عمر السبعأصدر العلماء في المركز البريطاني لدراسة القطب الجنوبي في عام 1985م أول تقرير عن وجود ثقب في طبقة الأوزون فوق خليج هالي.وفي عام 1986م قامت كل من الهيئة الوطنية لإدارة أبحاث الملاحة الجوية والفضاء الأمريكية (ناسا)، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية وبرنامج الأمم المتحدة (أونيب UNEP) بتأسيس هيئة معدل الأوزون لدراسة نفاذ كمية الأوزون في الجو.وللأوزون مركب كيميائي يتألف من جزيئات غير مستقرة تتألف من ثلاث ذرات أوكسجين (O3) ويتكوّن هذا المركب في الجزء الأعلى من الغلاف الجوي عند الطبقة المعروفة علمياً بطبقة الستراتوسفير التي تقع على ارتفاع يتراوح بين تسعة عشر – ثمانية وأربعين كيلو متراً عن سطح الأرض.والأوزون ليس إلا طبقة رقيقة تكمن أهميتها في قدرتها على امتصاص أشعة الشمس فوق البنفسجية وتمنع معظمها للوصول إلى سطح الأرض، وبذا يكون الأوزون الستراتوسفيري مهماً في تنظيم مُناخ الأرض، لما له من تأثير في توزيع درجات الحرارة في الغلاف الجوي لكوكب الأرض.كما أنّ امتصاص الأوزون لأشعة الشمس فوق البنفسجية يمنع حدوث التأثيرات البيولوجية على المواد الطبيعية والصناعية المفيدة للبشر، كما يمنع حدوث التأثيرات الضارة والمحتملة على صحة البشرية وعلى الكائنات الحية البحرية والنباتية وعلى النظم الأيكولوجية الأخرى.وقد تأكد للعلماء أنّ أسباب حرقة العينين وتهيج مجرى التنفس للإنسان وتكون الضباب الدخاني، وارتفاع معدلات سرطان الجلد وأمراض المياه البيضاء (تعتيم عدسة العين) وكثرة الإصابة بالأمراض المعدية الناتجة عن الفيروسات كالجرب، أو الناتجة عن البكتيريا كمرض السل... ناجم عن ثقب في طبقة الأوزون، يعمل على تسرب الأشعة فوق البنفسجية إلى سطح الأرض.لذا هب العلماء لحث الدول على ترميم هذا الثقب، ووقعت قرابة (91) دولة في سبتمبر من عام 1987م على اتفاقية مونتريال التي تقضي بالحد من إنتاج مركبات الكلورو فلورو كربونات، وقد تمّ تنفيذ هذه الاتفاقية في الأول من يناير عام 1989م.وخلال إعادة تقييم اتفاقية مونتريال في عام 1990م أتضح أنّ إنتاج مركبات الكلوروفلورو كربونات قد أنخفض فعلاً في جميع أنحاء العالم، بيد أنّ طبقة الأوزون ظلت متهتكة، وأرجأ علماء البيئة والمهتمون استمرار ضرر طبقة الأوزون إلى قدرة الكلور فلورو كربونات على البقاء في الجو مدة طويلة والتأثير على طبقة الأوزون من ناحية، وعلى أنّ المركبات البديلة للغازات الكلورو فلورو كربونات هي الأخرى ضارة بطبقة الأوزون.. وقد تمّ الاتفاق على إيقاف الكلورو فلورو كربونات كلياً مع نهاية القرن العشرين والبحث عن مركبات بديلة، نظيفة وصديقة للبيئة.إنّ مركبات الكربون الهيدرو كلور فلورية (HCFCS) التي هي بدائل الكربون الكلور فلورية (الفريونات) لها قوة تدميرية للأوزون أقل من قدرة الفريونات بسبب وجود ذرة الهيدروجين التي تجعلها قابلة للتفتت في طبقة الجو السفلي ما يمنع وصول الكلورايد الموجودة فيها إلى طبقة الستراتوسفير، إلا أنّ تأثيرها للاحتباس الحراري للكرة الأرضية لا يزال ضاراً ومؤثراً على سرعة تعاني طبقة الأوزون.. أي المواد المستبدلة يعتقد أنّها تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.ويتكوّن ثقب الأوزون نتيجة تضافر بعض العوامل الخاصة والظواهر المُناخية التي تنفرد بها بعض المناطق الواقعة على القطب الجنوبي (انتار كيتكا)، ففي كل شتاء تقوم الدوامة القطبية بعزل كتلة كبيرة من هواء الستراتوسفير فوق منطقة القطب الجنوبي، ونتيجة لغياب أشعة الشمس في فصل الشتاء في تلك المنطقة، فإنّ الطقس يكون شديد البرودة، مما يشجع على نمو سحابات ثلجية في تلك الكتلة المعزولة محدثة فيها تفاعلات كيميائية خاصة، وعندما تشرق الشمس مرة أخرى في الربيع، فإنّ المواد المحتوية على الكلور والموجودة في حالة خمول تتحول إلى عناصر نشطة وقادرة على تفكيك ذرات الأوزون، وتزداد سرعة هذه العمليات مسببة استنزاف سريع للأوزون حتى تنقشع الدوامة القطبية مشتتة الهواء في اتجاه خط الاستواء.وقد لاحظ العلماء الأمريكان في عام 2006م أنّ طبقة الأوزون بدأت تتماثل للشفاء، على الرغم من اتساع ثقب الأوزون، ويروا أنّ ثقب الأوزون قد يتعافى تماماً بعد مرور خمسين عاماً، إذا لم ترتفع درجة حرارة الأرض، كون ارتفاع درجة حرارة الأرض يؤثر في طول هذه المدة بالتناسب الطردي.وقد قامت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في 15 / 7 / 2007م إطلاق القمر الصناعي (أورا) الخاص في مجال استطلاع البيئة على كوكب الأرض لدراسة طبقات الستراتوسفير والتروبوسفير ودراسة الهواء الذي تنفثه على سطح الكوكب، ومعرفة إذا ما كانت اتفاقية الحفاظ على البيئة مثل بروتوكول مونتريال قد أفلحت في إصلاح ما أتلفه التلوث في طبقة الأوزون.
|
ابوواب
الأوزون أحد المتهمين بالاحتباس الحراري والإضرار بصحة البيئة
أخبار متعلقة