- أمس قتل أصحاب «الحراك السلمي المسلح» جنديين وأصابت رصاصهم ثلاثة بينما كانوا عائدين من الازارق الى الضالع بعد أداء واجب تجاه شهيد وأسرته، وفي اليوم السادس من هذا الشهر قتلوا اثنين، وفي شهر يوليو قتلوا 28 وجرحوا مثلهم، وفي يونيو كان هناك قتيلان وجريحان على الأقل في لبعوس.. هذا ما سجلته في دفتر يومياتي وهو ليس كل ما انجزوه، فقد كان عدد القتلى والجرحى في يونيو أربعة و56 في يوليو وسبعة في هذا الشهر والجملة 67 قتيلاً وجريحاً، وبين القتلى الأربعة والثلاثين مدنيون ومعظم الجرحى الثلاثة والثلاثين مدنيون.والقتلة لا يتقصدون أبناء منطقة معينة.. بل يستهدفون من ليس معهم ومن يرون أن استهدافه يصلح لإثارة فتنة.. فضحاياهم من لبعوس او القبيطة لا فرق.. من إب أو تعز أو شبوة أو لحج أو الجوف لا فرق .. وأدواتهم لا تقتصر على حبال الشنق والرصاص والقذائف.. وأذاهم يشمل كل شيء منزل محافظ، ومقر حزب، وطريقاً عاماً، وبقالة، ومشروعاً خدمياً، وسيارات مدنية وغير مدنية.لامني أحدهم لأني اتهم «الحراك السلمي المسلح» بارتكاب بعض الجرائم، ومازلت أميل الى الاعتقاد أن معظم تلك الجرائم ـ ان لم نقل كلها- هي من صنعهم أو مما كسبت أياديهم.. ولا أقول ذلك جزافاً بل لان هناك وقائع تجعل ذلك الاعتقاد صحيحاً أو اقرب إلى الصواب .. ومن بين تلك الوقائع ـ وهي أقدمها- ان بعض قادة الحراك أعلنوا مبكراً عن أهداف لا يمكن تحقيقها إلا بالعنف، وأن استخدام العنف شكل من أشكال توحيد الجماعة.. وإلى ذلك هناك متهمون اعترفوا في التحقيقات أن دوافع ارتكابهم للجرائم وراءها محرضات على المناطقية وكراهة الغير.- وبرزت بعد ذلك وقائع أخرى من بينها تشكيل جماعات مسلحة ومن بينها ما يسمى كتائب سرو حمير التي اعترف قائدها طاهر طماح ـ وعلى سبيل المفاخرة- أن جماعته كانت وراء قتل جنود وهي التي نفذت هجومات محددة على نقاط أمنية.. ثم أدى تعدد جماعات الحراك واختلافها وتبادل الاتهامات فيما بينها الى تطور أشكال الصراع الى استخدام العنف، وهذا العنف طال اشتراكيين أيضاً.- وأخيراً .. اعترف قادة الحراك السلمي المسلح ان جماعة طماح وغيرها التي كانوا يرفضون خيارها المسلح هي جزء منهم.. وأكدوا ذلك بقولهم ان الحراك السلمي لن يستمر هكذا الى النهاية، بل قد تجاوز هذه المرحلة الى مرحلة تالية.. هي العنف والقتل بشتىالأدوات والأسلحة، وأزعم أن الحراك الذي ابتدأ سلمياً وطوروه تحت شتى الضغوط والصراعات الى مسلح، يكونون بذلك قد أوصلوه الى نهايته، لكن ليس النهاية التي يقصدونها، بل نهايته المحتومة، وهي موته، ذلك ان الشخصيات العامة ومعظم المواطنين في تلك المناطق بدؤوا يقفون صفاً واحداً لمواجهة العنف الذي شوه صورتهم النقية واضر بالمصالح الفردية والجماعية، خاصة وان العنف صار يمارس من أجل العنف ذاته ومن أجل مشروع غير قابل للحياة.
عن الحراك «السلمي المسلح»!
أخبار متعلقة