عروس البحر العربيعدن عروس البحر العربي ، والمدخل الجنوبي الحقيقي للبحر الأحمر, وأقدم وأهم موانئ العالم . ذكرتها الروايات التراثية أن قابيل عندما سولت له نفسه قتل أخيه هابيل ، فر من وجه أبيه آدم ــ عليه السلام ــ والذي كان يسكن الهند وقيل جزيرة جاوة في اندونيسيا إلى عدن واستقر في جبل صيرة . وقيل أن عدن سميت باسم أحد أبناء نوح ـــ عليه السلام ـــ . وقيل ــ كذلك ــ أن أحد تبابعة ملوك اليمن الجبابرة في عهد النبي هود ـــ عليه السلام ــ كان يحبس بها الناس ، فسميت عدن من العدون وهو الإقامة . وتذكر أن الروايات التاريخية أن عدن كانت تعد من أهم الأسواق في العصور القديمة والوسطى . وأن الدول المركزية التي تعاقبت على حكم اليمن , كانت أول ما تقوم به من عمل سياسي هو وضع يديها عليها لأن القبائل اليمنية ترى أن من يمسك زمام الأمور في عدن تساق له شئون الحكم ومن ثم كان يخضع شيوخ عشيرتها تحت نفوذها. وعدن وطرازها المعماريوالحقيقة أن مدينة عدن القديمة ـــ حسب تعبير المؤرخ القاضي الكبير إسماعيل الأكوع ـــ تحتوي على طرز من العمارة التاريخية القيمة أو بالأحرى أن أحياؤها وشوارعها وأسواقها القديمة التي ترجع إلى العصور الوسطى وعلى وجه التحديد في عهد الدول التي حكمت عدن دولة الصليحيين ( 439 ــ 532هـ / 1047 ـــ 1137 م ) ، دولة بني زريع (497 ــ 569 هــ / 1070 ـ 1183 م ) ، دولة الأيوبيين ( 569 ـــ 626 هـ / 1183 ـــ 1228 م ) ، دولة بني رسول ( 626 ـــ 858 هـ / 1228 ـــ 1453م) دولة بني طاهر ( 858 ـ 945 هــ / 1453 ـــ 1538 م ) تعد متحف نادر الوجود حيث تطل أحياؤها ، وشوارعها ، وأسواقها بملامحها وبطرازها الإسلامي وإذا درسنا تخطيط وعمارة مدينة عدن الإسلامية فإننا سنجد أنها تعود إلى مدن القرن الرابع الهجري ( العاشر الميلادي) وهي الفترة التي أجمع عليها الأثريين والمختصين في الآثار الإسلامية أن عمارة المدن الإسلامية قد وصلت إلى قمة نضوج فن العمارة الإسلامية والإنسانية . مشروع حماية المدينةوفي الواقع ، أن عدن تشهد مثلها مثل المدن اليمنية العريقة الضاربة جذورها في التاريخ اليمني الإسلامي الكثير من التطورات على مختلف الأصعدة والذي يهمنا في ذلك المقام هو تطور عمارتها أو بمعنى أدق أن العمارة الحديثة زحفت بقوة على الكثير من أحيائها ، وأسواقها ، وشوارعها القديمة , ولكن السؤال هو ما ذا أعددنا لذلك الزحف العمراني الحديث على عدن العتيقة الأصيلة ؟ . فنحن أمام سؤال هام وخطير في نفس الوقت ، وذلك بسبب أن القضية تتعلق بهوية تاريخ عدن العريق والتي وهي من نسيج تراث وآثار اليمن التليد، أو بمعنى أدق أن عدن القديمة تعد في رأي الكثير من الأثريين اليمنيين وغير اليمنيين أنها مدينة تدخل ضمن المدن التاريخية والتي يجب العمل على حفاظها وصيانتها وترميمها بصورة دائمة . فهل يدرك المسئولين في محافظة عدن والجهات المختصة بحماية الآثار حول قضية الحفاظ على تراث وآثار مدينة عدن العتيقة الهامة التي طرحنها قبل قليل . فيجب و يتوجب وضع مشروع يكون عنوانه (عدن تحت الحراسة ) وذلك من خلال الوقوف بحزم على تعديات زحف البناء الحديث أو العمارة الحديثة التي لا تلائم طرز عدن المعمارية القديمة . ولا يفهم من ذلك أننا يجب أن نمنع الناس من البناء والعمارة في عدن القديمة , وإنما نضع مقاييس معمارية توائم وتناسب جو الحياة المعمارية الخاصة بالمدينة العتيقة حتى لا يشوبها شائبة في ملامح وجهها الأصيل . مع المسئولينوأنني أكاد أجزم ، أن المسئولين في محافظة عدن , ومديرية صيرة ، والجمعية اليمنية للتاريخ والآثار فرع عدن ، وفوق ذلك كله وزارة الثقافة ووزارة السياحة تحتل قضية حماية مدينة عدن القديمة مساحة كبيرة في تفكيرهم , وأنهم يسعون سعيا حثيثا إلى الحفاظ على تراثها وآثارهم العريقة والتي هي تعد جزء لا يتجزأ من تراث الحضارة اليمنية المجيدة .
|
تاريخ
عدن تحت الحراسة
أخبار متعلقة