أطرقت وأنا أكتب عن هذه الظاهرة الخطيرة جداً نتيجة لأهميتها البالغة التعقيد دينياً وأخلاقياً وإنسانياً على حدٍ سواء والتي توحي لي بأني جزء لا يتجزأ من المسؤولية وأحد المهتمين بها وأحد الآباء الذين يتحملون على عاتقهم مسؤولية مثل تلك ، وحملاً ليس سهلاً وهو كيف نحافظ على حدقات عيوننا وفلذات أكبدنا وفرحة حياتنا وزينتها أطفال البسمة البريئة والبهجة البديعة وآنسياب الروح والمعنى الحقيقي للحياةهم زهرة البستان الجميلة ونشوة الراحة والاسترخاء هم النعمة على مر الأزمنة والأمكنة والعيش الرغيد هم نظرة الأمل والخلود إلى الاستقرار والأمن والأمان والعزوة هم الانسجام التام في الحب والغرام والإبداع ومعانيه الرقراقة للماء العذب هم طريق السعادة إلى القلب والوجدان هم الطموح إلى المستقبل الواعد إذا أحسنا تربيتهم ،وحافظنا عليهم فلماذا نتركهم يتشردون ويضيعون وتلتهمهم الوحوش الكاسرة والكلاب الضالة ؟ ما فائدة الابن إذا ضاع وضاعت معه رجولته وآدميته وإنسانيته؟ لماذا هكذا نجني المأساة ونتجرع المرارة والحزن والآلام والبؤس والحرمان بأيدينا أم أننا نحافظ عليهم منذ نعومة أظافرهم ونمنحهم السعادة والأمن والأمان؟ أليس هذا السبيل الأفضل لهم وأن نبتعد بهم عن الانحدار إلى عالم الضياع وفقدان حياتهم ، ونكون نحن الجناة عليهم لإطلاق العنان لهم للتسكع في الشوارع بسبب اللامبالاة بهم وأن يخرجوا بسبب ذلك عن قيم وأخلاق مجتمعنا وديننا الإسلامي الحنيف ويقعوا في شوائب ومصائب وعصيان وتمرد كثير من الأمور غير المحببة والأمستوية ! وعراقيل ومطبات ومحن ويبقوا طول حياتهم في بلايا ومشاكل لا لها آخر ولا أول هم في غنى عنها أصلاً.وهذه الأمور تعيقهم تماماً في بناء نفسيتهم وشخصيتهم الآدمية والإنسانية ومستقبلهم يصير مفقوداً وهذا بسبب الآباء والأمهات على حدٍ سواء نرى الآباء والأمهات يعيشون عالمهم بضياع الوقت في مجالس القات والسهر ، ويكون طفلهم هذا أو ذاك قد خسر نفسه وحياته بأكملها منذ صغره ولزم السرير الطبي من الأمراض التي سببها له العمل أو التسكع ، هذا لا سمح الله ، ويكون عاهة على نفسه بدرجة أولى وعلى أسرته وعلى المجتمع محلياً وقد لا يجد من يعيله ويحافظ عليه ويقدم له المساعدة عندما يكون بأمس الحاجة إلى اليد الحانية لتساعده تأخذ بيده وتراه يعيش في دوامة كبيرة مليئة بالأشواك الدامية ويكون فريسة سهلة للنهش في جسمه وهذا ما يحسب له ألف حساب عند الإنسان الحر المتزن الشاري لا البائع ، وفي الأخير لا ينفع الندم بعد فوات الأوان وهذه الأمور يجب أن نتلافاها قبل حدوثها وهذه مهمة وطنية وإنسانية على حدٍ سواء بالغة الأهمية ، توجب علينا مسؤولية كبيرة يجب أن نكون في مستوى تحملها .. كل أب ومرب وأم فاضلة وأخ وأخت وصديق وقريب وبعيد ، لا نتنصل منها أبداً وأن لا نترك الحبل على الغارب لهؤلاء الأطفال القصر المساكين أن يضيعوا أو يضيع مستقبلهم وهذه مسؤولية المجتمع والحكومة والدولة تفرض عليهم تحمل المسؤولية ووضع حدٍ لهذه الظاهرة الخطيرة جداً جداً وأن تسرع للوقوف أمامها والحل السريع لها لا يحتاج لوقت طويل لحلها ، وهذا مصير الأمة اليمنية بحالها لأنها مربط الفرس في جيل المستقبل وعماده لأن بدونهم لا تستطيع أي أمة أن ترى المستقبل بعينه، وأن نجعل لهم المكان والمستقر لا أن نكون حجر عثرة أمامهم لا من قريب ولا من بعيد، نحسسهم بأننا مسئولون وهم صغار السن ، ونبعد عنهم شبح الحرب من خلال تربيتهم ونتعامل معهم معاملة صديق لصديقه حتى نعرف ما بداخلهم وكيف يفكرون وندرس معادنهم وميولهم العدوانية أو الحسنة ، ندخل إلى قلوبهم بعدة طرق وأساليب التربية الصحيحة بقلوب محبة ونحسسهم بأننا لسنا بعيدين عنهم ، نكون إلى جانبهم باستمرار حتى لا يجدوا الفراغ القاتل نوفر متطلباتهم الحياتية والكماليات وندفع فيهم حبهم للصلاة والعبادة وقراءة القرآن والطاعة واحترام الأكبر سناً ، وتبادل المنافع الخيرة مع الآخرين من خلال غرس المفاهيم الدينية والأخلاقية والإنسانية فيهم من خلال الشرح الدائم عن الأسرة الفلانية لأطفالهم كيف أنهم محترمون يحترمون أهلهم وذويهم ، لا نستخدم أسلوب العنف والضرب بل التوجيه التربوي ، ولا نجعل من كل حبة قبة إذا أخطأ أحدهم نأخذه بأسلوب الرحمة والمودة والكلام الطيب وهكذا نعودهم على أسلوب المعاملة النفسية ، لا نجرح كرامة أحدهم أمام الآخر برفع الصوت أو الحديث معه بأسلوب متغطرس فيه النزعة العدوانية ، بل فيه الرأفة والحب والمديح له بأنه ولد مثالي يحترم أخوانه ويحترم أبناء الجيران ويتصرف بهدوء في البيت لا يؤذي أحداً ولا يتسبب في كسر حاجة وهكذا خطوة خطوة حتى نصل معه إلى فهم ما نريد منه أن يفهمه بأسلوب سلس يتماشى وسنه وميوله وحبه للأشياء بذلك نكسبه فيستجيب طوعاً من ذات نفسه لما يراد منه ونكون نحن في الأخير قد كسبناه وكسبنا إصلاحه ...
|
اتجاهات
ظاهرة عمالة الأطفال القصر ومخاطرها
أخبار متعلقة