بغداد/14 أكتوبر/رويترز: وصف طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقي نتائج السنوات الخمس الماضية في ظل وجود القوات الأجنبية بأنها «مؤلمة ومؤسفة.» وقال بيان صادر عن مكتب الهاشمي أمس السبت إن الهاشمي وصف حصاد السنوات الخمس الماضية بأنه «كان مؤلما ومؤسفا»، وأضاف الهاشمي في بيانه «التحسن أو التقدم الطفيف الذي طرأ في جزئية معينة لا يجوز أن يحجب المشهد المحزن والكارثة التي حلت بالعراق». وتأتي تصريحات الهاشمي بعد يومين من الذكرى الخامسة للحرب التي قادتها الولايات المتحدة عام 2003 والتي أدت إلى إسقاط النظام السابق وتأسيس عملية سياسية في العراق رعتها الولايات المتحدة وشملت إجراء انتخابات برلمانية نهاية عام 2005 أدت إلى تشكيل حكومة عراقية في ربيع عام 2006 . وتصريحات الهاشمي أقسى تصريحات يصف فيها مسئول رسمي رفيع الوضع العراقي خلال هذه الفترة. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد وصف حرب العراق في كلمته التي ألقاها قبل يومين في واشنطن أمام مجموعة من كبار ضباط الجيش والمسؤولين في وزارة الدفاع بأنها حققت نجاحات وان هذه «النجاحات لا يمكن إنكارها». وعبر الهاشمي عن فشل السلطات العراقية التي تعاقبت على حكم العراق منذ عام 2003 في تقديم النموذج الذي وعدت به الشعب وقال «المواطن العادي بعد كل هذه السنوات يشعر بالإحباط لأننا ببساطة فشلنا حتى الآن في تقديم النموذج الذي وعدنا الناس به بعد سقوط النظام.»، وأضاف الهاشمي ان هذا «الأمر يستوجب إصلاحا جذريا وعدم الاكتفاء بإصلاحات تجميلية لاتسمن ولا تغني من جوع». وأدت الحرب في العراق خلال السنوات الماضية إلى تداعيات أمنية كبيرة دفعت البلاد إلى شفا حرب أهلية ونتج عنها صراعات طائفية شديدة أدت إلى مقتل عشرات آلاف من العراقيين كما أدت إلى تقسيم البلاد إلى قوى ومكونات طائفية وعرقية وهي حالة لم يألفها العراقيون من قبل.، كما أدت الحرب إلى نزوح ملايين العراقيين داخل وخارج العراق كما تمخضت عن تدمير البنى التحتية للبلاد وعن تدهور خطير وكبير في مستوى الخدمات المقدمة إلى المواطنين. ورغم وجود عملية سياسية وتشكيل حكومة منتخبة إلا ان الأوضاع في العراق مازالت تثير مخاوف لدى الكثير من العراقيين تتمثل في عدم وضوح الرؤية لديهم فيما يتعلق بإمكانية بناء مستقبل أفضل. ومازالت العملية السياسية في العراق تعاني من انقسامات شديدة أدت بالكيانات السياسية التي تشكلت على أساس طائفي أو عرقي إلى تبادل الاتهامات وتحميل كل طرف للطرف الأخر المسؤولية عن فشل العملية السياسية وفشل مشروع المصالحة الوطنية وهو النهج الذي وضعته الحكومة الحالية التي يرأسها نوري المالكي منذ تشكيلها في عام 2006 .، وانسحبت عدة كتل سياسية من الحكومة العام الماضي احتجاجا على «سياسة التفرد» التي تمارسها الحكومة وفي مقدمتها جبهة التوافق والتي يعتبر الهاشمي احد قياديها ورفضت هذه الكتل العودة للحكومة حتى الآن. وأعرب الهاشمي عن استعداد جبهته «للقاء وللتفاوض وللحوار .. في أي زمان ومكان.»، وقال ان المشكلة ليست في إجراء مفاوضات «إنما في نجاح هذه المفاوضات ووصولها إلى غايتها ومراميها .. والقبول بالرأي الآخر ومزيد من المرونة والثقة بالآخرين.»، وأضاف «أن الإصلاح لا يتم إلا بتضافر الجهود وتوحيد الكلمة وتقريب وجهات النظر ولن يتحقق ذلك إلا بالحوار المباشر البناء والصريح والشفاف والجلوس على طاولة المفاوضات.»، وجدد الهاشمي مرة أخرى رفضه مبدأ الانسحاب من العملية السياسية وقال ان «إحباطنا لا ينبغي أن يقرأ أن قناعاتنا في أصل المشاركة السياسية باتت محل نظر إذ إن سنة التدافع والتغيير والحاجة للإصلاح والتصويب والتعديل ..تستدعي هذه المشاركة». ميدانياً قال الجيش الأمريكي إن جنديا ثالثا من جنوده قتل بعد انفجار قنبلة زرعت على جانب الطريق بشمال غرب بغداد أمس السبت ليصل عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا منذ الغزو الذي قادته واشنطن للعراق قبل خمسة أعوام إلى 3996 على الأقل. وكان الجيش قد ذكر في وقت سابق أن جنديين قتلا عندما انفجرت القنبلة في مركبتهما وإن ثالثا أصيب. وقال إن الجندي المصاب توفي في وقت لاحق. وقتل أيضا مدنيان عراقيان في الهجوم.، ومع اقتراب عدد قتلى الجيش الأمريكي من أربعة آلاف فمن المرجح أن يجدد المنتقدون للحرب دعواتهم لسحب الجنود الأمريكيين من العراق على وجه السرعة. والقنابل التي تزرع على جوانب الطرق هي السبب الرئيسي في سقوط قتلى وجرحى من الجنود الأمريكيين. ويأتي الهجوم الأحدث بعد يوم من وفاة جندي أمريكي متأثرا بجروحه بسبب «نيران غير مباشرة» وهو مصطلح يستخدمه الجيش عادة للإشارة لهجمات بقذائف المورتر أو الهجمات الصاروخية.، ورغم ان المخاوف الاقتصادية في الولايات المتحدة تصدرت الصفحات الأولى محل أنباء الحرب إلا ان العراق قضية رئيسية في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر.