عبد القوي الأشوليكاد يكون شعر العصر الأموي مقترناً بالشعر الجاهلي من حيث اللغة وجزالتها وقافية الشعر ومضامينه والثراء اللغوي بكل ما فيه من بيان وكنايات وبديع بمعنى أن العصر الأموي اقترن بقرائح شعراء لامعين وقفوا بمشعرهم على الرقيق الشجي أكثر تغنيهم بالحبيبات وإن لم يكونوا قد درجوا على عادة الوقوف على الأطلال كما كان في العصور التي سبقتهم إلا أن نكهة القصيدة وجوها النفسي شديد الاقتراب من إقتفاء أثر من سبقوا وإن كان لكل شاعر سجاياه وربما نكهته الشعرية الخاصة بعطائه.فحب المجازفة وإجتراح المآثر وتحمل الآلام والعذابات والصبر على فراق الأحبة.. هي صفة الشعراء بصورة عامة عذابات تطيب لهم معها معاني الوفاء بالمحبوبة بل وتكتمل دقة الوصف كما أن مجالسة وجهاء القوم.. عبر إظهار مشكلات الشعر لدى أصحابها.. كانت من بين أبرز ما يميز شعراء العصر الأموي تحديداً.. فنجد كثيراً من القصائد قيلت في حضرة الخليفة أو وجهاء القوم والقبائل.. وهو ما جعلها تنال الشهرة من استحسانهم لها.. كما أن حضور مجالس الأنس والغناء.. ظل يتلازم وقول أعذب الشعر إلى درجة أن أرباب الجاه كثيراً ما كانوا يستميلون الشعراء إلى مجالسهم بمعنى أن الشعر احتل مكانة مرموقة في حياتهم الاجتماعية من هنا برز شعراء كثر وتنافسوا في ساحة الشعر إلا أن عدداً من هؤلاء علق في ذاكرة المجتمعات رغم تعاقب الأزمنة والعصور.. وهو ما جعل نتاجهم الشعري مستساغاً على الألسن حتى يومنا هذا.. وأحب في هذه العجالة الإشارة إلى الشاعر أبو الأسود الدؤلي.. والمعروف باسم ظالم بن عمر بن سفيان وينتهي نسبه إلى كنانة ابن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار.فعلاوة على شاعريته يعد من فضلاء التابعين وفقائهم ومحدثيهم اعتمد عليه الخليفة علي بن ابي طالب وولاه البصره.. أي أن الدؤلي كان متعصباً لسيدنا علي كرم الله وجهه.لذلك عهد إليه سيدنا علي بوضع قواعد النحو وعندما سأل أبو الأسود من أين أتى بهذا العلم قال من سيدنا علي وقيل أن من المسائل الأولى التي أعتمد عليها في علم النحو ما أخذه عن سيدنا علي بما معناه أن لغتنا لا تخرج عن الاسم والفعل والحرف بمعنى أن الدؤلي كان معدوداً في طبقات الفقهاء والشعراء والأشراف والفرسان والأمراء والدهاة النحويين..أما ما عرف من شعره ما قاله عن سيدنا علي كرم الله وجهه بعد أن أمعن بعض أهل زمانه من توجيه التعنيف له بتعصبه للإمام علي بن أبي طالب..[c1]يقول الارذلون بني قشير ****طوال الدهر لا تنسى عليافقلت لهم وكيف يكون تركي****من الأعمال مفروضاً علياأحب محمداً حباً شديداً****وعباساً وحمزة والرضيابني عم النبي وأقربيه****أحب الناس كلهم إليافإن يك حبهم رشداً أحبه****ولست بمخطئ إن كان غياهم أهل النصيحة غير شك****وأهل مودتي ما دمت حيا[/c]إلى اخر ما في القصيدة من تعابير حب وولاء ظاهر لسيدنا علي خصوصاً بعد أن أخذ بنو أمية ينالون من مقامه الرفيع عنوة وإيذاء آل البيت بصفة عامة أما حين أيقن أبو الأسود بأن معاوية وأصحابه لن يبايعو عليا بالخلافة فقد قال :-[c1]الا ابلغ معاوية بن حرب****فلا قرت عيون الشامتيناأفي شهر الصيام فجعتمونا****بخير الناس طراً أجمعيناإذ استقبلت وجه أبي حسين****رأيت البدر راق الناظرينالقد علمت قريش حيث حلت****بأنه خيرها حسباً دينا [/c]
|
ثقافة
أبو الأسود الدؤلي نحوياً وشاعراً
أخبار متعلقة