الجزائر تتعهد بمواصلة جهود المصالحة
الجزائر/14 أكتوبر/رويترز: قال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بو تفليقة أن الجزائر لن تتخلى عن سياسة المصالحة الوطنية التي تهدف إلى إنهاء 16 عاما من العنف رغم الهجمات المستمرة من قبل الجماعات المسلحة.وناشد بوتفليقة في خطبة يوم الاستقلال المتشددين الشبان الذين تجتذبهم «فتاوى كاذبة ومغلوطة» إلقاء السلاح والعودة إلى أحضان الوطن والانضمام إلى عملية قال إنها تهدف إلى إنهاء الخلافات بين مواطني الجزائر.وقال بوتفليقة في كلمة بثتها وكالة الأنباء الجزائرية أمس الأول «إني أدعوا شبابنا المُغرر بهم أن يتقوا الله ويعودوا إلى سبيل الهدى ونور الحق إلى أحضان الأهل والوطن ليشاركوا في بناء بلادهم».وقال مُستخدما لغة تشير في العادة إلى الجماعة المتحالفة مع القاعدة التي تقاتل لإقامة حكم متشدد «ليعلموا بأن الدولة لن تتوانى في التصدي بكل قوة وحزم لبقايا الإجرام والإرهاب.»وأضاف «وليعلموا أيضا أنها لن توصد أبواب الصفح دون الشباب أبناء هذه الأرض الطيبة السخية أن هم سارعوا إلى التوبة.»وأعلن جناح القاعدة في شمال إفريقيا مسؤوليته عن سلسة من التفجيرات الانتحارية في الجزائر العاصمة وحولها خلال العام الماضي بما فيها هجوم مزدوج في ديسمبر أسفر عن مقتل 41 شخصا وإلحاق أضرار جسيمة بمكاتب الأمم المتحدة.ويسعى المتشددون إلى مواصلة أعمال عنف بدأت بعد أن ألغت الحكومة يدعمها الجيش في عام 1992 نتائج انتخابات تشريعية كان المتشددون متقدمين فيها خشية قيام ثورة على غرار الثورة الإيرانية.وقتل أكثر من 150 ألفا في أعمال العنف.وبموجب سياسة المصالحة عرض بوتفليقة سلسلة من إصدارات العفو تخلى في ظلها آلاف المتشددين عن أسلحتهم واستسلموا كما أطلق سراح مئات المقاتلين السابقين من السجون.ورغم أن احدث عفو انتهى رسميا في أواخر عام 2006 إلا أن تصريحاته يوم السبت تشير إلى أن العفو لايزال قائما من الناحية العملية وان جهود الدولة الأمنية الموسعة لن تتحول إلى قمع للمتشددين.وقالت وكالة الأنباء الجزائرية «أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن المرحلة الراهنة تتطلب تعزيز مسار المصالحة الوطنية وتعميقه معربا عن قناعته الصلبة بهذا المسار الذي التفت حوله الأغلبية الساحقة من الشعب الجزائري.»ونقلت عنه الوكالة قوله «المرحلة الراهنة تتطلب تعزيز مسار المصالحة الوطنية وتعميقه مسارا لن نتراجع أو نتوقف عنه.»وقال عبد المالك دروكدال زعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في تصريحات نشرتها في الأول من يوليو صحيفة نيويورك تايمز أن أعدادا متزايدة من الشبان في المنطقة ينضمون للتنظيم بسبب الفقر المدقع والغضب مما وصفه بحرب الغرب على الإسلام.وأوردت الصحيفة قوله أن العديد من الأعضاء الجدد من الذين أطلق سراحهم من سجون الحكومة الجزائرية منذ عام 2006 بموجب برنامج للمصالحة الوطنية.