قصة قصيرة
بشرى المعلمي :غمامة حزن على وجه يونس، شعر برغبة كبيرة في البكاء ، يستسلم لتلك الرغبة عندما يخلو بنفسه، فتتساقط الدموع، عدل عن الطعام وتوقفت كل نشاطاته اليومية، أصبح شارد الذهن لا يتكلم، ولا ينظر إلى احد. كانت الابتسامة لا تفارق شفتيه باتصافه بالمرح وخفة الدم ، وحب الحياة .. حزن الجميع لحزنه وحاولوا مساعدته بكل الطرق والوسائل، رفض تلك المحاولة. وطأة ألم عندما يرى الأطفال يلعبون وهو حبيس كرسيه المتحرك. ذكريات الماضي لم تتعثر ... كانت تهرول إليه ، تقفز ذكريات اللعب والجري والمرح من وسائدها ، كان رائعاً نابضاً بالحركة ، وضحكته مجلجلة، الأزمة الصحية تفرض عليه الآن طقوس الحياة المرة. جرب يونس أن يلملم أشلاء نفسه المكسورة عندما قام احد أقرانه بركل كرته أمام كرسيه، حاول النهوض بكل قوته... اندهش الجميع، طلبوا منه الإقلاع عن فكرته، لكن غمرته الأحاسيس المتدفقة بتحدي عجزه.. أبى الإصغاء إليهم.. نهض بخوف على قدميه ، ثم رفع كفه النحيلة وصرخ قائلاً :- أنا طائر الاونكو ... الذي يحلق بجناحيه حتى يصل حدود الشمس ... يحترق .. يسقط .. ومن رماده يولد من جديد . ثم شاهده الجميع يسقط ارضاً أمام الكرة .