أجرت اللقاءات/ نبيلة عبده محمد:ما تزال ظاهرة العنف الأسري تؤرق كثيراً من المجتمعات ، و تعاني النساء والأطفال في بلادنا نتيجة هذه الظاهرة المقلقة وما تسببه من عواقب وخيمة في إقلاق حالة السلم الاجتماعي الأسري في المجتمع، وما تؤدي إليه من تفكك أسري تكون عواقبه وخيمة وخطيرة على الأسر من آباء وأمهات وأطفال، وينعكس ذلك على البنية المجتمعية التي تتأثر نتيجة تلك الظاهرة .. هذا ما ناقشته الدورة التدريبية الخاصة بكيفية التعامل مع قضايا العنف الأسري التي نظمها اتحاد نساء اليمن إضافة إلى كيفية التعامل البناء مع هذه الظاهرة وإيجاد المعالجات المناسبة لها .. أجرينا اللقاءات التالية لنتعرف على انطباع الملتحقات بهذه الدورة وما خلصت إليه .الأخت فاطمة المريسي ـ رئيسة اتحاد نساء اليمن بعدن قالت : في البداية أشكر صحيفة (14 أكتوبر) لاهتمامها بقضايا المرأة ، هذه الدورة الخاصة بالعنف على أساس النوع الاجتماعي استهدفت 25 مشاركاً ومشاركة من منظمات المجتمع والقيادات النسائية بهدف تعزيز تكافؤ الأدوار بين الرجل والمرأة، و تناول فيها المشاركون أسس تقديم الخدمة من قبل الاختصاصيين الاجتماعيين في مجال الرعاية حول التعامل مع قضايا العنف الأسري ضد النساء وفض النزاعات .وأوضحت « وقد نظم الاتحاد هذه الدورة بالتنسيق مع المكتب التنفيذي لاتحاد نساء اليمن لتفعيل دور العمل الاجتماعي في حياة المجتمع وتعزيز مفاهيم العمل بالشراكة بين الرجل والمرأة في الحياة العامة من منطلق الحرص على بناء مجتمع خال من التمييز (فالنساء شقائق الرجال) . وقالت « لقد جاء في الحديث الشريف (الجنة تحت أقدام الأمهات) وقد أعدت مادة تدريبية لهذه الدورة كي تكون مخرجاتها إعداد مدربين ومدربات ذوي كفاءة في هذه المنظمات المشاركة وإعداد اختصاصي متطوع ومؤهل لدى اتحاد نساء اليمن فرع عدن مشيرة إلى أنه يمكن أن يتم التنسيق لإيجاد شبكة عمل من المتطوعين لتقديم خدمة الرعاية للحد من ظاهرة العنف على أساس النوع الاجتماعي .[c1]كيفية التعامل مع العنف الأسري[/c]وأشارت الأخت ابتسام صالح علي مدير إدارة تطوير تعليم الفتاة بمكتب التربية والتعليم م/ عدن إلى أهمية الدور الإيجابي في التعامل السليم مع هذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تؤثر في بناء المجتمع و ما تسببه من تخلخل واضطراب وقلق داخل الأسر ، ما ينعكس سلبا على المجتمع .وقالت « لقد علمتنا مفردات الدورة و المدربات اللواتي أدرنها بشكل جيد فهم الكثير من القضايا التي تؤدي إلى أحداث العنف الأسري ».بناء أسرة سليمة[/c]أما الأخت سميرة سعد ـ رئيسة قسم الصحة فقد قالت: إن أي خلل في المجتمع يعود إلى الخلل في الجانب الأسري، وهذه الدورة أكسبتنا الكثير من المعارف العلمية المتطورة التي ساعدتنا في كيفية التعامل مع ظاهرة العنف الأسري الواقع على النساء والأطفال وما يحدث من إشكاليات في البنية الاجتماعية للأسرة وأمراض عضوية ونفسية خطيرة جداً يعاني منها أولئك الواقعون تحت ذلك العنف .وتابعت : لقد استفدنا كثيراً من الخبرات العملية والعلمية لتحقيق المصالح الفضلى للنساء والأطفال وهو الهدف الذي نسعى إلى الوصول إليه لبناء أسرة سليمة في سلام وتوافق اجتماعي بين رب الأسرة وعائلته من زوجة وأبناء وأطفال.[c1]التعامل مع الإساءة[/c]وأبدت الأخت زبيدة مصطفى ـ وكيلة ـ انطباعها عن الدورة قائلة : هذه الدورة مهمة جداً وقد استفدنا من خلالها كيفية التعامل مع المسيء وتوعيته بعواقب تلك الإساءة على المساء إليه والأسرة برمتها وكيفية التعامل مع المساء إليه في تفهم هذه الظاهرة وانه يمكن للطرفين (الزوج والزوجة) عدم الوصول إليها من خلال تفهم الآخر بصورة إنسانية والابتعاد عن الغضب وتقوية الوازع الديني والإنساني والإحساس بأهمية بناء أسرة سليمة تخلو من العقد ا والاضطرابات النفسية التي تنعكس بدورها على أفراد الأسرة.ميدان العمل هو الأهم[/c]« المرأة تعتبر نفسها أحد العوامل الرئيسية لبعض أنواع العنف الأسري» هذا ما قالته الأخت نعمات محمد عبد الله شوذري ـ مساعد مدير البحث الجنائي للشؤون الإدارية ، موضحة أن الدورة كانت جيدة جداً من خلال العطاء الذي قدمه المدربون والشرح الذي تم تقديمه من قبل الأخت المدربة رضية شمشير ومن خلال تطبيق في ميدان العمل وهذه مهمة مفقودة عند جميع المتدربات والمتدربين.ولفتت إلى أن هناك وسائل لتجنب ذلك ، من خلال تجسيد الأدوار المهنية للعامل الاجتماعي وكيفية التعامل مع حالات العنف الأسري.[c1]الحد من الغضب [/c]أما الأخت إيمان علي محمد ـ عضو نيابة فقالت : هدفت الدورة إلى تأهيل الباحث الاجتماعي لكي يخرج بخلاصة تمكنه من حل المشكلات الاجتماعية و فهم مراحل الخلافات الاجتماعية،والتوعية الأسرية لفهم هذه المراحل، وكيف يمكن التعامل معها حتى لاتصل إلى المرحلة التي تليها وجعل التصالح هدفاً أساسياً للحد من انفجار الغضب وثورته التي تسبب كثير من الإشكاليات أبرزها الإيذاء الذي يترك أثرا خطيراً على نفسية كل من المسيء والمساء إليه من أفراد الأسرة كالزوج والزوجة وما يؤدي إليه ذلك من خطورة على الأبناء والأطفال.[c1]تطبيق الدورة في الميدان [/c]وكان رأي الأخ خالد عبد الله مهيوب عاقل حارة حي الثورة (القلوعة) « إن التعاون مع الأطراف المعنية مهم حتى يطمئن الجميع إلى الحكم أو الإصلاح أو انتزاع الحقيقة حتى يتم التمكن من اتخاذ القرار المناسب للجميع على قاعدة لا ضرر ولا ضرار .. وقال « استفدت من هذه الدورة كثيراً وتعلمت ما لم أكن اعلمه ، مشيرا « لقد جاءت هذه الدورة لتكسبنا مهارة في حل القضايا اليومية التي نمر بها في حياتنا ونأمل الكثير من الدورات لكي نستفيد منها ومدنا بالكثير من المعلومات والمهارات المفيدة وسنعمل على تطبيقها في ميدان العمل الذي نقوم به.[c1]نشر الوعي [/c]أما الأخ حسام الأكوع ـ رئيس جمعية الشباب فقال : كانت الاستفادة من هذه الدورة في نشر الوعي الاجتماعي في المجتمع الأسري وتجنب الإشكاليات الأسرية ومعالجتها بصورة عقلانية والحد منها، وكيفية فهم الكثير من القضايا التي تؤدي إلى إحداث العنف الأسري. وأضاف : يجب أن يكون لنا نحن المشاركين دور ايجابي ومؤثر في التعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة (العنف الأسري ).. وكان جميلا أن يتبنى اتحاد نساء اليمن مثل هذه الدورات وحقيقة أن المدربة كانت في غاية البراعة والقدرة في توصيل مفردات هذه الدورة إلينا ومدنا بالكثير من المعلومات التي كانت غائبة عنا.