مع الأحداث
يعمل الأشقاء العرب ومنذ وقت ليس بقصير على تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية المتنازعة، بين كل من الإخوة في حركة حماس والإخوة في حركة فتح، وإنهاء حالة الانقسام القائمة والتي أدت إلى قيام حكومة في غزة، وأخرى في الضفة الغربية وتركت آثاراً سلبية يدفع ثمنها المواطن الفلسطيني جراء الحصار لقطاع غزة، والاجتياح لمدن وقرى الضفة الغربية في كل يوم.لم يترك الأشقاء العرب الفلسطينيين وحدهم في المحنة، فحاولوا جمع الصف أكثر من مرة، فكانت المساعي للشقيقة مصر في مارس 2005 التي توصلوا فيها إلى أتفاق القاهرة ولم ينفذ، ثم كان أتفاق مكة والذي نتج عنه حكومة الوحدة الوطنية نتيجة جهود الشقيقة السعودية، وسرعان ما انهار بالقتال الفلسطيني الفلسطيني ثم جاءت المبادرة اليمنية لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، والتي تبنتها الجامعة العربية، ثم القمة العربية، ورغم الترحاب من كل الفصائل الفلسطينية، لم يجر الالتزام بتنفيذها واليوم نشهد حركة جديدة من مصر تستقبل فيها قيادات الفصائل الفلسطينية من أجل السماع لوجهات نظرهم في التوصل إلى ما يمكن أن يوحد الصف الفلسطيني وبالأمس كان اجتماع وزارة الخارجية العرب في الجامعة العربية والذي بحق يستحق كل التقدير لأنه وضع النقاط على الحروف، وكان حازماً في موقفه من الانقسام وفي التوجيهات القادمة لإنهاء هذه الحالة بتحمل مسؤولية عربية حيال ما يجري.نعم نحن اليوم أحوج الى تدخل عربي وطني شريف يضع حداً للحصار، يضع حداً للانقسام، يوحد الساحة الفلسطينية يوقف الاستيطان، يحمي الشعب الفلسطيني من العدوان يعمل على فك الأسرى والمعتقلين، يحدد موقفه من الجهة الفلسطينية التي تعطل التوصل إلى أتفاق وطني فلسطيني ويدعم الحق الشرعي للمقاومة في النضال حتى تتحقق الأهداف الوطنية. إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين وفق قرار 1994.هذا الموقف العربي سيلقى كل الترحاب من الشعب الفلسطيني والعربي وسيؤكد أن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب.كم نحن أحوج لمثل هذا الموقف وفي أسرع وقت، خاصة ونحن في شهر رمضان الكريم، وأهلنا في غزة يعيشون في ظروف لم يعد من السهل وصفها، وبات يتحدث عنها العالم أجمع، وبدأ يتحرك الضمير الإنساني على مستوى العالم تجاه غزة، والأجدر أن يتحرك العرب كل العرب لإنقاذ غزة من الموت المحتم.