شخصيات خالدة
ولد الدكتور هشام شرابي لعائلة ثرية وأمضى سنوات طفولته في يافا وعكا، درس في مدرسة الفرندز في رام الله وفي الجامعة الأمريكية في بيروت حيث تخرج عام 1947م،بعد حصوله على درجة البكالوريوس في الفلسفة، ومن ثم درجة الماجستير عام 1949م، والدكتوراه في تاريخ الثقافة من جامعة شيكاغو عام 1953م. بدأ نشاطه التحق في السنة نفسها بجامعة جورجتاون بواشنطون وشغل فيها كرسي عمر المختار للحضارة العربية واستمر يعمل هناك حتى وفاته في 2005 م .حفلت حياة هشام شرابي بنشاط كبير على محاور عديدة ، بدءاً من انخراطه العقائدي وعمله في صفوف الحركة القومية الاجتماعية الى التزامه الشديد والمتواصل بقضية فلسطين . فكان من بين الاصوات المرتفعة بالدفاع عن هذه القضية في المحافل الدولية وفي الولايات المتحدة بنوع خاص وفي العالم العربي . أسس سنة 1977م، مجلس ادارة صندوق فلسطين في واشنطن وترأسه ، وحرر فصلية الدراسات الفلسطينية ، وترأس المركز الفلسطيني للدراسات السياسية منذ تأسيسه عام 1990 .ويعرف هشام شرابي بدوره ككاتب وباحث وكظاهرة نادرة كمفكر عربي يعيش في الغرب. وبالرغم من منفاه الذي استمر لمدة نصف قرن ظل على حوار فعال مع العالم العربي من خلال مساهمته الدائمة باللغة العربية والإنجليزية. وكان من المفكرين القلائل الذين تجرؤا على انتقاد المؤسسات اليسارية والوطنية وانفصل عنها من أجل إنشاء أفق معرفي جديد للمفكرين. وكان لعمله البارز مقدمة لدراسة المجتمع العربي الذي نشر عام 1975م، أثراً كبيراً على المفكرين والأساتذة العرب خاصة الفلسطينيين. وتعتبر سيرته الذاتية بعنوان الجمر والرماد: ذكريات مثقف عربي المكونة من مجلدين والتي نشرت عام 1978م، ومؤلفه صور الماضي: سيرة ذاتية الذي نشر عام 1993م، من أبرز المؤلفات. ينفرد مؤلف الجمر والرماد: ذكريات مثقف عربي بصراحته ويرسم ببلاغة كلماته ونقده خبرة جيل كامل من المفكرين العرب الذين أُجبروا أو أَجبروا أنفسهم على العيش في المنفى. المؤلف مفعم بالأحلام والتحرر من الأوهام والهزيمة. وظهر لهشام شرابي مؤلف بالإنجليزية وترجم إلى العربية تحت عنوان النظام الأبوي عام 1989 وتم ترجمة هذا العمل إلى اللغة الفرنسية ونشر عام 1996. ويعرض هذا العمل نهجاً بديلاً لفهم المجتمع العربي وكان له أثراً بالغاً على المفكرين والباحثين العرب. وتشمل مؤلفات هشام شرابي العربية الأخرى والتي ترتبط عضوياً بما تم مناقشته أعلاه عملاً بعنوان النقد الحضاري للمجتمع العربي الذي ظهر عام 1990م.وتعتبر قضية المرأة من أهم القضايا التي تناولتها أعمال هشام شرابي، حيث تأثر كثيراً وتحول من خلال دراساته للأعمال المتعلقة بالقضايا النسوية ولاحظ التقصير في القيام بعمل دراسة جدية لهذا الموضوع الذي نال وعوداً كاذبة فقط حتى من قبل المفكرين العلمانيين واليساريين. ويشكل اضطهاد المرأة حجر أساس النظام الأبوي، بالتالي فإن تحرر المرأة يعتبر شرطاً أساسياً في إسقاط هيمنة النظام الأبوي. فالمرأة هي القنبلة الموقوتة في قلب المجتمعات الأبوية. تشمل كتابات هشام شرابي ما يلي: الحكومة والسياسة في الشرق الأوسط في القرن العشرين (بالإنجليزية) (1962)، القومية والثورة في العالم العربي (بالإنجليزية) (1966)، المثقفون العرب والغرب (بالإنجليزية) (1970)، الرحلة الأخيرة (رواية بالعربية 1987). قام أيضاً بتحرير العقد العربي التالي: مستقبل بديل (1988)، وألف النظرية والسياسة والعالم العربي: مناهج نقدية (1991).