(10) أعوام من الريادة ، و (13) ألف مستفيد
[c1]* بين دواعي الحاجة وبلوغ الغاية [/c]حوار/عبدالله بخاشعشرة أعوام انقضى من عمر مؤسسة طيبة الخيرية التى ارادت ان تجعل من نفسها محطة عون للمحتاجين من ابناء الوطن وخصوصا المرضى منهم ، اذ ارتبط اسمها الخيرى منذ عرفها الناس فى معظم ارجاء اليمن بالريادة فى المجال الصحي وتحديدا من خلال مخيمات الجراحة التى جابت على مدى العشر السنوات الماضية نحو (13) محافظة يمنية ، متنقلة فيها بأجهزتها وادواتها الطبية وبكوادرها من الجراحين والفنيين والمتطوعين سواء من الداخل او من الخارج لإنهاء معاناة المرضى الفقراء وذوى الدخل المحدود ولمساعدة المستشفيات الحكومية فى تلك المحافظات على أنها قوائم الانتظار الطويلة من المرضى المحتاجين للتدخل الجراحى فى غضون عدة اسابيع ، وتحقيق روح التكافل والتعاضد الايجابى بين افراد المجتمع وان الحديث عن مخيمات طبية الجراحية (الرائعة والرائدة ) لا يقلل من اهمية وروعة بقية المشاريع الصحية الخيرية التى تتبناها المؤسسة وانسانيتها فى هذا الجانب كبرنامج طيبة لجراحة القلب المفتوح وبرنامج الطبيب الزائر وبرنامج مكافحة العمى فضلا عن المستشفيات والمراكز التخصصية التى انشأت مؤخرا ببركة العمل الصالح وعزم الخيرين ،والتى كانت لها جميعا بصمات إنسانية فى حياة الالاف من المرضى المعدمين المعسرين من أبناء هذا الوطن.فخلال الفترة (1996م - 2006م) اقامت المؤسسة (22) مخيما جراحيا اخرها المخيم الذى تحتضنه محافظة عدن هذه الايام ، وبهذه المناسبة كان لنا شرف زيارة المؤسسة بصنعاء تلبية للدعوة الكريمة من مدير المكتب التنفيذة بصنعاء الاستاذ /سعيد محمد عبد الهادى الذى حدثنا عن فكرة مخيمات طيبة الجراحية التى فرضتها الحاجة وقد ادت الى تحقيق ايجابيات ونتائج كثيرة رغم ما رافقها من صعوبات ، وقد اختطت المؤسسة لنفسها مؤخرا وكنتاج للتجربة اتجاها جديدا نحو انشاء المراكز الطبية والتخصصية لتكون مراكز ثابتة تحول اليها الحالات الصعبة التى قد لا تجرى لها العمليت الجراحية بالمخيمات ،كما تواصل العمل الطبى والجراحى على مدار العام لانن تنفيذ المخيمات يتم بشكل دورى بعدل (3) مخيمات فى العام ، وقد انشئت منها مركزين الاول مركز نور العيون لطب وجراحه العيون بالتعاون مع جمعية النبراس الصحية الخيرية والثانى مركز طيبة لجراحة التجميل والحروق بالتعاون مع المستشفى الجمهورى التعليمي بالامانة وتوجد دراسة المشروع انشاء مركز طبى متخصص لجراحة الاطفال بالتعاون مع مستشفى السبعين للامومة والطفولة بالامانة ايضا ، وفى زيارتنا الاخيرة هذه المحافظة عدن اقترح الاخ /احمد الكحلانى محافظ المحافظة بانشاء مركز حروق بالمحافظة مشابة لما هو موجود فى صنعاء ويتعرض الاستاذ/عبد الهادى معنا مخرجات المخيمات الجراحية الخيرية فيقول الايجابيات كثيرة لكن اهمها تنفيذ قرابة ثلاثة عشر الف عملية جراحية مجانية فى عدد من التخصصات ازالة المياه البضاء وزرع العدسات وترقيع الطبلة وجراحة العظميات والانف والاذن وعمليات التجميل والحروق وجراحة المسالك الوبلية والكلى وجراحات المناضير والجراحة العامة وجراحة الاطفال وحديثى الولادة وغيرها من المجالات بالاضافة الى تشكيل اكثر من فريق يمنى من الجراحين والاختصاصيين فى جراحة العيون وفى جراحة الحروق والتجميل وهناك مجموعة تحت التاهيل فى جراحة الانف والاذن والحنجرة واخرى فى جراحة المسالك البولية الى جانب استطاعتنا فى توفير ايجاد اجهزة ومعدات وميكروسكوباتطبية وفنية حديثة تخدم هذا البرنامج الصحية الخيرية .وعن اهم الاشكاليات والصعوبات التى تواجة مخيمات طيبة الجراحية الخيرية يقول تأتيك احيانا حالات مرضية كانت بحاجة الى فترة علاج مسبق لضبط حالات المريض او تأتيك حالات اكثر مما انت مخطط لتنفيذه او قد تأتيك حالات بحاجة لمتابعة طبية جراحية مستمرة وتبقى حيالها عاجز عن مساعدتها هذه من ناحية .من ناحية اخرى وجود ضعف فى البنية التحتية لبعض المرافق الصحية بالمحافظات مما يجعلك عاجزا عن تحقيق كامل اهدافك الخيرية والانسانية ، وهذه باعتقادى اهم الاسباب لتلك التحديات اما بالنسبة للجهات الصحية والرسمية فقد كانوا لنا عونا فى كل المخيمات ولم نجد منهم الا كل الحب والتعاون والتسهيلات لانجاح اعمالنا.سألناه عن دور المؤسسة او اسهامها فى تطوير البنى التحتية للمرافق الصحية فى بلادنا ؟فأجاب قائلا/رحم الله امرئ عرف قدر نفسة فالمؤسسة الخيرية وامكانتها محدودة فى هذا الاتجاه ونحن نستفيد من قدرات الطاقم الفنى والطبى المتعاون معنا االمتطوع فى خدمة اخوانه من المرضى والمحتاجين من الاطباء اليمنين او الاشقاء ونظرا لهذه الطبيعية تامل المؤسسة تقديم ما تسطيع فى هذا الاتجاه ومراكز طيبة الصحية هى خير دليل على هذا الاتجاه ، لكن مع ذلك تبقى الامكانيات متواضعة فى الاضطلاع بهذا الدور الهام والضخم .اختتمنا حديثنا معه عن غاية انسانية ووطنية هامة فى الحد من السفر للعلاج فى الخارج وما يتحملة المريض من مؤن واعباء شاقة وصعبه على النفس والاهل ، فما دور المؤسسة فى ادخال تخصصات جراحية دقيقة لا تتوافر فى الوقت الحاضر فى داخل الوطن كزراعة قوقعة الاذن او عمليات الشبكة والجسم الزجاجى بالعين وغيرها ؟فقال/ الحقيقة اننا حريصون حقيقة على ادخال تخصصات نوعية تخدم اكبر قدر ممكن من المرض لكنها تبقى حالات فردية محدودة ويمكن مستقبلا استيعابها ضمن برامج للطبيب الزائر فى مثل هذه التخصصات النوعية والدقيقة جدا.لكن يظل مثل هذا السؤال - صراحة - يجرنا الى قضية شائكة ومزعجة انه لدينا في اليمن كوادر طبية وصحية جيده واعتبرها ممتازة ، ولكن قد يكون هناك خلل في الخارطة الصحية في اليمن من حيث المستشفيات المرجعية التي تستنفيذ خدماتها في الاتجاة العام وليس الاتجاه التخصصي وهذا ادى الى ضعف الاهتمام بموضوع التشخيص مما تسبب في اعتبار الخارج هو الحل لكثير من الحالات وهذا بدوره ايضا يؤدي الى تفاقم الحالات ووصولها الى مراحل حرجه يصعب احيانا التعامل معها ، وهذا هو الوضع الصحي ، ونحن حريصون على الدخول في هذا الاتجاه المؤدي الى معالجة الناس في الداخل .