صنعاء / متابعات :تمكنت الأجهزة الأمنية من خلال عمليتها النوعية الخاطفة التي نفذتها يوم الاثنين المنصرم ضد مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة مكونة من سبعة أشخاص في مدينة تريم بمحافظة حضرموت‘ من إحباط مخططات إرهابية واسعة وخطيرة كانت تعتزم تلك المجموعة تنفيذها في اليمن ودول أخرى في المنطقة. وذكر موقع ( 26 سبتمبر نت) انه وفقاً لما كشفته مصادر أمنية فقد أظهرت النتائج الأولية للتحقيقات وكذلك الوثائق والمضبوطات التي تم العثور عليها في المنزل الذي كانت تتحصن فيه المجموعة الإرهابية التي قتل خمسة من أفرادها وتم القبض على الاثنين الآخرين‘ أن تلك العناصر كانت تسعى بالتنسيق مع عناصر أخرى في المملكة العربية السعودية لتنفيذ عمليات إرهابية ضد أهداف ومنشآت اقتصادية حيوية في اليمن والمملكة العربية السعودية. موضحة أن مجموعة تنظيم القاعدة التي تمكن رجال الأمن من الإجهاز عليها في عملية أمنية ناجحة ونوعية ‘ كانت تخطط لضرب أهداف ومنشآت نفطية وسياحية واستثمارية داخل اليمن.. هذا إلى جانب ما أظهرته نتائج التحقيقات والمضبوطات التي تم العثور عليها ‘ من أن ثمة مخططات وتنسيقات مشتركة للعناصر الإرهابية التي تم القضاء عليها في تريم بمحافظة حضرموت مع عناصر أخرى من تنظيم القاعدة في المملكة العربية السعودية حول الأهداف التي كان يجري التخطيط لضربها في اليمن والمملكة. وحسب المصادر فقد نجحت أجهزة الأمن اليمنية من خلال عمليتها الخاطفة وأظهرت خلالها كفاءة قتالية عالية وأداء أمنياً متميز ‘في توجيه ضربة إستباقية للمخططات التي كانت تلك المجموعة تعتزم القيام بها‘ كما وضعت حداً لأخطر مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة ‘ وهي المجموعة التي سبق لها وأن نفذت سلسلة من العمليات الإرهابية وحوادث التفجيرات في عدد من المناطق اليمنية.. وتأتي هذه العملية الأمنية النوعية والمتميزة كغيرها من العمليات المنفذة من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية في مجال مكافحة اليمن للإرهاب ‘ وذلك في إطار التوجه العام لبلادنا والقيادة السياسية في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز عمليات التعاون والتنسيق الأمني بين بلادنا وجيرانها‘ بحيث تم تنفيذ هذه الضربة الاستباقية لإفشال المخططات التنسيقية بين عناصر المجموعة التي تم الإجهاز عليها بتريم وعناصر القاعدة في المملكة العربية السعودية لضرب الأهداف في كلا البلدين. ولذلك فقد جرى التواصل والتنسيق بين قيادتي البلدين الشقيقين للاطلاع على تفاصيل ونتائج تعقب الأجهزة الأمنية للعناصر الإرهابية التي كانت تستهدف امن البلدين الشقيقين. وأوضحت المصادر أن الأجهزة الأمنية ظلت تتعقب أفراد المجموعة الإرهابية خلال الفترة الماضية التي تبين أنها تقف وراء العمليات الإرهابية التي شهدتها العاصمة صنعاء وبعض المحافظات الأخرى‘ حيث كانت تتنقل من محافظة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى لتنفيذ عملياتها الإرهابية. وبالتالي فقد ظلت الأجهزة الأمنية وعلى مدى الفترة الماضية تتحرى وتتعقب وترصد تحركات تلك المجموعة الإرهابية الخطرة‘من منطقة إلى أخرى ‘حتى تمكنت من الوصول إلى أفرادها يوم الاثنين المنصرم ومحاصرتهم في أحد المنازل بمنطقة ( عيديد- حصاة المقاتيل ) بتريم بمحافظة حضرموت‘حيث طلبت القوات الأمنية التي طوقت المنزل منهم تسليم أنفسهم ‘غير أنهم رفضوا الاستسلام وبادروا بإطلاق النار على رجال الأمن مما أدى الى استشهاد وإصابة خمسة من قوات الأمن ‘ التي لم تجد أمامها من خيار غير التصدي الحازم ووضع حد نهائي لتلك العناصر الإرهابية المارقة والمتجردة عن كل القيم الدينية والإنسانية والخارجة عن القانون وعن عادات وتقاليد وأخلاقيات المجتمع اليمني.. وبالتالي فقد تمكن رجال الأمن من الإجهاز على تلك المجموعة التي لطالما سعت إلى الإضرار بمصالح اليمن والإساءة إلى سمعة المجتمع اليمني وإقلاق الأمن والسكينة العامة.. وأسفرت تلك العملية الأمنية الناجحة عن مصرع خمسة من أفراد تلك المجموعة الإرهابية والذين يعتبرون من القيادات البارزة في تنظيم القاعدة وهم: ( حمزة سالم عمر القعيطي وعبدالله صالح علي باتيس والحسن علي محمد با زرعة ومبارك يسلم سعيد بن حويل ومحمود علي محمد بارحمه ).. فيما استسلم الاثنان الآخران وهما:علي محسن صالح العكبري ومحمد سعيد أحمد باعويضان). وقد عثرت الأجهزة الأمنية في المنزل الذي كانت تختبئ فيه المجموعة على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات والذخائر التي من بينها أربعون كيساً من مادة الديناميت وكمية من العبوات المتفجرة من مادة تي ان تي ‘بالإضافة إلى معدات ورشة (لحام) متكاملة لتجهيز السيارات المفخخة‘ بالإضافة إلى عدد من اسطوانات الغاز التي كانت مهيأة للتفجير وكمية من القنابل وأجهزة كمبيوتر ومجموعة وثائق تتضمن معلومات مهمة عن المخططات الإرهابية الخطيرة للعمليات التي كان يجري الإعداد لتنفيذها في اليمن والسعودية. كما تم العثور في المنزل على وثائق مهمة من بينها ثلاثة جوازات سفر أحدها باسم أحمد سعيد عمر المشجري،الذي كان قد نفذ عملية انتحارية بسيارة مفخخة استهدفت معسكر للأمن بمدينة سيئون بحضرموت الشهر المنصرم‘ بالإضافة إلى جوازي سفر سعوديين أحدهما باسم بداح بن مقحص بن بداح القحطاني والأخر باسم وليد بن راضي بن سميليل العتيبي. وقالت المصادر إن مجموعة القاعدة الإرهابية التي تم الإجهاز عليها من قبل الأجهزة الأمنية‘ سبق لها وأن نفذت سلسلة من العمليات الإرهابية التي كان آخرها العملية الانتحارية التي استهدفت مجمع الأمن العام في مدينة سيئون في الخامس والعشرين من يوليو الماضي وأسفرت عن استشهاد الجندي نبيل مثنى جعيم وإصابة 13 جنديا آخرين‘ وست نساء من المنازل المجاورة لمبنى المجمع. كما قامت تلك المجموعة الإرهابية بتنفيذ الهجوم الإرهابي الذي استهدف السياح الأسبان في محافظة مأرب في الثاني من يونيو من العام الماضي 2007م والذي أسفر عن مقتل ثمانية سياح ومواطنين يمنيين اثنين وكذا إصابة ستة سياح وثلاثة مواطنين يمنيين وأربعة من أفراد شرطة النجدة الذين كانوا يرافقون الفوج السياحي ‘ هذا إلى جانب الهجوم الإرهابي الذي استهدف السياح البلجيكيين في محافظة حضرموت في الثامن عشر من يناير الماضي ‘والذي أدى إلى مقتل سائحتين بلجيكيتين ومواطنين يمنيين اثنين وكذلك الهجوم الذي استهدف مدرسة ( 7 يوليو) المجاورة للسفارة الأمريكية بصنعاء في مارس الماضي وبعده الهجوم على مجمع حدة السكني ثم المعهد الجمركي المجاور للسفارة الإيطالية في أبريل الماضي‘بالإضافة إلى الهجوم الذي استهدف مصافي النفط بعدن في الثلاثين من يونيو الماضي والذي لم يسفر عن أية أضرار مادية أو بشرية. وذكر الموقع انه وبحسب المعلومات التي حصلت عليها من مصادر خاصة فقد تم ضبط (قاذف) قنابل من نوع خاص تشير المعلومات الأولية إلى أن أفراد المجموعة الإرهابية استخدموه في عملياتهم التي استهدفت مدرسة (7 يوليو) ومجمع حدة السكني والمعهد الجمركي بالعاصمة صنعاء‘ وأهداف في أماكن أخرى.. كما استخدم أفراد المجموعة في تلك العمليات قذائف هي الأولى من نوعها ‘ بحيث يتم إطلاقها من مسافات تتراوح عادة بين 500 و600 متر ‘ وهي تتميز بأنها لا تصدر صوتاً أو وميضاً عند إطلاقها حيث أنهم ينفذون عملياتهم تلك من خلال إطلاق القذائف ولا يسمع انفجارها إلا عند وصولها الهدف. وأشارت مصادر للموقع إلى أن تلك القذائف مصنعة في ( أوروبا) ويرجح أنها في ( بلجيكا)‘ وأن عناصر القاعدة في اليمن حصلت عليها من خلال تهريبها عن طريق البحر من إحدى دول منطقة القرن الأفريقي. وأضافت المصادر أن المدعو حمزة سالم عمر القعيطي وهو وأحد من بين 23 عنصراً من أعضاء القاعدة الذين كانوا قد فروا من سجن الأمن السياسي بصنعاء في شهر فبراير من العام 2006م‘والذي كان ضمن الخمسة الإرهابيين الذين لقوا مصرعهم في عملية ( تريم) يعد أحد العناصر القيادية الخطرة لتنظيم القاعدة في اليمن‘ الى جانب كونه خبيراً في المتفجرات ‘ وحسب المعلومات فإن الحسن علي محمد بازرعة كان قد عمل على استقطاب وتجنيد العنصرين الذين تم القبض عليهما وهما ( علي محسن صالح العكبري و محمد سعيد أحمد باعويضان). ونظراً للخطر الذي كانت تمثله تلك المجموعة الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة ‘ فقد عملت الأجهزة الأمنية على تكثيف عمليات التحري والمتابعة لتلك العناصر إلى أن تمكنت منها ووضعت حداً لها ولأعمالها الإرهابية التي لطالما استهدفت إقلاق السكينة العامة في المجتمع وزعزعة الأمن والاستقرار في الوطن وإشاعة الخوف بين أوساط أبناء الشعب والإضرار بالاقتصاد الوطني.. وبمصالح المواطنين ومعيشتهم هذا وقد اعتبر مراقبون أن العملية الأمنية الناجحة التي نفذتها الأجهزة الأمنية يوم الاثنين الماضي ضد خلية القاعدة بمدينة تريم بمحافظة حضرموت بأنها تمثل انتصاراً جديداً للدولة والحكومة اليمنية في الحرب على الإرهاب‘خاصة وأنها جاءت بعد فترة وجيزة من انتصار الدولة اليمنية على أعمال الإرهاب والتمرد في محافظة صعدة‘ إضافة إلى الانتصارات السابقة التي تحققت ضد خلايا تنظيم القاعدة وتم خلالها إحباط العديد من المخططات الإرهابية في أكثر من منطقة يمنية. كما جاءت العملية الأمنية الناجحة ضد مجموعة القاعدة بمدينة تريم‘ في إطار تنفيذ الواجب الوطني وتعزيزاً لدور اليمن كشريك في الجهد الدولي لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه ‘ واستمراراً للنجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية والعسكرية اليمنية في مختلف مراحل وحالات التصدي لكافة العناصر الإرهابية التي تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار والسكينة العامة في المجتمع ‘ والى إزهاق أرواح الأبرياء والإضرار باقتصاد البلاد. يذكر أنه وبمصرع القعيطي يكون عدد من لقوا مصرعهم من عناصر القاعدة الفارين من سجن الأمن السياسي في مواجهات مع قوات الأمن قد وصل حتى الآن إلى خمسة أشخاص‘فيما بلغ عدد الذين تم القبض عليهم أو سلموا أنفسهم للأجهزة الأمنية خمسة عشر شخصاً‘ وبذلك يكون عدد من تبقي من عناصر القاعدة الفارين من سجن الأمن السياسي ثلاثة أشخاص وهم: - ناصر عبدالكريم عبدالله الوحيشي– 30 سنة – مرتعة – البيضاء ‘قاسم يحيى مهدي الريمي– 29 سنة – محل جدر – أمانة العاصمة و محمد سعيد على حسن العمدة– 25 سنة – حارة المستشفى الجمهوري –تعز.