القاهرة / متابعات :أطلق الرئيس المصري حسني مبارك شهادة تبرئ ساحة السياسي ورجل الأعمال أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي توفي يوم الأربعاء الماضي، إثر سقوطه من شرفة مسكنه في لندن، إذ أكد مبارك "أن مروان كان وطنيا مخلصا لوطنه، وقام بأعمال وطنية لم يحن الوقت بعد للكشف عنها ولكنه كان بالفعل مصريا وطنيا ولم يكن جاسوسا على الإطلاق لأي جهة".وقال مبارك في تصريحات لرؤساء تحرير الصحف الذين رافقوه خلال رحلة العودة من "أكرا" بعد مشاركته في القمة الأفريقية التاسعة، إن ما نشر عن أشرف مروان وإبلاغه لإسرائيل بموعد حرب أكتوبر 1973م لا أساس له من الصحة، مؤكدا أنه "لم يكن هناك أحد يعلم ساعة الصفر لاندلاع حرب أكتوبر سوى الرئيس الراحل أنور السادات ووزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة وقادة القوات الجوية والبرية والبحرية والدفاع الجوي"، وفق التصريحات المنسوبة للرئيس المصري.ومضي مبارك قائلاً : إنه كقائد للقوات الجوية أثناء حرب أكتوبر، سلم إلى كبار القادة في القوات الجوية مساء يوم 5 أكتوبر مظروفا يحتوي كافة التعليمات المطلوب تنفيذها في اليوم التالي للقيام بالضربة الجوية في الموعد المحدد وطلب منهم عدم فتح هذه المظاريف إلا في صباح اليوم التالي "السادس من أكتوبر" وبالفعل انطلقت الطائرات المصرية من مطارات مختلفة في أنحاء الجمهورية إلى قلب سيناء ظهر السادس من أكتوبر وقصفت مراكز قيادة العدو وفتحت الطريق أمام النصر .
جمال مبارك يواسي عقيلة اشرف مروان إبنة الزعيم جمال عبدالناصر
وأضاف مبارك أن عنصر المفاجأة في حرب أكتوبر كان أحد العناصر الهامة لتحقيق النصر وأن إسرائيل اعترفت بأنها تعرضت لخدعة كبرى ولم تتمكن من معرفة ساعة الصفر بالضبط ما ساعد على نجاح القوات المصرية في تحقيق النصر .وحول التحقيقات الحالية في بريطانيا حول ملابسات مصرع أشرف مروان إثر سقوطه من شرفة مسكنه ، قال مبارك إننا سنتابع التحقيقات لمعرفة حقيقة ما يجري بالضبط، وأضاف مبارك "أنني لا أشك إطلاقا في وطنية مروان وكنت أعلم تفاصيل ما يقوم به لخدمة وطنه أولا بأول".وكان مسؤولون سابقون في المخابرات الإسرائيلية (الموساد) قالوا إن مروان كان المصري الذي أبلغهم بأن مصر وسوريا توشكان على مهاجمة القوات الإسرائيلية في أكتوبر عام 1973م.وقال جاد شيمرون وهو ضابط سابق بالموساد تحول إلى مؤرخ إن الموساد اشتبه في أن مروان عميل مزدوج وإن إسرائيل قررت ألا تأمر بتعبئة عامة.وكانت صحيفة تايمز البريطانية قالت إن مروان الذي كان زوجا لمنى ابنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر كان يخشى على حياته بسبب مزاعم التجسس التي ظهرت على السطح قبل ثلاثة أعوام ولكنها أضافت أن هناك تكهنات أيضا بأنه ربما انتحر بعد أن علم بأنه مريض بمرض خطير.
المشيعون يقرأون الفاتحة على روح الفقيد
وباشرت محكمة في لندن الجمعة تحقيقا قضائيا حول ملابسات وفاة أشرف مروان وهو صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.ويعتقد ان الملياردير الراحل "سقط" من على شرفة شقته في لندن الأربعاء. وأعلنت شرطة سكوتلنديارد انها تتعامل مع هذه الوفاة على أنها "غامضة".وذكرت وسائل إعلام مصرية وإسرائيلية ان مروان ربما كان عميلا مزدوجا لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) أثناء حرب أكتوبر 1973م، وهذه الاتهامات وردت في تقرير لوزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر حول هذه الحرب، كما وردت في كتاب أصدره رئيس الاستخبارات الإسرائيلية خلال الحرب ايلي زريعي.ومع أن السلطات المصرية لم تعلق على الفور على وفاة أشرف فإن مراسيم تشييعه ارتدت طابعا رسميا، حيث شارك فيها الأحد حشد من كبار المسؤولين السياسيين، من بينهم جمال مبارك نجل الرئيس المصري. كما حضر الجنازة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي.