في لقاءات صحفية أجرتها الصحيفة
استطلاع / لؤي عباس غالبتتعرض صحيفة (14أكتوبر) لهجمة شرسة من قبل من يدعون أنفسهم أوصياء على الدين.. فها هم يجندون صفوفهم لمحاولة تغيير نهج الصحيفة المرتكز على الدفاع عن الإنسان كإنسان والذي فضح وعرى أدعياء الدين ولعل قضايا إرضاع الكبير وفتوى التبرك وزواج الصغيرات التي تناولتها الصحيفة في أعداد سابقة كانت سبب السخط عليها من قبل التراثيين وعلماء التقليد الأعمى والجهل المطبق وأنصاف المتعلمين..(14أكتوبر) التقت أفراداً من نخبة القواعد الثقافية والإعلامية واستطلعت آراءهم حول هذه القضية والحصيلة في الآتي :-[c1]المنابر للتوعية وليست للكسب والتضليل[/c]محمد الحسني - مدير تحرير التغيير نت: منابر المساجد هي في الأصل لتوعية الناس وترشيد المسلمين بأمور دينهم ودنياهم ، كما أنها إحدى أهم وسائل الإعلام الجماهيرية في المجتمعات النامية وينبغي أن تستثمر كقناة للتثقيف والتعليم والتوعية ولما فيه صلاح الناس لا أن تستغل كوسيلة لتصفية حسابات شخصية أو كسب تعاطف الناس بالباطل أو التضليل بهم ودفعهم إلى اتخاذ مواقف نهائية تجاه قضايا أو أشخاص أوجهات ومن ذلك ما أصبح يسمى بمنابر « التكفير» التي انتشرت مؤخرا في أوساط المجتمعات «الأقل تعليما» والتي يعتليها خطباء « أنصاف متعلمين».. كان لهم أن يمتطوا هذه المنابر في ظل غياب أهلها على الرغم من كونهم لا يحملون في رؤوسهم شيئا، كما أنهم لا يتكئون على خلفية تؤهلهم ليكونوا كذلك سواء في الجوانب الشرعية أو الفقهية أو العلمية أو الثقافية العامة .ومسألة « تكفير » شخص ما أو إطلاق الحكم بخروجه من الملة يتفق على أولوية أن يتجنبها الخطباء أجل و أشهر العلماء في العالم الإسلامي وغيرهم من الوعاظ المعتدلين وأبرزهم فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور محمد راتب النابلسي ، على الأقل من باب القاعدة الفقهية التي تقول « دفع المفسدة أولى جلب الفائدة» .. هذا في اعتقادي إن كان من تم «تكفيره» يستحق ذلك ، لكن ما هو حاصل أن كل من يشاع عنهم التكفير من خطباء المنابر هذه الأيام هم من الدعاة المتشددين المتعصبين لمذهبهم وشيخهم ، وهم في الأساس يشنونه على من يختلف معهم في الرأي أو في مسألة فقهية ما ، على الرغم من كون الدين الإسلامي لايقبل فقط بالرأي الآخر بل يقبل بالآخر بكل ما يحمله من آراء ومعتقدات وإن كانت من غير الملة.[c1]الدين أصول ثابتة وفروع مرنة[/c]أروى احمد السياغي- مخرجة تلفزيونية:قضية تزويج الصغيرات أو غيرها من القضايا التي أثارت زوبعة في فنجان الساحة الإعلامية والتي دخلت فيها صحيفتكم كطرف هي قضية فرضها الواقع المعاش لها سلبيات كما تنعدم تقريبا إيجابياتها وهي قضية لا يوجد فيها نص جازم ومتفق عليه ولذلك فهي قضية من الفروع التي يعتبر الإسلام مرناً فيها وليست من الأصول التي هي ثابتة في الإسلام فللإنسان مطلق التصرف بما يخدم واقعه. ونحن نعلن تضامننا مع ما تتعرض له الصحيفة من هجمة ونشد على أيادي العاملين في المؤسسة ونقول لا بد أن يحق الحق فلا يصح إلا الصحيح .[c1]عدم وجود نص قطعي يعطي مساحة للاجتهاد[/c]هشام عبد الرحمن جحاف- ماجستير شريعة وقانون قال: إن ظاهرة التكفير بسبب رأي منشور مرتبطة بفئة الغلاة والتكفيريين الموجودين عبر الزمن. والحق أن أي قضية معاشة مادام لا يوجد فيها نص قطعي لا من الكتاب ولا من السنة هي محل اجتهاد وللمجتهد فيها اجر أو اجران ولا بد من إدراك أن الواقع اليوم بما يشهده من تطورات كبيرة يفرض أشياء لم تكن موجودة من قبل ولا ينكر هذا إلا من يريد من الآخرين أن يسخروا منة .فقضية مثل تزويج الصغيرات أو غيرها من القضايا التي تمس حياة الفرد كإنسان لا يوجد فيها نص قاطع فهي متروكة للإنسان لينظمها بما يتوافق مع الحياة وخصوصيتها.[c1]التكفير سهم قاتل[/c]صدام الكمالي- صحفي:أن يكتب الصحفي أو الكاتب عن رأي ما أو قضية معينة ويجد نفسه في اليوم التالي كافراَ من خلال بيانات يصدرها علماء لا علم لهم بالدين الصحيح ولا بشرع الله القويم فهذا يعد مؤشرا خطير يصيب حرية التعبير خصوصا والديموقراطيه عموما في مقتل . بل ويجعل من الصحفي أو الكاتب يفكر ألف مرة قبل إبدأ رأي في هذه أو تلك من القضايا ويجعله حبيس الخوف لأنه سيواجه من قبل مجموعة من علماء ضعفاء الإيمان بالله ,للأسف الشديد,بالتكفير وبسهولة شديدة يصدق الناس ما يهرفون به من فتاوى والخاسر في نهاية المطاف وفي هذا المسلسل الحزين هو الصحفي أو الكاتب الذي لا يجد من يناصره .أن يسخر خطباء المساجد في بلادنا كل جهدهم وقدرتهم على التأثير وإيصال الصوت في محاربة أصحاب القلم وأصحاب الرأي في بلادنا يعد مشكلة ولعل آخر موديل هو ما تتعرض له صحيفة 14اكتوبر ورئيس تحريرها احمد الحبيشي.. يجب على نقابة الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني والمجتمع عموماً عدم السكوت لان السكوت سيجعلهم يتمادون في مسألة التكفير فتقترن بطاقة الصحفي بفتوى تكفيرية.[c1]ظاهرة دخيلة[/c]بسام شمس الدين - قاص وروائي : تكفير الإنسان بسبب رأيه ظاهرة دخيلة على مجتمعنا وهي ظاهرة استشرت مؤخرا بسبب دخول تيار الدين في السياسة بحيث أصبح الدين مسيساً وصار الجميع يبحث عن تسجيل نقاط على حساب الآخر من جانب ومن جانب آخر وجود طائفة تؤمن بالفكر الواحد ...فلابد من إدراك انه وعبر الزمن دائما ما ارتبط الطابع الديني بالمطلق والإيمان واليقين ما يجعل الفرد يعتقد ان رأيه هو الحق ورأي غيره هو الباطل .وهناك أسباب عديدة ولدت هذا الفكر لعل أهمها انتشار التعصب بين الطوائف الدينية بالإضافة إلى اعتقاد إن التدين والتشدد هو الحل المناسب للخروج من الأزمات بينما هو يفاقم الأزمات ويلغي الآخر وينقل رؤية مغلوطة ومشوهة عن دين نبي الرحمة واللين والحكمة والموعظة الحسنة .