بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال ضابط كبير بالشرطة العراقية إن الشرطة لاحقت وقتلت من يشتبه في انه متشدد عراقي بعد ليلة من اختفاء ذلك الرجل الذي يعتقد بان له صلات بتنظيم القاعدة خلال عملية هروب جريئة من سجن في غرب العراق. وقال اللواء طارق يوسف قائد شرطة محافظة الانبار بغرب العراق أن الشرطة أطلقت النار على عماد فرحان يوم السبت الذي يوصف بأنه احد قادة ما تسمى بالدولة الإسلامية في العراق وهي جماعة سنية لها صلات بالقاعدة بعد أن حاصرت منزلا كان يتحصن بداخله في مدينة الرمادي. وكان فرحان الذي اتهم بقتل 37 شخصا فر مع اثنين آخرين من المشتبه في كونهما من المتشددين من سجن للشرطة في الرمادي التي تبعد مائة كيلومتر غربي بغداد في أعمال شغب كبيرة وقعت ليل الجمعة. وتمكن السجناء من خداع احد رجال الشرطة حتى أقنعوه بالمجيء إلى زنزانتهم ثم جردوه من سلاحه وقتلوه. وقتل ستة آخرون من ضباط الشرطة وسبعة سجناء في اشتباك أعقب ذلك. وقال يوسف أن الاثنين اللذين هربا مع فرحان ما زالا مطلقي السراح. وأضاف يوسف أن الشرطة تلاحقهما وستلقي القبض عليهما قريبا. وقال إن فرحان كان يحتجز أفراد المنزل الذي قتل فيه كرهائن وانه أطلق النار على الشرطة من الداخل قبل أن يلقى حتفه بالرصاص، لكن احد سكان المنطقة الذي شهد الواقعة قال أن المواجهة استمرت حتى بعد مقتل فرحان مما يشير إلى أن المتشددين الآخرين ربما كانا بالداخل أيضا. وقال ضابط برتبة مقدم في شرطة الرمادي طلب عدم الكشف عن اسمه إن اثنين من شركاء فرحان استسلما بعد مقتله لكنهما ليسا السجينين الفارين. وقال إن احد المدنيين في المنطقة قتل وأصيب أخر خلال المواجهة. وأضاف أن ثلاثة من ضباط الشرطة أصيبوا بجروح. وكانت الانبار وهي منطقة صحراوية شاسعة ذات يوم معقلا للمسلحين السنة في غرب العراق خلال هجماتهم ضد القوات الأمريكية والعراقية. لكن الهدوء عاد تدريجيا إلى المحافظة. وتسلمت قوات الأمن العراقية في وقت سابق مهام الأمن في الانبار من جنود مشاة البحرية الأمريكية الذين كانوا مرابطين هناك. على صعيد آخر ذكرت دراسة جديدة أن العنف الطائفي انخفض بشدة في العراق من أعلى مستوياته في عامي 2006 و 2007 ولكن الهجمات ضد القوات الأمريكية والحكومية تتواصل وتودي بحياة المدنيين العراقيين. وقالت جماعة «ايراك بودي كاونت» المعنية بحقوق الإنسان والتي تقوم بإحصاء عدد القتلى العراقيين في تقرير جديد إن ما يتراوح بين 8300 إلى تسعة آلاف مدني قتلوا في العراق في عام 2008 مما يصل بعدد القتلى منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة إلى 98400 على الأقل. وقالت الدراسة إن 25 شخصا كانوا يقتلون كل يوم في المتوسط في العراق في عام 2008. وبينما يقل هذا المتوسط كثيرا عن عامي 2006 و 2007 حيث قتل 48 ألفا على الأقل إلا انه يقارب مستويات العنف في عامي 2003 و2004. وقال جون سلوبودا المشارك في تأسيس الجماعة والمتحدث باسمها «أول شيء هو أن هناك تراجعا كبيرا في الموت بسبب العنف العام الماضي وهذا التراجع أكثر وضوحا في بغداد.»، وأضاف «غير أن أحدا لا يقول في عام 2004 إن مستويات العنف كانت مقبولة. كان الناس يتحدثون عن دولة في اضمحلال مروع. انه فقط تحسن..عن الذروة المخيفة للعنف في عامي 2006 و 2007.» وتعترف الجماعة التي تجمع عدد القتلى من وسائل الإعلام ومن مصادر أخرى أن العدد الحقيقي للقتلى خلال خمس سنوات من العنف في العراق ربما يكون أعلى بكثير. وقال سلوبودا إن الانخفاض في مستويات العنف في عام 2008 يعكس انخفاضا في العنف الطائفي الذي ارتفع بين الشيعة والسنة بعد تفجير مزار شيعي في فبراير شباط 2006، ومنذ عام 2003 قتل أكثر من 4200 جندي أمريكي وأكثر من 175 جنديا بريطانيا في العراق. وتوصلت الدراسة إلى أن عدد قتلى المدنيين العراقيين بأيدي القوات الأجنبية وصل إلى 584 شخصا في عام 2008 مقابل 1359 شخصا في عام 2007.