اسلوب الحياة البديل الذي يسعى الناس كل الناس لتجسيده على الأرض بل وعلى كل الكواكب عملية مستمرة ومتواصلة بين كل الأجيال المتعاقبة وفي كل المجتمعات الإنسانية مهما بدا التفاوت الثقافي والحضاري بينها ولكنها في الأخير رسالة تاريخية تهم الجميع ويضطلع بها الجميع .وعالمنا كله لا يعترف بالجمود الفكري والمعرفي ولا شيء ثابت بل كل شيء قابل للتغيير والتجديد والتطور والتقدم في سبيل أن تصبح حياة كل الناس سهلة وسلسة وهادفة ولها معنى، حياة تبعت لدى الإنسان الراحة والمتعة وتذوق كل ماهو جميل وبديع في الطبيعة وفي المجتمع لذلك يبقى الرهان على مستوى وعي الناس وفهمهم ومستوى إدراكهم لحقائق الحياة ولحقوقهم وواجباتهم وكذا على مدى استيعابهم لمتطلبات الحياة الجديدة والمعاصرة ويبقى ذلك ضرورياً إلى جانب شروط الحياة المادية الأولية كقاعدة للتطور والتقدم الشامل في كل مجالات وجوانب الحياة وعلى مستوى كل وطن على حده وعلى مستوى كل العالم لنقطع الطريق بذلك على كل عوامل الفرقة والانقسام وعوامل الصراع والتناحر الذي يبقينا تحت سيطرة الأقليات المسيطرة والمتحكمة بشؤون حياتنا ومصائرنا البائسة منذ عهود الاستعباد والاستغلال والاحتكار والظلم والاستبداد وفي كل الأماكن دون استثناء.ولا يمكن لشعوب الأرض أن تتحرر من الجهل والفقر والمرض وامتهان كرامة الإنسان إلا بانتشار التعليم والثقافة والمعرفة بين كل الناس لإحداث تغيير اجتماعي عميق بمفاهيم ورؤى الناس ونظرتهم للحياة والكون ولطبيعة النظام السياسي الأمثل الذي يجعل التعايش المشترك بين الناس امراً راسخاً ومقبولاً لدى الجميع : وهذا يقتضي تبديل عادتنا وتقاليدنا البالية التي أبقتنا على تخلفنا ردحاً طويلاً من الزمن ومن تم اكتساب عادات جديدة نافعة في أساليب عملنا ومعيشتنا وطريقة تفكيرنا ونظرتنا للأمور بطريقة علمية صحيحة ونبذ الترهات والأوهام العالقة في أذهاننا إن الرهان على وعي المجتمع المدني بالحقوق والواجبات كفيل بإعادة صياغة نظام حياة جديدة يعتمد على التخطيط والتنظيم وحسن الإدارة وفقاً لاستراتجيات واضحة ومفهومة وهادفة يكون فيها الإنسان أغلى قيمة في الوجود نظام حياة قائم على الاهتمام بالآخر وعدم الانغلاق بالاهتمام بالذات فقط وتنمية الوعي لدى الإنسان رسالة مناطة بأجهزة التعليم والتربية ووسائل الصحافة والإعلام وبقدر أكبر يأتي دور الجامعات والمعاهد المختلفة وهذا ما نراهن عليه نحن معشر اليمنيين في مجرى التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في بلادنا.
|
اتجاهات
رهان الوعي
أخبار متعلقة