الأخ العزيز الأستاذ / أحمد الحبيشيرئيس تحرير صحيفة (14 أكتوبر) / المحترمطالعتُ صباح أمس السبت صحيفة(14 أكتوبر) العزيزة على قلوبنا، وشدَّني ما كتبته عن الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات نقلاً عن صحيفة ( 26 سبتمبر).بدايةً أقول لك إنني لا اختلف معك في كل ما قلته عن شخص ياسر عرفات ودوره القيادي الوطني في مسيرة ثورتنا الفلسطينية. ونحن نفتقر في هذه الأيام لقيادة فلسطينية بمواصفات ياسر عرفات حيث كان الجميع يلتف حوله حتى ولو اختلف معه. وأنا على يقين بأنّ ياسر عرفات لو كان معنا اليوم لما كنّا أمام مثل هذه الأحداث المؤسفة. دعني أقول لك إنني متفق معك في رفضنا اللجوء إلى خيار الاقتتال الدموي سبيلاً لحل التعارضات وانطلاقاً من أنّ التناقض الرئيسي هو مع الاحتلال، وأنّ التغيير والإصلاح لا يعنيان الانقلاب على النظام والشرعيات. وبهذا الصدد فإننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نرفض وندين اللجوء إلى خيار الحسم العسكري ولا نقر نتائجه الميدانية، فهذا لا يحل المأزق بل يعمقه ويطيل أمده ويعطي المخطط الصهيوني فرصة لاستثماره. وبالتالي فإنّ خيار حكومة الطوارئ لا يحل المشكلة، ومن هنا ندعو إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة مؤقتة تدير الصراع مع الاحتلال وشؤون شعبنا في الضفة وغزة، وفي إطار منظمة التحرير الفلسطينية كإطار شرعي ووحيد ومرجعية عليا وشاملة لشعبنا في الوطن والشتات. ونؤكد أنّه لا مناص من العودة لطاولة الحوار الشامل، وهذا ما أكده بالأمس فخامة الرئيس علي عبدالله صالح (حفظه الله) في اتصاله الهاتفي مع كل من الأخ أبو مازن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية والأخ إسماعيل هنية رئيس الوزراء المُقال.. وأنا شخصياً أثمن حديث الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الذي قال : "إنّ أي تنازل يقدمه أي طرف كان هو لمصلحة الشعب الفلسطيني، حيث لا يجوز أن تؤدي الخلافات مهما كانت إلى سفك الدم الفلسطيني بأيادٍ فلسطينية."مطلوب من كل الرؤساء والأمراء والملوك العرب أن يتعاملوا مع الموضوع الفلسطيني كما تتعامل معه اليمن بقيادتها السياسية الحكيمة.[c1]أخي الأستاذ أحمد الحبيشي ..[/c]ما لفت نظري في مقالتك الجميلة واختلف معك فيه حديثك عن تحميل اليسار الفلسطيني مسؤولية ما جرى في الأردن حيث قلت: " لم تخل مسيرة ياسر عرفات الكفاحية من محطات مؤلمة حصد فيها أخطاء غيره دون أن يتبرأ منها.. حدث ذلك في الأردن يوم رفعت فصائل اليسار الفلسطيني شعار إقامة سلطة وطنية في الأردن كقاعدة للكفاح المسلح في الأراضي المحتلة ".إن تحميل اليسار مسؤولية ما حدث في الأردن وبهذا الشكل يعد ظلماً كبيراً.. فأنت تحمله في هذه الحالة مسؤولية كل ما جرى آنذاك وما أعقبه إثر تلك الأحداث الدامية!! .. وهذا ظلم لليسار ولا يجوز أن تشكل محاكمة لليسار من خلال موقف ما أو شعار ما قد يكون من صنع الأجهزة لافتعال المشكلة. [c1]اخي العزيز احمد[/c]. دعنا نركز على إدانة أي عمل أو إجراء يسيء إلى هذا القائد الرمز «ياسر عرفات»..دعنا نركز على أهمية الحوار الفلسطيني – الفلسطيني والتوصل إلى اتفاق ينهي التأزم والاقتتال..دعنا نؤكد على أهمية وجود قيادة وطنية في هذه المرحلة..دعنا نركز على أهمية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.. دعنا في حديثنا نركز على أنّ العدو الصهيوني هو المستفيد الأول والأخير من الأحداث.[c1]أخي العزيز أحمد[/c]أنت ابن فلسطين ومن عاش مع قضيتها وفصائلها وشعبها.أنت من عاش الأحداث.. وأدرك جيداً مدى تألمك لما جرى وهذا يدعونا للاعتزاز بمواقفكم.[c1]* ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في اليمن[/c]