الخط الساخن
في الأسبوع الماضي كرسنا حيزنا الصحفي لظاهرة التسول التي وقف أمامها البرلمان اليمني بعزته وجلاله . وقد نوهنا إلى ضرورة مواصلة التعاطي مع هذه الظاهرة .. لكننا نؤجلها إلى فرصة أخرى لطارئ ذي أهمية.وهذا الطارئ هو رسالة وجهها مدير أمن عدن للصحيفة واكتفت الصحيفة بالتنويه إليها بينما لم اسمعها ولم اطلع عليها باعتباري صاحبة الشأن.لكنني أشعر بسعادة لا حد لها لهذه الالتفاتة الكريمة والتجاوب المسؤول من إدارة أمن عدن مع الصحافة مهما كانت محتويات الرسالة فأنني من دون أن أقرأها أثمنها تثميناً عالياً .. لأن اسطري وكلماتي قد كان لها صدى عند ذوي الضمائر الحية.وقد كتبنا عن ظواهر كثيرة وعن سلوكيات يندى لها الجبين من قبل بعض المتنفذين إلا أننا لم نحظ بأي رد منهم وحالنا معهم أشبه بمن يؤذن في مالطا .. وأنا في تقديري أعزو الأسباب وألخصها في نقطتين لا ثالثة لهما:الأولى : أن من وجهنا لهم النقد والتساؤل وطلب الإجابة .. متورطون فيها فعلاً وليس لديهم الشجاعة على الرد أو التجاوب معنا فلاذوا بالصمت ، حتى لا تفوح الرائحة الكريهة ويتوسع فضاؤها .والثانية ربما أنهم لا يقرؤون أبداً .. وحالهم أشبه بحال العوام الأميين .. مع أنهم يتقلدون مناصب كبيرة ذات ارتباط حيوي بمصالح الناس.أنا أشكر الأخ مدير أمن عدن على رسالته واعتبرها وسام شرف .. وأثمن مدى إحساسه بالمسؤولية وسلوكه الراقي الحضاري في تعاطيه مع الإعلام والصحافة وأتمنى من الصنج والعميان من مسؤولينا أن يقتدوا بهذا الرجل والشكر لوزير الداخلية مقرون .