تعز / العزي العصامي:من الجميل أن تبادر الأندية الكبيرة في بلادنا إلى تنظيم إحتفاليات كبرى عندما تتحقق الإنجازات الرياضية لهذه الأندية في مختلف المنافسات الرياضية , وكثيرة هي الأندية التي حققت الألقاب الكبرى في كرة القدم وغيرها من الألعاب غير أن الأندية التي تريد وضع بصمة من التفاؤل والسعادة ورفع معنويات لاعبيها قليلة جدا من خلال إطلاعنا على أحوال الأندية التي حققت الألقاب في الفترة الماضية , حتى أن بعضها ينسى شيء إسمه التكريم وإذا ما ذكرت إدارتها أمر التكريم فإنه يأتي بصورة لا تليق بالإنجاز الذي حققه نجوم النادي ولا بالمناسبة , وربما يأتي التكريم في وقت قد ضاقت فيه النفوس وملت الحديث عنه. ومن الرائع أن يحتفل نادي الصقر الحالمي بأول إنجاز كروي محلي كبير بالنسبة له بعد أن ناضل سنينا طويلة من اجل الوصول إلى مثل هذا اليوم , وبذلت الكثير من الجهود خلال مسيرته التي ربما تختلف عن كثير من الأندية من خلال الإهتمام الفعلي بالنية التحتية للنادي في مختلف الألعاب الرياضية وإيجاد الكثير من سبل الدعم والموارد التي تعمل على الرفع من شأنه وتساعده على الاستقرار الفني والمادي والإداري . ولهذا تأتي إحتفالية الصقر اليوم مميزة بالكثير من المعاني والدلالات الجميلة التي تعكس نفسها على الجميع من لاعبين وإداريين وجهاز فني وحتى الجماهير المؤازرة للصقر وجماهير الأندية الأخرى التي ترى في مثل هذه التظاهرة الصقراوية مثل وقدوة يجب أن يحتذى بها حتى تستمر مسيرة العطاء , وحتى بالنسبة لقطاع الإعلام الرياضي الذي سيحتشد عدد كبير من أعضائه في هذه الاحتفالية بعد أن وجهت دعوات شخصية ودعوات عامة للإعلام الرياضي باعتبار أن النادي الصقراوي يمثل نموذجا طيبا للأندية اليمنية التي اكتملت فيها البنية التحتية بصورة لا تقل شأنا عن أندية الجزيرة والخليج , وهو ما يبعث بالإرتياح لدى الإعلام الرياضي وبغض النظر عن قرار سابق لإتحاد كرة القدم بإقامة مهرجان تكريمي في مباراة تجمع البطل الصقر ووصيفه شعب إب في العاصمة صنعاء كان يفترض أن تقام أمس الأربعاء , إلا ان التعامل مع الأمر من قبل إدارة الصقر ورئيس إتحاد كرة القدم كان منطقيا ومقبولا بعيدا عن الشطح والتشنج والغضب , عندما تحدثت إدارة الصقر بلغة الإعتذار وليس بلغة الرفض والغضب , وبررت إعتذارها بعدم جاهزية الفريق الكروي في الوقت الحالي بعد الراحة السلبية التي خاضها اللاعبون خلال الفترة الماضية , وهو أمر منطقي ومقبول لأن خوض المباراة والفريقين غير جاهزين ربما يشوه صورة أفضل أندية اليمن امام الرأي العام بالمستوى المتواضع الذي سيكون نتيجة عدم الجاهزية .وكان تعامل إتحاد الكرة مقبولا وباعثا للإرتياح وقد وجه رئيسه الشيخ أحمد صالح العيسي بقبول الإعتذار وتأجيل الأمر إلى وقت لاحق , والمساهمة في الإحتفالية الصقراوية الكبرى اليوم , وهذا الموقف رسم الكثير من علامات التفاؤل بمستقبل افضل للعلاقات بين الإتحاد من جهة والأندية الكروية من جهة أخرى بمختلف الشخصيات التي تمثلها .وإذا قلنا مبروك للصقر .. فكلمة مبروك لن توفيه حقه ولن تعبر عن واقع الحال , فالحدث كبير وعظيم وهو مستحق للصقر ولكل الصقراويين وفي مقدمتهم رئيس مجلس الإدارة الأستاذ شوقي أحمد هائل الذي كان مثل هذا اليوم بالنسبة له حلما عمل على تحقيقه , وسيعمل على أن يتكرر كثيرا في المواسم القادمة من خلال خلق فريق كروي أفضل مستوى وتنظيما في المستقبل , وهو الأمر الذي سيسهم في تطوير الكرة اليمنية من خلال وجود مثل هذه الأندية القوية المتنافسة .
