بغداد/14 أكتوبر/من: دين ييتس: قتل سبعة جنود أمريكيين في العراق من بينهم أربعة في محافظة الأنبار بغرب البلاد التي أثنى الرئيس جورج بوش خلال زيارة غير معلنة إليها هذا الأسبوع على المكاسب الأمنية التي تحققت بها. وفي بيان له أمس الجمعة قال الجيش الأمريكي إن أربعة من مشاة البحرية الأمريكية قتلوا في محافظة الانبار الصحراوية الشاسعة الخميس في عمليات قتالية. ولم يدل بمزيد من التفاصيل بشأن الحادث وهو ضمن أكثر الأيام دموية للقوات الأمريكية بالعراق منذ شهور. وفي بيان منفصل قال الجيش الأمريكي إن ثلاثة من جنوده قتلوا في محافظة نينوى بشمال العراق الخميس عندما ضرب انفجار قافلتهم. بذلك يرتفع إلى أكثر من 3750 عدد القتلى في صفوف القوات الأمريكية منذ بدء الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003. وقتل 18 جنديا في سبتمبر الجاري حتى الآن. وزار بوش الأنبار يوم الاثنين وقال إن تحسن الأمن بها نموذج لما يمكن أن يحدث بأماكن أخرى في العراق. ومنذ عام 2003 حتى العام الماضي كانت الأنبار معقلا للمسلحين السنة وأخطر المناطق في العراق. لكن تحول زعماء العشائر السنية ضد تنظيم القاعدة الذي كان يسيطر في وقت ما على مناطق واسعة بالمحافظة أسهم في تراجع حاد في مستويات العنف. ومن المرجح أن يسلط الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق الضوء على تراجع العنف في الأنبار عندما يقدم تقريره الذي طال انتظاره للكونجرس أوائل الأسبوع القادم بشأن قرار بوش إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى بغداد والأنبار. وستكون الإفادة التي يقدمها بتريوس والسفير الأمريكي لدى بغداد رايان كروكر حيوية بالنسبة لأي قرار يتخذه بوش بخصوص مستويات القوات في مواجهة مطالب من المعارضة الديمقراطية وبعض كبار الأعضاء الجمهوريين بسحب القوات الأمريكية من العراق.
ويتوقع أن يبرز بتريوس وكروكر تحسن الأمن فيما سيوجهان انتقادات للسياسيين العراقيين لفشلهم في إقرار قوانين تعتبر حيوية لعلاج الانقسامات الطائفية بين الشيعة والعرب السنة. وفي سيدني قال بوش خلال مشاركته في قمة لزعماء أسيا والمحيط الهادي هذا الأسبوع إنه شاهد علامات على حدوث تقدم في العراق ولوح باحتمال خفض عدد القوات عن مستواها الحالي البالغ 160 ألفا. وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) ان قائد القوات الأمريكية في العراق أبلغ بوش انه يريد الإبقاء على مستويات مرتفعة من القوات في العراق حتى مضي فترة كبيرة من العام القادم لكنه قد يقبل سحب نحو 4000 جندي ابتداء من يناير. وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين في الحكومة وآخرين في الجيش ان بتريوس يريد الحد من خطر وقوع انتكاسات عسكرية لكن توصيته قد ترضي أيضاً بعض المنتقدين في الكونجرس. وقال ضابط عسكري رفيع للصحيفة ان بتريوس "قلق من المخاطر ويود الاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من القوات أطول مدة ممكنة دون التأثر بعوامل خارجية." وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين يساعدون في إعداد الإفادة التي سيدلي بها بتريوس انه سيناقش في تقريره إمكانية إجراء تخفيضات أكبر كثيرا في عدد القوات خلال أشهر بعد يناير قد تؤدي إلى هبوط مستويات القوات إلى 130 ألفا. واظهر استطلاع نشرته أمس الجمعة الخدمة الدولية بهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ان أكثر من ثلثي الناس في أنحاء العالم يعتقدون ان القوات التي تقودها الولايات المتحدة يجب ان تنسحب من العراق خلال عام. ووجد الاستطلاع الذي أجرته الخدمة الدولية بالهيئة والذي شارك فيه 23 ألف شخص في 22 دولة ان ربع الذين شاركوا في الاستطلاع فقط يعتقدون ان القوات الأجنبية يجب ان تبقى في العراق إلى ان يتحسن الموقف الأمني. وقال نحو ثلثى الأمريكيين الذين استطلعت آراؤهم (61 في المائة) أنهم يعتقدون ان قواتهم يجب ان تغادر العراق خلال عام وقال 24 في المائةانها يجب ان تنسحب على الفور. في سياق أخر قال الجيش الأمريكي في العراق أمس الجمعة إن قوات مشتركة عراقية وأمريكية قامت باعتقال ستة "متطرفين شيعة" متهمين بقيامهم بأعمال قتل طائفية في منطقة حي العامل غرب بغداد من بينهم شخص يترأس مجموعة مكونة من 750 مسلحا. وقال البيان ان قوات من الفرقة السادسة العراقية وقوات أمريكية كانت تقوم بتقديم المشورة اعتقلوا يوم الخميس "إرهابيين يشتبه بقيامهما بعمليات مسلحة احدهما زعيم مجموعة من أفراد ميليشيا." ، وأضاف البيان ان الشخص القيادي المعتقل "يتزعم مجموعة مسلحين يقدر عددهم بأكثر من سبعمائة وخمسين شخصا تقوم بعمليات زرع عبوات ناسفة وعمليات قنص ضد قوات التحالف والمدنيين في منطقة حي العامل." وقال البيان ان "كلا المعتقلين يشتبه بتورطهما في العملية الوحشية التي وقعت في مايو والتي استهدفت سكانا من السنة في مجمع حي صدام السكني والتي نجم عنها مقتل ثلاثة عشر من المدنيين الأبرياء." ، وأضاف البيان ان هناك مزاعم بتورط هذين الشخصين"وارتباطهما بفريق يقوم بتنفيذ الاغتيالات... والمسؤولية عن عمليات اغتيال استهدفت مدنيين أبرياء." وأشار البيان إلى ان معلومات استخباراتية تشير ان هذين الشخصين " يقومان بعملهما بالتعاون مع مقاتلين أجانب ويقدمون المساعدة في إجراء تدريبات على عمليات القنص في إيران." وقال البيان ان عملية أخرى نفذتها قوات عراقية وأمريكية جرت في وقت سابق في منطقة حي العامل أيضا أسفرت عن اعتقال "أربعة متطرفين من أفراد ميليشيا من الشيعة."