عرض/محرر الصفحة:تعتبر مرحلة الطفولة مهمة ،فأي بناء مهما ارتفع وتعاظم ؛ فإنه يتكون من لبنات ،إن أحسن وضع هذه اللبنات كان البناء مستقيما وسليما،والطفل هو اللبنة الأولى ووحدة البناء في المجتمع،ويكون حسن بنائه وهندسته بالموازنة بين ميوله وطاقاته.والطفولة هي منطلق البشرية للحياة،والطفل نواة حين يتم تعهدها بالعناية يثمر الغرس،وما يهمنا هنا أن نذكر ميزات مرحلة الطفولة عن مراحل النمو الأخرى وهي:تميزها في عملية النمو في السنوات الأولى بالسرعة،وما يحدث فيها للطفل من تغيرات تكون ابقى واثبت من المراحل اللاحقة،إلى جانب ميل الطفل إلى الاعتماد على والديه ومن حوله،يجعله يتأثر ويقلد من حوله؛مما قد يؤكد دور هذه الفترة في تثبيت القيم السليمة في الطفل ؛لان الضمير ينمو في فترة سنوات الطفل الخمس الأولى،ولهذا اثر واضح في تثبيت القيم السليمة في الطفل.من ناحية أخرى طول مرحلة الطفولة عند الإنسان مقارنة بالكائنات الأخرى وحاجة هذه المرحلة إلى الرعاية،خاصة وانه قد ثبت أن الطريقة التي ينظم بها الأهل حياة الطفل منذ شهوره الأولى تحدد نوعية سلوكه في المستقبل،كونها مرحلة إعداد للمستقبل،فهي حجر الزاوية بالنسبة لبناء الإنسان، والعناية بهذه المرحلة إنما هي مؤشر حضاري للأمة التي تسعى لإيجاد الإنسان الصالح القادر على نفع نفسه ونفع أمته،وعلى هذا فمستقبل أي مجتمع مرهون بالعناية المبكرة بأطفال لأنهم ثروته الحقيقية،ومصدر قوته وتقدمه،واللبنة التي يبني عليها آماله وحضارته ومستقبله.وتزداد هذه الأهمية إذا علمنا أن 36 % من سكان العالم هم أطفال ‘و 44 % من سكان قارتي آسيا وإفريقيا هم دون الخامسة عشرة.وقابليته للتكوين والتوجيه والبناء؛لأن الله أودع فيها الطاقات والاستعدادات والميول والغرائز والقدرات والمواهب المختلفة،فمتى وفرت لها الرعاية والعناية أثمرت وتطورت نحو الأفضل،وإذا أهملت فإنها ستنمو نموا ناقصا مشوها .إن تهيئة دماغ الطفل للتعلم وتحضيره للدراسة،يبدآن من مرحلة الحمل ومن السنوات القليلة الأولى من حياة الطفل وكثير من الممارسات التي يقوم بها الوالدان للطفل في فترة الرضاعة لها تأثيرات كبيرة على قابلية الطفل للتعلم مستقبلا.ففي السنوات الأولى من عمر الطفل يختار الطفل الأفكار والقيم والعقائد والعادات التي تتلاءم مع الظروف التي نشا فيها ،مصداقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كل مولود يولد على الفطرة،فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه».وتبين للعلماء أن معدل تكون الخلايا العصبية في دماغ الجنين أثناء الحمل فيما بين الشهرين الرابع والسابع، تصل إلى 15مليون خلية في الساعة! وتنمو الارتباطات في دماغه بسرعة مذهلة وبخاصة في الأشهر الأربعة الأخيرة من الحمل تصل إلى 250الف نيرون في الدقيقة. ومنذ لحظة الميلاد يبدأ الدماغ في البحث عن المعرفة،وتعديل وتكييف نفسه حسب نمط الحياة التي يعيشها الطفل ،فإذا عاش في بيئة جهل تقيد حريته وحركته ومبادرته،فإن الدماغ يتخلص من الخلايا غير اللازمة،ويتخلص من مليارات الارتباطات غير المستعملة وغير المستثمرة.
