جنيف/14 أكتوبر/ ستيفاني نيبيهاي: رفضت سويسرا أمس الثلاثاء اتهاما من رابطة مكافحة التشهير ومقرها الولايات المتحدة بأنها ربما تكون تمول الإرهاب بعد أن أبرمت شركة سويسرية صفقة قيمتها عدة مليارات يورو لشراء الغاز الطبيعي من إيران. وأكدت وزارة الخارجية السويسرية مجددا أن صفقة الشراء لم تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي التي تفرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي ولا تنتهك القانون الأمريكي. وظهر إعلان في صفحة كاملة نشرته الرابطة اليهودية الأمريكية عقب شكوى قدمتها إسرائيل ضد سويسرا بسبب هذه الصفقة في صحف أمس الثلاثاء تحت عنوان “خمنوا.. من هي أحدث دولة في العالم تمول الإرهاب؟.” وقال لارس كنوشيل المتحدث باسم الخارجية السويسرية “اللوم الوارد في هذا الإعلان لا يتماشى مع الواقع.” وجاء في الإعلان الذي نشرته صحيفة (هيرالد تريبيون الدولية) وصحيفة (نويه تسورشير تسايتونج) المالية السويسرية اليومية وصحيفة (لوتان اليومية) التي تصدر في جنيف إن “النتيجة المرجحة” لهذه الصفقة هي احتمال حصول حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله “على عشرات الآلاف من الصواريخ الإضافية”. ويتهم الرئيس الأمريكي جورج بوش إيران بأنها “أكبر دولة في العالم راعية للإرهاب” وبالإضرار بالسلام من خلال دعم حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية. وقادت الولايات المتحدة المساعي الدولية لمعاقبة إيران لعدم تبديدها مخاوف من سعيها لصنع أسلحة نووية كما تحث دولا أخرى على قطع العلاقات التجارية مع الجمهورية الإسلامية. وجاء في الإعلان إن العقد الذي وقع خلال زيارة وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي راي لطهران في الشهر الماضي سيمكن إيران من تسريع برنامجها النووي وإستكماله.، وأضاف “ستتمكن خلايا إرهابية في أوروبا والشرق الأوسط وفي أنحاء العالم من الحصول على أسلحة ودعم جديد...عندما تمول دولة إرهابية فإنك بذلك تمول الإرهاب.” وتقول شركة اليكتريتسيتيت جيزلشافت لاوفنبورج (إي.جي.ال) إن صفقتها التي تغطي 25 عاما مع الشركة الوطنية الإيرانية لتصدير الغاز تقدر قيمتها بما بين عشرة مليارات يورو (15.73 مليار دولار) و22 مليار يورو تبعا لعدة عوامل مثل سعر النفط. وقالت كالمي راي التي نجح موقف بلادها المحايد من قبل في التوصل إلى حل وسط في الأزمة النووية الإيرانية في تصريحات لها في طهران إن الصفقة مهمة على المدى الطويل بالنسبة للطرفين. وقال كنوشيل أمس “هذا التعامل التجاري بين إي.جي.ال والشركة الوطنية الإيرانية لتصدير الغاز يتماشى تماما مع العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على إيران وكذلك مع القانون الأمريكي الخاص بالعقوبات الإيرانية.” وعندما سئل عما إذا كانت هذه الصفقة ستضر بالدور المحايد الذي تقوم به سويسرا في رعاية المصالح الأمريكية في إيران وهو ما تقوم به منذ الثورة الإسلامية عام 1979 أجاب قائلا إن متحدثا باسم الخارجية الأمريكية قال في الأسبوع الماضي إنه لا يوجد تغيير في السياسة الأمريكية. كما أشارت وزارة الخارجية السويسرية إلى أن قوى أخرى منها الاتحاد الأوروبي والصين واليابان تقيم علاقات تجارية مع الجمهورية الإسلامية.