إلى اليمن لمقابلة المسؤولين لننقل لأبناء الشعب اليمني وقيادته السياسية تحيات أبناء الشعب الفلسطيني، ونتمنى لهم دوام الاستقرار والتقدم والرخاء في ظل وحدتهم الوطنية.ونتيجة لتطور الأحداث السلبية ولإدراكنا مدى الحب والتعاطف في اليمن مع أبناء فلسطين جئنا لنضع إخوتنا في القيادة اليمنية الشقيقة في صورة تطورات الأحداث، ولنطلعهم على آخر ما وصلت إليه العملية السياسية في فلسطين.وقد شرحنا للإخوة المسؤولين الوضع ووجدنا تفهماً وتجاوباً عالياً،و تطابقاً في وجهات النظر في معظم القضايا. وقد أكد الإخوة في اليمن ضرورة استمرار هذه العلاقات من أجل تبادل المعلومات وتوضيح الكثير من القضايا التي قد يكون فيها لبس نتيجة ما ينقل في الأخبار بين بعض القنوات التي تدس سمومها خدمة لبعض الأطراف المغرضة. وتأتي هذه الزيارات ضرورة لتوضيح مختلف الأحداث السياسية على الساحة الفلسطينية، والتشاور في ما يفيد ويدعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ويدعم المفاوض الفلسطيني والقيادة الفلسطينية، كوننا في فلسطين نتقوى بعمقنا العربي الذي يجعل من قضية فلسطين قضيته الأساسية والمركزية . وهو ما وجدناه في اليمن، ونأمل في القريب العاجل أن نعود وقد تحققت خطوات إيجابية تجاه إنجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية على طريق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.انقلاب على الشرعية* الوحدة الفلسطينية ومستقبلها .. ماذا عن ذلك؟- حقيقة ما حصل في غزه بين حماس ومنظمة التحرير والشعب الفلسطيني ليس صراعاً بين فتح وحماس وإنما هو انقلاب على شرعية منظمة التحرير الممثل الشرعي لأبناء فلسطين منذ أربعين عاماً .. وما حصل في غزة هو انقلاب يخدم أجندة خارجية لا وطنية. فالإخوة في حماس ورغم مضي سنوات لم يجدوا طريقاً للوحدة رغم طرقنا كل الأبواب وسلكنا كل السبل للخروج من الأزمة القائمة التي لا نزال نمد أيدينا بصدق وأمانة وحرص لمن نريد منهم أن يغلبوا المصلحة الوطنية الفلسطينية وقضية الشعب الفلسطيني على القضية الفصائلية والإقليمية.فنحن في منظمة التحرير لا نزال نردد ونتمنى أن يتجاوب إخوتنا في حماس مع هذه النداءات ليس حباً في منظمة التحرير أو في حماس أو فتح أو غيرها ولكن رأفة بشعبنا المعذب الرازح تحت الاحتلال بكل منغصاته وقسوته الوحشية.فإذا كنا نحب الشعب وإذا كنا مجاهدين ومناضلين ونحب رفع المعاناة عن شعبنا فعلينا بالتوحد. الحوار مع حماس* الحوار مع حركة حماس إلى أين وصلتم فيه ؟- حقيقة لقد جلسنا جلسات حوار طويلة جداً في القاهرة وفي عدن وفي رام الله ولكن لم نصل إلى نتيجة، لأن إرادة الاتفاق والوحدة معدومة عند الطرف الآخر وتعذر بأعذار واهية وطرح ملاحظات غير مهمة.فالورقة المصرية رفضت حماس التوقيع عليها رغم أن هناك بعض الملاحظات لدينا على عدد من النقاط إلا أننا وافقنا عليها وغلبنا مصلحة الوطن ومصلحة الشعب ليقيننا أن الوحدة تسد هذه الثغرات والشعب العربي من حقه يتساءل ونحن لا نريد لفلسطين شعارات وهمية، إنما نريد إجراءات عملية على الأرض تساعد على إزالة الاحتلال وتقرب موعد قيام الدولة الفلسطينية، وتخفف معاناة الشعب داخل فلسطين.فشعارات المقاومة الغائبة الداعية إلى مقاومة ليست موجودة سوى في بعض القنوات الفضائية.وهو ما يحصل اليوم بمنع من يقوم بالعمل العسكري ويعدونها خيانة رغم طلبنا منهم ذلك في السابق ولكنهم رفضوا واتهموا السلطة بالخيانة ونحن لا نزال نمد أيدينا لإعادة وحدتنا لأن المعوق الأكبر للوصول إلى حقوقنا الوطنية هي الفرقة والانقسام في الأرض وبين الشعب التي تعد الظرف الأفضل لخدمة إسرائيل وتعطيلاً لمسيرة النضال الفلسطيني منذ أربعين عاماً.فالانقلاب الذي قامت به حماس جاء بعد اتفاق مكة وبعد تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة الأخ إسماعيل هنية وحصولهم على “12”وزارة سيادية وأغلبية أعضاء المجلس التشريعي. فعلى من كان الانقلاب وهم الحكومة وبأيديهم كل شيء؟ لكنهم لا يريدون أن يشاركوا الآخرين أو يعترفوا بالتعددية والديمقراطية وهذه صفة لم نشاهدها في أي حركة تحرر في العالم وهي الحادثة الأولى من نوعها للشعب الفلسطيني الذي يعاني الاضطهاد بقوة السلاح.ونحن كنا ننظر إلى حركة حماس عند ولادتها أنها زخم جهادي ونضالي لمسيرة الثورة التي انطلقت بقيادة فتح عام 1965م والعمود الفقري للمسيرة الوطنية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تميزت بالديمقراطية والحوار بالكلمة والمنطق، ولم يختلف فصيلان ليتحول الخلاف إلى قتال بالأسلحة في الشوارع كما حصل مع حماس.الواقع العربي والمقاومة* وماذا عن نظرتكم إلى الواقع العربي في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة؟- نحن ننظر إلى العالم العربي أنه عمقنا ولكن في الحقيقة أن الانقسام العربي يعكس نفسه على الوضع في فلسطين فنتمنى من الأشقاء ألا يكونوا بهذه الحالة الانقسامية والضعيفة، فضعفهم هو ضعف لنا وقوتهم قوة لنا.والحقيقة أنه لا يجور لأمة من الأمم في ظل هجمات متعددة ومتنوعة عليها من أعدائها أن تكون متفرقة ومنقسمة.الجميع في الساحة الفلسطينية يقاوم حسب إمكانياته وطرقه المتوفرة، والمشاهد للأمة يجد بأنه لا يوجد استسلام وإنما هناك تعقل منطقي أحياناً لأنه ليس بالعناد وبضرب الرأس بالحائط تكون الوطنية والإخلاص للمبادئ وإنما بالتفكير العميق والبرامج الحقيقية والوفاق العام للأمة العربية في كيفية التصدي للأعداء ونجد أن من يوصمون بالاستسلام لا يختلفون عن الذين يدعون للمقاومة.فجميعهم يقولون إن السلام خيار استراتيجي في هذه المرحلة ولكن الخلاف أن هناك من يشجع ويدعم المقاومة في غزة دون غيرها من المناطق المقاومة الأخرى وهذه مفارقة غير صحيحة ونتمنى للإخوة العرب التقدم والوحدة والوفاق فليس من مصلحتنا أي خلاف عربي ولا نريد أن يكون عمقنا مهدداًً بالخطر كوننا بحاجة إلى عمق يساندنا ويدعم قضيتنا. ورغم أن القمة العربية الأخيرة في سرت أقرت (500) مليون دولار دعماً للقدس لكن مع الأسف حتى اليوم نتسلم شيئاً وهو ما يعيقنا عن تنفيذ مهامنا ويفتح المجال أمام التكهنات بأننا نسعى نحو الاستسلام فكيف نصمد وبماذا؟ فنحن صامدون ولم نتنازل أو نستسلم ولانزال مزروعين في أرضنا، وكل بيت يهدم يسكن أبناؤه على الركام متحدين قوات الاحتلال ومتمسكين بأرضهم ولكننا بحاجة إلى صدق وانفتاح عربي حقيقي وتفهم لظروفنا فالكثير من الفصائل التي نسمع عنها لا وجود لها داخل فلسطين وتعمل على إصدار الشعارات والبيانات من بلدان عربية لمهاجمة منظمة التحرير فالشعارات لا يمكن لها تحرير فلسطين ونحن بحاجة إلى برنامج عملي يوصلنا إلى تحقيق أهدافنا لدحر الاحتلال.مقاومة وصمود * كلمة توجهها إلى أبناء الشعب اليمني والأمة العربية؟ - لدينا إيمان قاطع بأن الشعب اليمني لو أتيحت له الفرصة لا نطلق في مسيرة إلى فلسطين ، ولهذا أتوجه بالتحية لأبناء هذا الشعب ولقيادته السياسية ونطلب أن يتفهموا حقيقة ما يجري في فلسطين ليس من خلال القنوات الفضائية التي تريد أن تمزق الأمة ببرامج يتشاجر فيها العرب من أجل إصابة الأمة باليأس والإحباط ، وأن يقرؤوا تاريخ منظمات التحرير الفلسطينية التي قادت النضال وحققت الإنجازات وهيأت كل الظروف الديمقراطية، وهي دعوة أوجهها إلى أبناء الأمة العربية جميعاً إلى تفهم وضع منظمة التحرير فليس لدينا جيوش جرارة لمقاتلة إسرائيل ونحن محاصرون من كل الجوانب ولا نستطيع الخروج دون إذن من الاحتلال ولكننا مازلنا صامدين في المواقف ومتمسكين بالمبادئ ونرفض كل المساومات والضغوط التي قد تأتي أحياناً من بعض الأشقاء العرب، ولكننا نتصرف في ضوء مصلحة شعبنا ومبادئنا وثوابتنا المقررة من مجالسنا الوطنية الفلسطينية وبرامجنا التي نؤمن بها وخططناها بأيدينا جميعاً مختلف شرائح الثورة الفلسطينية والمجتمع والحركة الوطنية الفلسطينية.