بغداد / وكالات :اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات أميركية وعراقية مشتركة ومسلحين ينتشرون في مدينة بعقوبة شمال شرق العاصمة بغداد, مما أسفر عن مقتل جنديين عراقيين ونحو ستة مسلحين .وقالت المصادر الأمنية العراقية إن حدة الاشتباكات أدت إلى تعطل الدراسة في الجامعات والمدارس القريبة, إضافة إلى توقف الامتحانات النهائية للعديد من الطلاب في المراحل المختلفة.وفي إطار تواصل عمليات تستهدف الجسور التي تربط العاصمة بباقي المحافظات, هاجم مسلحون جسرا رئيسيا جنوب بغداد ودمروا أجزاء منه في ثالث هجوم من نوعه خلال ثلاثة أيام.وقالت المصادر الأمنية إن أجزاء من الجسر الذي يربط بين "القرية العصرية" والرشيدية شمال محافظة بابل قد دمرت, مشيرة إلى أن الهجوم ربما نفذه انتحاري يقود سيارة مفخخة.وكان أحد جسور بعقوبة الرئيسية تعرض لهجوم مماثل أول من أمس, فيما قتل ثلاثة جنود أميركيين في عملية يعتقد أنها انتحارية استهدفت جسر الرشيدية الأحد الماضي.وفي بغداد أعلن الجيش الأميركي العثور على مصنع "كبير" للمتفجرات وضبط كميات ضخمة من الأسلحة في منطقة زراعية وسط حي الرشيد في جنوب العاصمة.
وأشار بيان أميركي إلى العثور على سيارة مفخخة جاهزة للتفجير بالإضافة إلى كميات كبيرة من قذائف الهاون وقذائف من عيار 155 ملم وألغام مضادة للدبابات ناهيك عن ثلاثمائة علبة من خمسة لترات تحتوي مادة نترات الأسيد المستخدمة في صناعة المتفجرات.على صعيد آخر التقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع جون نغروبونتي مساعد وزيرة الخارجية الأميركية الذي وصل إلى بغداد في زيارة مفاجئة قبل ظهر أمس.وقال بيان رسمي إن الجانبين بحثا ما سماها التدخلات الإقليمية والمؤامرات التي تواجهها الحكومة.ونقل بيان رسمي عن المالكي قوله إن أمام الحكومة مهام كثيرة على رأسها تطوير الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة "للقيام بدورها الوطني في بسط سلطة القانون" والتصدي لتنظيم القاعدة والمليشيات.كما اعتبر المالكي في البيان أن حكومته نجحت في "القضاء على الخطر الأكبر المتمثل بالحرب الطائفية من خلال مبادرة المصالحة الوطنية" وأشاد "بدعم الولايات المتحدة للعملية السياسية وإعادة البناء والإعمار".كما أشار البيان إلى أن نغروبونتي جدد موقف الإدارة الأميركية الداعم للحكومة "في مواجهة التحديات والتدخلات الخارجية".من جهة ثانية أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجددا استعداده للنظر في "توسيع" دور المنظمة الدولية ووجودها بالعراق.
وقال بان في تقريره الفصلي حول نشاطات الأمم المتحدة في العراق إنه "من الضروري من أجل ذلك التوصل إلى تنسيق أفضل مع شركائنا الدوليين الرئيسيين". وعبر عن أمله بأن يواصل أعضاء مجلس الأمن والأمم المتحدة تأمين "دعم سياسي ولوجستي قوي" لوجود الأمم المتحدة في العراق.من جهته قال السفير الأميركي في الأمم المتحدة زلماي خليل زاد إن ثمة مجالا أمام المنظمة الدولية للقيام بالمزيد في العراق. وأضاف أنه سيكون من المناسب أن تلعب الأمم المتحدة دورا أكبر على صعيد المصالحة الوطنية والتعاون الإقليمي مع العراق.وكانت الأمم المتحدة خفضت عدد موظفيها في العراق بعد تفجير مقرها العام في بغداد في أغسطس 2003، بعد هجوم أسفر عن مقتل العديدين بينهم ممثلها الخاص في العراق سيرجيو فييرا دي ميلو.