تأتي الاجازة الصيفية ومعها الفرحة والسرور بعد جهد كبير ومثابرة قوية في الدراسة والتوفيق والنجاح في اداء الامتحانات التي كان للمدرسين الجهد الدؤوب والعطاء الطيب في ايصال المعلومات القيمة واللازمة للتلاميذ . اننا اليوم وبعد عام دراسي مضن نرى ان الكثير من الشباب والاسر يقضون هذه الاجازة بصور واشكال مختلفة، منهم من يزور الاهل والاقارب في القرى والارياف والمحافظات الاخرى ومنهم من يذهبون الى الحدائق العامة او الى شواطئ البحر هروباً من الحر الشديد وطلباً للهواء المنعش والعليل والطلق ونسيم البحر البارد، ولذا فاننا قد نرى ان اكثرية الناس والعائلات الذين يأتون الى شواطئ مدينة عدن ليسوا من محافظة عدن فقط ولكن ايضاً من محافظات اخرى مثل ( صنعاء ، تعز ، لحج وغيرها ) للتمتع بالسباحة في البحر والمنتجعات السياحية الاخرى . غير ان الاغلبية منهم للاسف الشديد لا يعرف السباحة بل ويمكن انه لأول مرة يشاهد البحر ، الا انه مع ذلك يتجرأ ويذهب للسباحة مستهزئاً ومستهتراً بالتحذيرات المقروءة والمكتوبة التي تقوم بها الاجهزة المختصة محذرة ومبينة خطورة البحر وغدره ليس على الجاهلين بالتعامل معه ولكن حتى للسباحين المهرة . وما يزيد الطين بلة هو ان اغلب الاهالي نجدهم غير واعين ولا مدركين لهذه الخطورة فنراهم يذهبون الى البحر دون حيطة او حذر ، فنجد مثلاً ان الأم تتكلم مع صاحباتها بينما يكون الاب منشغلاً مع اوراقه الخضراء ( ابو زربين ) غير مدركين الخطر الذي قد يحيق بأبنائهما الصغار الذين يلعبون في الشاطئ تارة ويدخلون الى البحر تارة اخرى ويظلون بعيدين عن اهتمام ومتابعة اسرهم، الذين يفتقدونهم عندما يهمون بالذهاب الى المنزل فيبدؤون بالبحث عنهم فينادونهم احياناً ويوبخونهم احياناً اخرى بسبب ابتعادهم عنهم غير مدركين ان من يقع عليه اللوم هو هم وليس سواهم وذلك لإهمالهم وانشغالهم بأمور خاصة بهم جعلتهم ينسون او يتناسون واجبهم تجاه اطفالهم فلذات اكبادهم، هذا الى جانب اننا نرى ظواهر عديدة وعجيبة يقوم بها الشباب الذين يتواجدون في الشواطئ حيث تتفتح اذهانهم على امور غريبة فنراهم يقومون بتحدي بعضهم البعض حول من منهم سيكون اكثر ابتعاداً عن الساحل او من سيغوص اطول مدة ممكنة وما الى ذلك متناسين خطورة ما اقدموا او ما سيقدمون عليه . انه لحديث شيق يدفعنا الى القول انه يجب على الشباب عدم التعامل بطيش مع البحر لانهم لا يدركون خطورته وقوته وعنفوان امواجه بل بالعكس فهم يجب عليهم ان يأخذوا حذرهم منه ولا يستهتروا بالتحذيرات التي توجه لهم ولغيرهم فالمثل الشعبي يقول " الحذر ولا الشجاعة " . كما اوجهها نصيحة للاسر بضرورة الاهتمام الكبير الذي عليهم ان يوجهوه نحو ابنائهم واعطائهم النصائح دوماً التي تقيهم من الخطر وتحافظ على حياتهم مؤكدين من خلالها على اهتمام الجهات الرسمية في الدولة وفي محافظة عدن على وجه الخصوص، على الجهود المبذولة في صيف كل عام والمتمثلة في نشر التحذيرات والتنبيهات المستمرة بخطورة البحر في هذا الموسم ابتداءً من شهر يونيو وحتى اغسطس كما لا يفوتنا هنا الاشادة بالجهود الكبيرة لخفر السواحل في مراقبة البحر والذين يتعاملون معه سواءً سباحة او اصطياداً او سياحة واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة والضرورية للحد من الآثار التي قد تنجم عن سوء استخدام البحر او سوء التعامل معه * جميل عبدالوهاب شمسان
البحر وخطورته في صيف عدن
أخبار متعلقة