بيتشوان (الصين)/14 أكتوبر/كريس بكلي: دوت صفارات الإنذار وأبواق السيارات والقطارات والسفن في أنحاء الصين أمس الإثنين مع بدء ثلاثة أيام من الحداد على مصرع أكثر من 32 ألف قتيل في الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد قبل أسبوع. ومع هذا استمرت عمليات البحث عن ناجين في إقليم سيشوان بجنوب غرب البلاد مع تشبث الأسر بالأمل في العثور على ذويهم أحياء رغم الظروف غير المواتية. وأعاقت مئات من الهزات التابعة والأجواء السيئة عملية الإنقاذ. وذكرت وزارة النقل أمس الاثنين أن أكثر من 200 من عمال الإغاثة دفنوا إثر تدفقات طينية في الأيام الأخيرة. ولم يتسن على الفور معرفة تفاصيل الحادث. ولم يتضح ما إذا كان جرى انتشال أي من الضحايا أحياء. ووقعت عدة انهيارات صخرية من المنحدرات الجبلية وسدت الصخور انهارا يرتفع بها منسوب المياه بالفعل جرءا هطول أمطار غزيرة ما يهدد بفيضانها. وفي مختلف أنحاء البلاد التي يقطنها 1.3 مليار نسمة دوت أمس صفارات الإنذار وأبواق السيارات والقطارات والسفن «تعبيرا عن الحزن» في تمام الساعة الثانية و28 دقيقة ظهرا (0628 بتوقيت جرينتش) وهو نفس التوقيت الذي وقع فيه الزلزال قبل أسبوع. ووقف الجميع حدادا لثلاث دقائق. وتوقف العمل في جميع أماكن الترفيه العامة كما توقفت مسيرة الشعلة الاولمبية ونكس العلم في بكين. وتوقفت أيضا التعاملات في بورصتي شنغهاي وشنتشن والتعاملات الآجلة في شنغهاي وتشنجنتشو وداليان لمدة ثلاث دقائق من الساعة 2.28 ظهرا. وفي بيتشوان أحد أسوأ البلدات تضررا بالزلزال في إقليم سيشوان استمر تدفق الأقارب على منطقة الكارثة بحثا عن أفراد أسرهم وتفقد الأضرار بأنفسهم. وعن حالة الحداد العام قال تشو وان لي بينما كان جالسا في مؤخرة شاحنة متجهة إلى بيتشوان «أنها فكرة جيدة ولكنها ربما جاءت قبل الأوان بعض الشيء.» وتابع «كل ما نهتم به في الوقت الحالي العثور على ذوينا. لا نريد تأبينهم قبل أن نعلم إذا كانوا أحياء أو أمواتا.» ويقدر الإحصاء الرسمي العدد الإجمالي للضحايا عند ما يقرب من 32500 قتيل من الزلزال الرئيسي الذي هز إقليم سيشوان وبلغت قوته 7.9 درجة. وأصيب نحو 220 ألف شخص ويعتقد أن نحو 9500 ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض في سيشوان ويخشى أن يكون معظمهم قد لاقى حتفه رغم أن البعض مازال ينتشل حيا. وتشير إحصاءات من زلازل سابقة إلى أن بعض الضحايا ظلوا على قيد الحياة تحت الأنقاض لنحو أسبوعين. وذكرت شينخوا أن المنقذين أخرجوا امرأتين على قيد الحياة من بين الأنقاض في بيتشوان. ورغم تدفق مئات من الجنود على المناطق المنكوبة واستخدام آلات متطورة وكلاب بوليسية يصر بعض السكان على البحث عن ذويهم بأنفسهم. ويبحث المزارع وانج هونج تشن وزوجته تشن جوانج فن وسط مئات الأمتار من الأنقاض عن ابنهما الذي يعمل في إصلاح الهواتف المحمولة في البلدة. وقال وانج وهو ينادي على ابنه بين الأنقاض «اعتقد انه لا يزال هناك أمل. كان يعمل في الطابق الأول وان كان محظوظا سيكون هناك فراغ يبقيه حيا.» وقالت تشن «كل أملي أن اعثر عليه حيا. الآخرون الذين يعلمون أن ذويهم ماتوا يمكنهم أن يعتبروا اليوم يوم تأبين أو جنازة ولكن ليس بالنسبة لي بعد.» وحاول المسئولون أبعاد الناس عن المنطقة خشية الهزات التابعة وارتفاع مناسيب المياه في الأنهار المسدودة. وذكرت شينخوا أن اخطر تجمع للمياه يبعد حوالي ثلاثة كيلومترات فقط من بلدة بيتشوان حيث اخرج رجال الإنقاذ رجلا أمس الأول الأحد من بين أنقاض مستشفى. وتقول الصين إنها تتوقع أن يتخطى العدد النهائي للقتلى بسبب الزلزال 50 ألفا. وفقد نحو 4.8 مليون شخص منازلهم. وفي جيانجيو التي تقطعها السيارة في ساعتين من العاصمة الإقليمية تشنجدو سيعيش نحو 120 ألفا في خيام لمدة ستة أشهر قادمة كما ورد على موقع الحكومة الصينية على شبكة الانترنت. وانهالت على الصين عروض بالمساعدة كما وصلت فرق إنقاذ مزودة بكلاب مدربة ومعدات خاصة من اليابان وروسيا وتايوان وكوريا الجنوبية وسنغافورة لتقديم المساعدة. وزادت التبرعات المقدمة من الداخل والخارج على ستة مليارات يوان (858 مليون دولار). وذكرت شينخوا ان حفلا شارك فيه مطربون وممثلون صينيون وأذاعه التلفزيون الليلة الماضية جمع معونة تزيد عن 1.5 مليار يوان. وأضافت أن خطا ساخنا لتبني يتامى الزلزال تلقى 2000 اتصال في يومين فقط.