بغداد / وكالات :أعلن الجيش الأميركي في العراق أمس وفاة أحد جنوده متأثرا بجروح أصيب بها في معارك مع مسلحين في محافظة الأنبار غربي البلاد يوم الثلاثاء الماضي.واعترف الجيش الأميركي بمقتل أربعة من جنوده، لترتفع بذلك خسائره منذ غزو العراق في مارس عام 2003 إلى 3080، استنادا لإحصاءات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).وفي التطورات الميدانية قال الجيش الأميركي إنه قتل أربعة مسلحين في غارة جوية شنها على إحدى الطرق شمال غرب بغداد في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية.كما قتل مسلحون اثنين من أفراد الشرطة وجرحوا ثالثا في هجوم بالديوانية جنوب العاصمة العراقية وفق ما ذكرته مصادر أمنية عراقية.وفي الموصل عثرت الشرطة على ثلاث جثث بينها جثتان لطالبين، فيما لقي مدنيان مصرعهما عندما سقطت قذائف الهاون على منطقة سكنية في المدينة.وجاءت هذه التطورات بعد يوم دام قتل فيه ما لا يقل عن 43 عراقيا وجرح عشرات آخرون في هجمات وتفجيرات في أنحاء متفرقة من العراق.وبموازاة ذلك أوقفت السلطات العراقية جميع الرحلات الجوية من وإلى دمشق وأغلقت معابر حدودية مع إيران تمهيدا –فيما يبدو- لبدء تنفيذ خطتها الأمنية الجديدة في بغداد وضواحيها.وقال النائب في البرلمان العراقي حسن السنيد إنه لم يتخذ بعدُ أي قرار بشأن إغلاق المعابر الحدودية مع سوريا، مشيرا إلى أن هذا القرار يتطلب المزيد من المناقشات.وأشارت مصادر في مطار بغداد إلى أن الرحلات الجوية إلى سوريا ألغيت لمدة أسبوعين على الأقل.وينظر لهذه الخطوات -طبقا لمراقبين- على أنها إشارة لكل من سوريا وإيران بعدم التدخل في الشؤون العراقية، وهما اللتان وجهت لهما اتهامات أميركية وعراقية بالتورط في الوضع الأمني المتدهور في العراق، رغم نفيهما ذلك مرارا.وفي هذا السياق حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الولايات المتحدة وإيران داعيا إياهما إلى حل خلافاتهما خارج العراق، وشدد في مقابلة أجرته معه شبكة التلفزة الأمريكية (CNN ) على رفضه استعمال الجيش الأميركي العراق كساحة لمهاجمة إيران أو سوريا، وعدم قبول استعمال إيران العراق لمهاجمة جنود أميركيين.وفي دمشق أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال اجتماعه مع رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ حارث الضاري حرصه على أمن العراق واستقراره ووحدة أراضيه.ونقلت وكالة الأنباء السورية عن الأسد قوله للضاري أن دمشق تقف "على مسافة واحدة من جميع الأطراف العراقية". وقالت الوكالة أيضا إنه جرى خلال اللقاء "التأكيد على أهمية دور رجال الدين في تحقيق المصالحة الوطنية في العراق".وكان الضاري التقى أول من أمس نائب الرئيس فاروق الشرع وأكد بعد اللقاء أن "سوريا لا تستجيب لطلبات الاحتلال بتسليم الفارين من جحيم العراق، وهي لا تنوي أن تسلم الفارين من جحيم الاحتلال وجحيم المليشيات وجحيم الاستبداد والإقصاء".من جهة أخرى أكد الضاري أنه "لا توجد عملية سياسية في العراق وما يعلن عنه في الإعلام كله إعلان، وما جرى من اجتماعات لمصالحة سياسية هي اجتماعات إعلامية ليست جادة".في غضون ذلك أعلنت الجامعة العربية أنها عازمة على الإبقاء على بعثتها في العراق وتعويض السفير مختار لماني الذي استقال بسبب ما اعتبره "غياب الرؤية العربية التي يمكن أن يقوم عليها وفاق وطني" بالعراق.وقالت الجامعة في بيان لها إن الأمين العام عمرو موسى "ينظر في عدد من الأسماء المقترحة لرئاسة البعثة".وفي أنقرة دعا وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية، وحث دول المنطقة على المساعدة في إنهاء النزاعات الطائفية. وقال المعلم للصحفيين على هامش زيارته لتركيا إنه يؤمن بحل يأتي من داخل العراق تدعمه الدول المجاورة، مؤكدا أن المشاكل الأمنية في بغداد تمثل تهديدا للمنطقة بأكملها.في تطور آخر وجهت وزارة الخارجية العراقية دعوات إلى دول الجوار لحضور مؤتمر مزمع عقده ببغداد في مارس المقبل.من ناحيته جدد الرئيس الأميركي جورج بوش تمسكه بإستراتيجيته الجديدة في العراق، رغم حشد أعضاء جمهوريين وديمقراطيين في الكونغرس لاستصدار قرار يعارضها خلال الأيام القليلة القادمة وقال إنه لا يشعر بأن أعضاء حزبه الجمهوري قد خذلوه.وتجاهل بوش في مقابلة مع شبكة (فوكس نيوز) الأمريكية الانتقادات لخطة إرساله 21500 جندي أميركي إضافي إلى العراق وأعرب عن أمله في أن يوفر المشرعون للقوات الأميركية ما تحتاجه لإنجاز مهمتها في العراق.