غزة / متابعات :"حماسستان".."طالبان"..و"غزستان" أسماء ومسميات عديدة رددها الإعلام العربي والعالمي في الفترة التي تلت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة في الخامس عشر من شهر يونيو 2007م، وكان من الطبيعي أن تتناب أطياف اجتماعية مختلفة من سكان القطاع مخاوف من تكرار نموذج طالبان في غزة، التي ردد البعض أنها قد تصبح إمارة إسلامية في ظل احتدام الجدل والصراع الإعلامي بين المؤيدين والمعارضين لما حدث.بداية، يقول محمد سليمان، صاحب محل لبيع الملابس: إنه لاحظ في الأيام الأولى بعد سيطرة حركة (حماس) على قطاع غزة أن الكثير من النساء بدأن يسألن عن أماكن لبيع ملابس الحجاب أو مناديل لتغطية الرأس، في شعور أولي منهن بخوف واضح، ولكن حسب سليمان فإنه بعد مرور أسبوع خفت تلك الظاهرة. ويضيف سليمان "يبدو أن النساء بدأن يشعرن بنوع من الاطمئنان في أن حركة حماس لن تتدخل في الحريات الشخصية للأفراد منوها إلى تصريحات قادة (حماس) عبر الفضائيات والإعلام المحلي بأن حركتهم لن تنشئ إمارة إسلامية في غزة.أما غدير التري، إحدى طالبات جامعة الأزهر في مدينة غزة فتوضح أن أحدا لم يوقفها في الشارع أو يضايقها لارتدائها ملابس غربية،أو طالبها بتغطية رأسها، غير أنها تتخوف من أن حركة حماس قد لا تريد التدخل في تلك الأمور في البداية ولكن قد تبدأ لاحقا حملة من أجل تطبيق المظاهر الإسلامية كحركة دينية لها برنامج يدعو إلى ذلك. من جهتها تؤكد سمر عبد القادر، معلمة في إحدى مدارس الأونروا أن هناك اختلافا كبيرا بين حماس وطالبان، فلا يمكن لحركة حماس أن تمنع المرأة من العمل والتعليم كما كانت تفعل (طالبان) صاحبة الفكر المتشدد، مستبعدة أن تطبق حماس نموذجا إسلاميا في غزة. ويتعارض هذا الرأي مع ما تقوله مها، طالبة تحضر رسالة الماجستير في جامعة الأقصى في مدينة غزة، التي أكدت أن حركة حماس ستطبق نموذجا إسلاميا في الفترة القريبة القادمة، وستفرض الزي الإسلامي. وحسب مها قد لا يكون الأسلوب المتبع من حركة حماس عنيفا ولكن عبر برامج تثقيفية ودعوية تتناسب مع طبيعتها.أما الدكتور أيمن شاهين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في مدينة غزة فيقول: "إن أي حزب هو أسير فكره وأيديولوجيته" وحركة حماس رغم أنها حزب سياسي إلا أنها حركة دينية لها أيدلوجية معينة، ومع الوقت سيكون من الطبيعي أن تفرض ايدولوجيتها وفكرها الديني.ويضيف شاهين "قد يكون الوقت الحالي غير مناسب لحركة حماس أن تفرض أيديولوجيتها على الأرض لأن التحديات الأكبر والأهم أمامها هي التحديات الإقليمية والخارجية وليست التحديات الداخلية" مؤكدا أن حركة حماس وبالتدريج ستعمل على تطبيق أفكارها وأيديولوجيتها لأنها لن تستطيع أن تعيش "بشخصيتين" حسب تعبيره.وتابع شاهين "لن تستطيع حركة حماس في المستقبل أن تواصل الحديث عن الحريات والحقوق والتعدديات السياسية والديمقراطية لأن طبيعة الفكر في حالة السيطرة الكاملة لحماس سيحتم عليها أن تمارس أيديولوجيتها على الأرض".وقال شاهين إنه ليس بالضرورة أن يكون النموذج الإسلامي المفترض أن تطبقه حركة (حماس) في غزة مشابها لما فعلته (طالبان) في أفغانستان، فقد تكون حماس حسب شاهين "مولعة" بالنموذج الإيراني أو نموذج إسلامي أخر، موضحا في الوقت ذاته أن التسميات التي يتم التطرق لها في الوقت الحالي مثل غزة ستان وحماسستان ليست مرتبطة بمفهوم الإمارة الإسلامية ولكنها مرتبطة بمفهوم "السيطرة". فكما يطلق على قطاع غزة "غزستان" فإن الضفة الغربية التي تسيطر عليها حركة فتح يطلق عليها "فتح لاند" حسب شاهين.