أضواء
القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في الكويت اتخذت عدة قرارات مهمة في شأن اصلاح الاوضاع العربية على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية..وتأتي القضايا السياسية التي فرضت نفسها بسبب العدوان الاسرائيلي على غزة حيث شهدت هذه القمة مصالحة عربية بمبادرة من صاحب الجلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين وبالتعاون مع رئيس القمة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الذي تمكن بحنكته وخبرته السياسية من بحث قضية العدوان الصهيوني على غزة دون المساس بالاجندة المعدة للقمة العربية الاقتصادية.. وتفعيلا لهذه المصالحة العربية التي تعتبر الاساس لاتخاذ مواقف عربية موحدة ومواجهة المخططات الصهيونية فقد بادر خادم الحرمين الشريفين بارسال مندوب عنه الى سورية لتفعيل ما تم الاتفاق عليه في الكويت بشأن المصالحة العربية وكان هناك التجاوب السوري حيث رد الرئيس السوري بارسال وزير خارجيته.. وتحقيقا للمصالحة المنشودة استعدادا للقمة العربية في الدوحة فقد تقرر عقد مؤتمر مصغر يجمع رؤساء دول مصر والسعودية وسورية والاردن.. وذلك من اجل اذابة نقاط الخلاف لحضور مؤتمر القمة المقرر عقدها في الدوحة بروح اكثر تعاونية تساعد على اتخاذ قرارات تاريخية وحاسمة بشأن القضية العربية الاساسية وتفعيل مشروع السلام العربي الذي كان اهم مقررات قمة بيروت.. ولا شك ان الاتفاق حول مشروع السلام العربي سيفوت الفرصة امام قادة اسرائيل الذين يحاولون المماطلة وكسب الوقت لاطالة فترة احتلالها للاراضي العربية.. وعدم تحقيق أي انجاز للقضية الفلسطينية.. لقد آن الاوان لأن تبادر الدول العربية للتعاون مع المجتمع الدولي الذي اقر مشروع السلام العربي بإقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية ولا بد من استغلال هذه الفرصة الآن وبعد ان اكدت الولايات المتحدة على لسان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في القدس خلال زيارتها الاخيرة ان حل الدولتين مسألة لا مفر منها أي انها قررت المضي في اقرار حقوق الشعب الفلسطيني وفقا لقرارات الامم المتحدة واتمنى ألا يفوت الفلسطينيون هذه الفرصة وعليهم ان يخرجوا من اجتماعات المصالحة في القاهرة باتفاق شامل يوحد صفوفهم ويعدوا العدة لخوض معارك المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي.. ولا شك بأنها مفاوضات صعبة جدا تحتاج الى مواجهة بوفد موحد واتفاق كامل حول مختلف القضايا وعدم منح الجانب الصهيوني فرصة للاستفادة أو استغلال أي ثغرة خلاف في الجانب الفلسطيني..ان المصالحة العربية اصبحت مطلوبة وملحة اكثر من أي وقت وهي لا شك ستدعم الموقف الفلسطيني في التفاوض.. ولا بد من ان تعود الدول العربية التي تحتل الريادة والقيادة الى موقع القمة بشكل اقوى وان توحد مواقفها التي تدعم موقفها في القيادة.. كفانا خلافاً ومشاحنات ولا بد من ان نوحد صفوفنا من اجل تحقيق المصلحة العربية الكبرى.. لقد ملت الشعوب العربية من تناقضات الدول العربية ولا بد ان نعيد الثقة لقدرة الدول العربية..والله الموفق،،،[c1]*عن / صحيفة (الوطن) الكويتية[/c]