ندوة ناقشت آخر ما كتبه رجاء النقاش :
القاهرة/ 14 أكتوبر / وكالة الصحافة العربية:الناقد الراحل رجاء النقاش أحد أعلام الصحافة العربية بدأ في وظيفة متواضعة كمصحح حين كان طالباً في الجامعة وكان يحصل على عشرة جنيهات من هذا العمل، ثم تدرج في مناصب كثيرة بين مصر ودول العالم.وللنقاش مجموعة كبيرة من المؤلفات منها (في أزمة الثقافة المصرية) عام 1958 و(تأملات في الإنسان) عام 1962 و(عباس العقاد بين اليمين واليسار) عام 1973م (وقصة روايتين) عام 1996 وقد حول النص من النخبة إلى الجمهور لبساطة لغته وعمقها. واستطاع أن ينقل الجمهور نقلة نوعية إلى مقام النقد الأدبي وسطع نجمه في تاريخ الصحافة الثقافية والأدبية ليس في مصر فقط، حيث أنشأ مجلة الدوحة والراية القطرية ورأس تحريرهما، والأمر الثاني أنه صاحب مدرسة في الأساليب ، وكان ناقداً مهموماً بكل ما هو جمالي ومشروع وقد قدم محمود درويش وصلاح جاهين في بدايتهم وكانت ثقافته تراثية·· هذا ما أكده د· عبد المنعم تليمة الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة في الندوة التي نظمتها هيئة قصور الثقافة بالقلعة لمناقشة كتاب (أدب وعروبة وحرية) للكاتب الراحل رجاء النقاش وأدارها مسعود شومان.وقال تليمة : إن هذا الكتاب عمل جيد وجملة واحدة منه نستطيع أن نتوقف أمامها وتشير بقوة إلى رجاء النقاش حيث يقول في إحدي مقالات الكتاب: (الفدائي أساساً هو ذلك الذي يحمل شهوة الإصلاح للعالم ويعيش في حلم واحد كبير وهو حلم تغيير المجتمع ولا يشعر بحريته الشخصية بل يعتبر هذه سمة، ما دام هناك إنسان واحد مستعبد على الأرض).وعبر تليمة قائلاً: إن معاصرتي لرجاء ذات علاقة خاصة وتأتي هذه الخصوصية من أنه تخرج في قسم اللغة العربية وهو العام الذي التحقت فيه بهذا القسم فكان خريجاً طموحاً وبدأت الصحافة والحياة الأدبية تعرفه وهو طالب وعرف كاتباً وبدأ يتوهج وبدأ اسمه في الحياة الأدبية والثقافية يسطع.أما آخر كتبه وهو (أدب وعروبة وحرية) فهو عبارة عن خمسة عشر مقالاً نشرته الهيئة العامة لقصور الثقافة ابتداءاً من الستينيات بغير تاريخ واحد لأي مقال وهو عيب خطير كان على الهيئة أن تتداركه وتضع في ذيل كل مقال تاريخ النشر ومكانه· كما تجاهلت الهيئة وضع فهرس للكتاب وأضاف أن في الكتاب أربعة مقالات تتصل بدور القوميين السوريين في الأدب ونشرت بأخبار اليوم ، فالكتاب يحمل ثلاثة محاور أو يجول في آفاق ثلاثة محددة أولها أفق القومية والاشتراكية والإنسانية.وأشار تليمة : إلى أن أحد هذه المحاور يناقش الثورة المصرية في مرحلتها الأخيرة مرحلة 23 يوليو والحلقة الأولي فيها خروج المصريين ضد الفرنسيين والثانية هي الحلقة العرابية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر والثالثة في الربع الأول من القرن العشرين والأخيرة هي حلقة 23 يوليو في منتصف القرن العشرين.[c1]في سبيل القومية[/c] ويقول تليمة : إن الحلقة الأخيرة من الثورة المصرية في التاريخ الحديث لها جناحان: الأول القومية والثاني الاشتراكية· وبجانب ذلك يخوض النقاش معارك فكرية هائلة في الاتجاهين كقومي ناصري وكاشتراكي مؤمن لإيمانه بمقولات سلامة موسى ومحمد مندور إماما الاشتراكيني الديمقراطيين المصريين، فمعارك النقاش في سبيل القومية كما جاءت في الكتاب ترتكز على ستة مقالات من بين 15 مقالاً ومعاركه مع المفكرين والأئمة المصريين طه حسين ولويس عوض وحسين فوزي ومن الذين نادوا بالقومية المصرية وأنكروا القومية العربية فنازلهم النقاش وأخرج كتاباً أسماه (الانفصاليون في مصر) وكان يقصد بذلك المفكرين والرواد الذين قالوا بالقومية المصرية وكان حازماً معهم ولكن كان رحيماً لأنهم في مقام أساتذته ومبجلاً ويقدم لهم آيات الإحترام في كل سطر من السطور ويقدم اختلافاته مع التزامه بأرفع أدبيات الحوار.و أضاف تليمة : في هذا الكتاب أيضاً خاض معارك ومنازلة مع القوميين العراقيين خاصة مع الشاعرة (نازك الملائكة) حيث خصها بمقالين من تلك المقالات واختلف معها اختلافين أساسيين الأول أن نازك الملائكة مثالية تإملية وهو واقعي مباشر مع الثورة المصرية حيث أنها تقول: الوجود العربي في التاريخ أقدم كثيراً من أية تماس مع واقعه أو حركة أو ثورة، إلا أنه اختلف معها حيث قال: إن المسألة متعالية على الواقع فمن الممكن أن الواقع يهزم عندما تصبح المسألة عقيدة، الاختلاف الثاني عندما قال لها النقاش: القومية عندي عقيدة فأجابته: ليس هناك من عقائد إلا العقائد المقدسة أما القومية فحقيقة تاريخية، فأجابها: الحقيقة التاريخية إن لم تصبح عقيدة فلن تنتصر في واحدة من معاركها ومن هنا جاء كلامه عن الفدائي بأن القومية العربية عندما تصبح عقيدة فإنها تحتاج إلى فدائيين ينتصرون لها في معاركها الكبرى وإلا لن يتحقق النصر.وأوضح تليمة أنه كان رحيماً مع القوميين المصريين وكان قاسياً مع القوميين العراقيين والشوام خاصة السوريين وعلي الأخص أصحاب الحزب القومي الثوري حيث كان حاداً مع شاعرهم الكبير (أودتيس) .