بعد أن استفحلت أوجاعه
حسن عياشلم تكن الحيثيات التي أثارها الحكم الشاب / أحمد الوحيشي قبل لقاء التلال ووحدة عدن على كأس الثورة (26 سبتمبر) مساء الثلاثاء الماضي لتمر مرور الكرام لو أن هناك من يقيس الأمور بمكيالها الصحيح ويعطي الأشياء حق قدرها خاصة وأن تلك الحيثيات لم تكن تتعلق سوى بالملعب العتيق الذي عرفه كبارنا بالمدرج البلدي وعرفناه بعدهم باسم ملعب الشهيد الحبيشي تخليداً لذكرى أحد شباب الحركة الرياضية الذين كانوا في مقدمة الركب في الابداع والفداء .نعم .. ما كان لتلك الحيثيات أن تمر مرور الكرام لو كان بيننا من تستحثه مثل تلك المواقف ويهب غيرة على التاريخ وإن كان من حجارة صماء لاسيما بعد أن تأكد الجميع أن الحكم الشاب الذي أمتنع عن إطلاق صافرة البداية للمباراة كان يملك كل الحق في موقفه ذاك نظراً لوضع الأرضية الترابية التي لم تكن صالحة للعب ولا لمجرد الجري ناهيك عن عدم صلاحيتها لممارسة الابداع الذي ما كان لاحد أن يطالب به وسط تلك الظروف .أما وقد أقيمت المباراة تحت الحاح القائمين عليها وبضغط من الظروف فإن أصل المشكلة التي كادت تلغي المباراة لم يتغير ولا يجب أن يتغير إنطلاقاً من أهمية الملعب كصرح رياضي تاريخي كبير ونظراً لضرورة إيلائه العناية والاهتمام اللازمين بعد أن أصبح في حال غير الحال على كل الأصعدة ومن كل النواحي وبات يحتاج للصيانة الشاملة الكاملة حتى يعود مرفقاً رياضياً فيه الشكل مع المضمون وتتساوى فيه روعة الجوهر مع جمال المنظر .لقد طال الحديث عن صيانة الملعب وتحديداً أرضية الملعب التي أصبحت لا تطاق بعد أن تصحرت ثم ها نحن اليوم ومنذ أشهر نسمع عن مشكلة الإنارة التي تحتاج إلى إعادة تأهيل والتي راوح فرع اتحاد الكرة بين الفشل وما يقاربه و هو يبحث لها عن حل تارة لدى مصافي عدن وحيناً عند إدارة الكهرباء ناهيك عن المرافق البسيطة التي لم تعد تصلح لما أوجدت من أجله ، وباختصار فقد أصبح هذا الملعب أي شيء آخر إلاّ أن يكون ملعباً لكرة القدم فاخرنا به ذات يوم وقارعنا بأقدميته التاريخية دولاً أضحت اليوم تملك الدرر وتتباهى بالجواهر الرياضية .نعلم أن ثمة وعوداً نعتز بمواقف أصحابها قد أطلقت وندرك أن الكثير من الكلام قد قيل في تمجيد هذا المرفق وتعظيم أهميته لكننا ومن خلال حرقتنا واحتراقنا بنار الوضع الذي آل إليه نسأل الجميع ونناشدهم بأن ينبروا إلى ساحة الفعل بعد كل الأقوال وأن يهبوا لإعادة الحياة المثالية إلى هذا الصرح إن كانوا فعلاً جادين فيما يعدون .. نناشدهم ونحن نعيد التذكير أن الملعب يحتاج إلى عمل شامل وجهد كامل في كل تكويناته حتى يعود ملعباً أما الحلول الجزئية فلانظنها تكفي إلاّ بمقدار ما قد يفعله العطار في عجوز فعل فيها الدهر ما فعل بل وزاد العابثون فوق فعل الدهر ولم يبالوا .. فهل من مجيب ؟؟