كانت تحلم بالطب لكنها درست التجارة واحترفت المعارض
مسقط / العمانية:فور عودتها من بريطانيا، بعد دراسة التجارة الدولية، لم تفكر العمانية سلمى الهاشمي في الوظيفة الحكومية، بل آثرت التوجه إلى القطاع الخاص الذي يتيح فرصا أفضل للتطور والترقي.وعلى الرغم من أنها بدأت نشاطها بتأسيس حضانة للأطفال بمشاركة آخرين، إلا أنها لم تتوقف عند ذلك الحد، فتقدمت بسرعة لتؤسس إحدى أكبر شركات تنظيم المعارض والمؤتمرات في السلطنة، وهي شركة «إنفنت» التي تتولى تنظيم مؤتمرات المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والمشاركة في تنظيم كأس الخليج، وسباق نصف ماراثون مسقط، وفعالية التحدي البيئي، وتنظيم مؤتمر صاحبات الأعمال العمانيات في مارس/آذار المقبل.في مرحلة الطفولة كانت سلمى الهاشمي تحلم بأن تصبح طبيبة، ولم تكن تعلم أن القدر يرتب لها أمرا آخر، وهو مجال تنظيم المؤتمرات والمعارض، ثم تطور الحلم إلى اقتحام البيزنس وشجعها على ذلك أن والدتها كانت تدير مشروعا تجاريا، وعن تلك الفترة تقول سلمى -لـ»الأسواق.نت»- «كنت دائما أحب رؤية والدتي وهي مشغولة بعملها التجاري، وأعجبت بطاقتها ونشاطها، وأردت أن أكون مثلها».وخلال دراستها في المرحلة الثانوية كانت سلمى تحب مجال التسويق، وقد اعتادت على القيام بالدور القيادي عندما يكون هناك مشروع تسويقي تشترك فيه، وتعتقد أن هذا الأمر يعكس -إلى حد كبير- ما تقوم به اليوم.ونظرا لحبها للتسويق اختارت سلمى دراسة التجارة الدولية في بريطانيا، ولم يكن قرارها وحدها بل كان قرار والدها أيضا، ورغم دراستها في بريطانيا لم تفكر في الإقامة الدائمة فيها، وكانت تحلم بالعودة يوما ما إلى بلدها سلطنة عمان للإقامة والعمل بها، وقد اكتسبت في الخارج مهارة اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة حتى أجادتها تماما، ثم عملت لمدة عام واحد في لندن لكي تكتسب الخبرة في مجال الأعمال.بعد عودة سلمى إلى السلطنة فكرت على الفور في تحويل دراستها النظرية في التجارة الدولية إلى الواقع العملي، وبدأت تفكر في القيام بمشروع تجاري، ثم استقر رأيها على إنشاء دار حضانة للأطفال الصغار بالمشاركة مع آخرين بهدف تكوين وإيجاد بيئة مريحة لأطفالها وأطفال الآخرين، وحول تلك التجربة توضح سلمى أن مشروع الحضانة كان ناجحا وسهل التنفيذ، وحسب قولها «يتطلب الأمر وجود مبلغ ورأس مال معقول لإنشاء مشروع حضانة». ولم تفكر سلمى في إنشاء حضانة مستقلة فيما بعد؛ لأنها تود التفرغ لمجال تخصصها في تنظيم المعارض.أسست سلمى الهاشمي شركة «إنفنت» لتنظيم المؤتمرات والمعارض في السلطنة منذ عدة سنوات بمبلغ صغير من مالها الخاص، وزاد هذا المبلغ بشكل مضطرد، وقد بدأت هذا النشاط بمساعدة أسرتها في تنظيم فعالياتها، وأدركت أنها تستمتع كثيرا بعملها، وفكرت في تحويل هذه الهواية إلى مهنة ونشاط تجاري، وتؤكد سلمى أن تنظيم المؤتمرات والفعاليات مهنة ليست سهلة؛ بل تتطلب التفرغ والإبداع لكي تستطيع التواصل مع الآخرين بابتكار أساليب جديدة، ومنذ إنشاء الشركة نظمت سلمى العديد من المؤتمرات والفعاليات أبرزها مؤتمر المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والمشاركة في تنظيم كأس الخليج وسباق نصف ماراثون مسقط وفعالية التحدي البيئي والإعداد لمؤتمر صاحبات الأعمال في مارس/آذار المقبل، وغيرها العديد من الفعاليات الأخرى.ونظرا لدراستها بالخارج وتأثرها بالأسلوب الغربي في العمل بجدية ونشاط، تفكر سلمى في المشاريع المستقبلية، وتقول -في حوارها لـ»الأسواق.نت»- «لدينا مجموعة من الأنشطة الرائعة للمستقبل، وبالطبع بين هذه الأنشطة مؤتمر صاحبات الأعمال الذي يركز على تنمية قدرات ومهارات صاحبات الأعمال العمانيات».وتؤمن سلمى بالعمل بأسلوب الفريق أو فريق العمل، وخلال تجربتها فى البيزنس -حضانة الأطفال وشركة «إنفنت لتنظيم المؤتمرات والمعارض»- واجهت سلمى العديد من التحديات التي تواجه في العادة صاحبات الأعمال في السلطنة، وتلخصها في عدم توافر المعلومات وقلة التمويل، وتعتقد أنه يمكن مواجهة تلك التحديات عبر شبكة واسعة من العلاقات والتواصل مع الآخرين، والوصول إلى الخبراء والاستشاريين، وأيضا بتوفير المؤسسات المالية التي يمكن أن تقدم الدعم لصاحبات الأعمال العمانيات.وبحكم دراستها في بريطانيا وعملها في السلطنة، تعرفت سلمى على مناخين وبيئتي عمل مختلفتين، وتوضح أن التجربتين مختلفتان، وأن هناك فارقا جوهريا بين صاحبات الأعمال العمانيات وصاحبات الأعمال في بريطانيا، وكلاهما يعملن في بيئة عملية وتجارية مختلفة، ولكن في الوقت الحالي يمكن أن نرى الكثير من صاحبات الأعمال العمانيات اللائي اقتحمن عالم التجارة والأعمال.طورت سلمى الهاشمي خبراتها في البيزنس من خلال شحذ التفكير، وإعمال العقل، وتقييم كل تجربة عمل بعد الانتهاء منها لكي تطورها، أو تبحث عن فكرة أخرى يمكن تنفيذها وتدر عائدا أفضل، ولتطوير خبراتها المهنية والإدارية التحقت سلمى ببعض الدورات التدريبية، وتعتقد سلمى -بحكم خبرتها في تنظيم المؤتمرات والمعارض- أن الدورات التدريبية بالسلطنة تطورت كثيرا، وتتحسن يوما بعد آخر، وتراعى أحدث المواصفات والنظم العالمية في التدريب والتطوير، وتنصح سلمى صاحبات الأعمال في السلطنة، اللائي يدخلن السوق للمرة الأولى، بضرورة التأكد من امتلاك خطة جاهزة ورأس مال مناسب قبل تنفيذ أي مشروع، وألا ينفذن أي مشروع لا يستمتعن بأدائه خلال التنفيذ، وألا يركزن على تحقيق المكاسب المالية فقط، بل يجب التركيز على تقديم أفضل خدمة بأجود عطاء، وبعدها يأتي المكسب.بعيدا عن شركة «إنفنت» تطمح سلمى الهاشمي إلى مساعدة الشابات العمانيات الأخريات اللائي يرغبن في بدء مشروع تجاري خاص بهن. وتعتقد أن الفرص المتاحة كثيرة، وتقول -لـ»الاسواق.نت»- «لكوني رائدة أعمال هناك دائما فرصة يمكن أن أقتنصها، ومازلت أقيم أفضل المشاريع الممكنة في السوق». وتعتقد أنه يجب التركيز على تحقيق النجاح في داخل السلطنة قبل إنشاء وتنفيذ مشاريع خدمية أو سياحية في بلدان أخرى عربية أو أجنبية، وحسب قولها «* نعم، أفكر في ذلك، ولكنني أحتاج إلى إثبات ذاتي في بلدي أولا».