أضواء
يقول محمد آل الشيخ، الكاتب الجريء المعروف، في مقابلة ساخنة بالزميلة - الحياة - إنه ليس بالضرورة أن يكون كل صحوي إرهابيا، ولكن في المقابل، بحسب رأيه فإن كل إرهابي خرج بالضرورة من تحت عباءة مشروع الصحوة. أتفق معه في المجمل وأختلف معه في التفاصيل. ومن وجهة نظري، يخطئ من يظن أن رموز الصحوة المعلنة أسماؤهم يتحملون وزر المسؤولية، بل ربما كان لبعض هذه الرموز موقف معلن لا لبس فيه ولا شوائب من إدانة الإرهاب منذ ليلة المحيا وحتى اليوم وللتأكيد تأكيدا راجعوا خطابات العودة وعوض القرني، والنجيمي وسعد البريك والقليل معهم، وإن كانوا قلة، للأسف إلا أن عدالة التقييم تفترض فرز المواقف.والحقيقة الماثلة أن الإرهاب مشروع عالمي، فيما مصطلح - الصحوة - بارز بشكل لافت في الفضاء الفكري المحلي وعلى هذه المعادلة كيف يمكننا تقييم خلايا الإرهاب التي توالدت في دول مثل اليمن والمغرب وموريتانيا وأقليات لندن ومدريد وتحت عباءة أي مشروع يمكننا الجزم بأنها توالدت في ثناياه؟ الشيء المؤكد الذي لا يغضب أحدا أن الإرهاب توالد من رحم الخطاب الديني، ومن الفرع المتشدد منه تحديدا، وهذا الخطاب رساميل مختلفة متباينة المدارس: فيها الصحوي السعودي، والإخواني الشامي، والتكفير والهجرة والجهاد المصري واليمني الزيدي وكل المعتدلين الوسطيين في دواخل هذه الخطابات المتباينة يتحملون نزرا من المسؤولية لأنهم لم يعلنوا البراءة الكاملة من رموز الخطاب المنغلق المحرض المتشدد بذات القدر الذي أعلنوا فيه مواقفهم من الإرهاب والعنف.وأي خطاب لا يجنح للبراءة والمكاشفة ولا يجرؤ على فضح الساكت أو المحرض ولا يقطع دوابر اتصاله وعلاقته مع فئات التطرف داخل الخطاب هو الخاسر الأبرز، ومرة أخيرة فإن المجتمع الذي بدأ يمحص مواقفه ليعيد تقييم خطاب الصحوة وينظر له في أحيان كثيرة بدوافع الشك، لا وقت لديه لتقييم الفوارق بين الاعتدال أو التطرف في أدبيات هذا الخطاب، وعدا النخبة الفكرية القليلة الواعية والواسعة الاطلاع فإن المجتمع في سواده العام لا وقت لديه لتمييز المواقف. والسؤال الصريح الذي لم يطرح من قبل للرأي العام: هل ما زال الجمهور في منتصف 2008 على ذات الثقة من خطاب المؤسسة التي كان عليها في عام 2000؟ [c1]* عن / صحيفة “الوطن” السعودية[/c]