بغداد/14 أكتوبر/بيتر جراف: قال الجيش الأمريكي أمس الاثنين انه قتل 38 مقاتلا في معارك على مدى يوم أمس في شمال شرق بغداد مع انتهاز المسلحين لعواصف ترابية لشن ما يبدو أنها هجمات منسقة. وتظهر الهجمات التي تعد من اعنف الاشتباكات خلال أسابيع أن بعض المقاتلين تحدوا أمرا أصدره رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بوقف إطلاق النار.وفتحت القوات الأمريكية نيران الدبابات فقتلت 22 مقاتلا في هجوم على نقطة تفتيش أمريكية عراقية مشتركة بعد حلول الظلام يوم الأحد. وفي معركة أخرى في نفس الوقت تقريبا قتلت سبعة مقاتلين نصبوا كمينا لدورية. وذكر الجيش أن تسعة قتلوا في اشتباكات في وقت سابق من يوم أمس. وفي نفس وقت هجومي المساء الكبيرين تقريبا سقطت دفعة صواريخ على المنطقة الخضراء وهي مجمع حكومي ودبلوماسي شديد التحصين في وسط بغداد. ومنعت العواصف الترابية تحليق طائرات الهليكوبتر الأمريكية وهي السلاح الرئيسي الذي تستخدمه القوات الأمريكية لملاحقة أطقم الصواريخ. وقال برهم صالح نائب رئيس الوزراء في مقابلة أمس الاثنين «هؤلاء أشخاص مدربون جيدا ويعلمون متى يختارون التوقيت لان هذا يجعل رصدهم أمرا صعبا.» وأضاف «هذه تذكرة بالسبب الذي ينبغي لأجله عدم السماح لهذا الوضع بالاستمرار. الميلشيات اخترقت الدولة والمجتمع وهذا لن ينتهي من دون نزع سلاح هذه الميليشيات وتفكيكها وإلا...فلن ينعم المجتمع بالسلام.»، لكنه أضاف بأن الدخول في مواجهة عسكرية على نطاق واسع لن تكون مجدية لأنها ستعرض الكثير من المدنيين للخطر. وقال الجيش الأمريكي في بيان إنه قتل «22 مجرما». وأضاف «نيران الأسلحة الصغيرة للمجرمين لم تكن فعالة ولم تقع إصابات بين القوات الأمريكية أو قوة الأمن العراقية في الهجوم. ووصف البيان وحدة نشرت قرب مدينة الصدر وهي حي مزدحم يسكنه مليونا نسمة ويعد معقلا لجيش المهدي التابع لرجل الدين الصدر. وذكر مسئولون في المستشفيين الرئيسيين بحي الصدر أن المستشفيين استقبلا ثمانية قتلى و72 مصابا خلال 24 ساعة حتى صباح أمس. ويمثل الهجوم والضربات الصاروخية تحديا فيما يبدو لدعوة مجددة لوقف إطلاق النار أعلنها الصدر الذي أشاد بأتباعه يوم الجمعة لإحجامهم عن شن هجمات وابلغهم أنهم لا يجب أن يقاتلوا قوات عراقية. واستمر دوي صفارات الإنذار من المنطقة الخضراء في وقت مبكر أمس الاثنين في إشارة للناس لاتخاذ ساتر داخل المنطقة شديدة التحصين على الضفة الغربية لنهر دجلة. وقالت الشرطة العراقية أن ثمانية صواريخ أو قذائف مورتر أصابت المنطقة الخضراء وان 14 سقطت في أماكن أخرى من العاصمة العراقية قبل هبوط الليل في زخات متلاحقة مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 20 . وأطلقت دفعة صواريخ أخرى واحدة على الأقل في وقت متأخر مساء الأحد. وقال مسئولان في السفارة الأمريكية بالمنطقة إنه لم تقع وفيات أو إصابات خطيرة بسبب الانفجارات. وقال المتحدث باسم السفارة أرماند كوتشينيلو «أصيب شخص بجروح طفيفة ولحقت أضرار بأحد المباني.»، لكن الشرطة قالت إن قذيفة مورتر سقطت بغرب بغداد خارج المنطقة الخضراء اليوم مما أدى إلى إصابة شخصين وإن ثلاث هجمات بقذائف المورتر على مركز للشرطة في الشرق أدت إلى إصابة ثلاثة من أفراد الشرطة. وتلقي الولايات المتحدة باللوم عن إطلاق الصواريخ على عناصر مارقة من ميليشيا المهدي. وتتهم إيران المجاورة بتوريد الأسلحة وتقول أن تواريخ صنع بعضها لا تتجاوز العام الماضي. وتنفي إيران الاتهامات. وأطلق مسلحون 700 صاروخ وقذيفة مورتر على مدى الشهر المنصرم في بغداد. ويثير تحدي المقاتلين فيما يبدو للهدنة التي أعلنها الصدر تساؤلات بشأن مدى سيطرته على أتباعه وما إذا كان يسعى بالفعل لنزع فتيل المواجهة التي أفضت إلى معارك في الجنوب وفي بغداد على مدى شهر. وعلى مدى خمسة أعوام انتقل الصدر بشكل غير متوقع من المواجهة المفتوحة للممارسة السياسية السلمية لكنه لا يزال معارضا للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للبلاد ويبنى بإطراد قاعدة تأييد تضم ملايين من الشيعة الفقراء. وشن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وهو شيعي أيضا حملة ضد أنصار الصدر في مدينة البصرة الجنوبية الشهر الماضي الأمر الذي فجر معارك امتدت عبر الجنوب وفي بغداد. وبعد عدة انتكاسات مبدئية بدا أن عملية البصرة حققت نجاحا إذا تمكنت من إبعاد أفراد الميليشيات عن الشوارع.، لكن في بغداد فشلت قوات الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة حتى الآن في السيطرة على معظم حي مدينة الصدر.