دراما الجاسوسية تعود إلى الشاشة الصغيرة
القاهرة /14اكتوبر/ وصفي أبو العزم لاشك أن كشف جهاز المخابرات المصرية عدداً من شبكات التجسس الإسرائيلية في مصر خلال السنتين الأخيرتين قد شجع صناع الدراما المصرية وفتح شهيتهم إلي العودة إلي إنتاج أعمال من هذا النوع التي خلت منها الساحة التليفزيونية لفترة، حيث كانت آخر تلك الأعمال مسلسل العميل رقم “1001” وكرد فعل علي التفوق المخابراتي المصري تم الإعلان عن إنتاج ثلاث مسلسلات تتناول بشكل أساسي موضوعات عن الجاسوسية وهي “العنكبوت” و”يا عزيز عيني” و”سامية فهمي” هذه المسلسلات من المتوقع أن تعيد دور التليفزيون المصري في حشد الرأي العام المصري تجاه قضايا هذه المسلسلات فضلاً عن أنها أعمال بطبعها تتحلي بالإثارة وتحقق جاذبية المشاهد. كما حققتها المسلسلات السابقة في هذا المجال وعلي رأسها مسلسل رأفت الهجان لمحمود عبدالعزيز “ودموع في عيون وقحة” لعادل إمام “والتعلب” لنور الشريف “والسقوط في بئر سبع” فما تفاصيل هذه الأعمال الجديدة.. ؟ هذا ما سوف نتعرف عليه خلال السطور القادمة .[c1]العنكبوت[/c]انتهت مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة من تصوير مسلسل “العنكبوت” المأخوذ عن قصة تحمل الاسم نفسه للدكتور عمرو عبدالسميع، وأعد له السيناريو والحوار محمد الباسوسي، والإخراج لإبراهيم الشوادي ، وكان يفترض عرضه خلال العام الماضي، ولكن تأخر تصويره لأجل عرضه إلي العام الحالي ، وتم تسويقه أيضاً لأحد الفضائيات.تدور أحداث المسلسل حول مجموعة من المصريين يعيشون في أمريكا، بينهم صحفي وراقصة وخبيرة اقتصادية يتصلون بهيئة التمويل الدولية المتخصصة في إعطاء قروض للقطاع الخاص بدول ما وراء البحار، ويشكلون شبكة عنكبوتية في مجال تنظيم المعلومات بدعوي التعاون مع الدول النامية، ليكتشفوا في النهاية تورطهم في أكبر شبكة جاسوسية، وتتم محاكمتهم بتهمة التخابر لصالح إحدي الدول الأجنبية.ويرصد المسلسل العديد من الجوانب التي تؤكد الأحداث اتحادها جميعا في العمل علي تخريب الدول داخليا بهدف السيطرة عليها ومنها غسيل الأموال ودعم الفساد والصحافة غير الشريفة وابتزاز العقول المهاجرة وطرق تجنيد الجواسيس.يشارك في بطولة المسلسل أحمد عبد العزيز ومحمد رياض ونيرمين الفقي وسلوي خطاب وجيهان فاضل وجيهان راتب وأحمد وفيق وأحمد خليل ووفاء مكي وطارق عبد العزيز وبسام رجب ويتم تصويره ما بين القاهرة وعدد من المدن المصرية بينها شرم الشيخ التي يتم تصوير مشاهد الولايات المتحدة الأمريكية بها.وقال كاتب السيناريو محمد الباسوسي إن الأحداث تدور خلال ثلاثة عقود تبدأ من السبعينات من القرن العشرين وتمتد حتي الوقت الحاضر وتناقش العديد من التغيرات المجتمعية التي شهدتها مصر علي مدار تلك السنوات والتي شهدت أيضا الكثير من التغيرات الإقليمية والدولية.وحول الجاسوسية ، أوضح الباسوسي أن اكتشافه في الأحداث يأتي متأخرا حيث إن من خططوا للأمر يتبعون أسلوبا جديدا يعتمد علي جمع المعلومات لصالح قاعدة بيانات شركة عملاقة بينما الشركة بالأساس مجرد واجهة للتجسس. وأوضح الباسوسي انه يريد ان يقول في هذا المسلسل إن هناك اسبابا ادت إلي احداث تغييرات في الشخصية المصرية بوجه عام ، و إن تناوله للتمويل الأجنبي لا يعني أنه كله مشبوه، وإنما المسلسل يقصد بعضها فقط دون ان يحدد ما هي؟ وقال الفنان أحمد عبد العزيز إنه يقدم دور سيد شندي الذي نشأ في بيئة فقيرة لكنه نبغ في دراسته حتي عين بالجامعة قبل أن يسافر للحصول علي درجة الدكتوراة من أمريكا التي يستقر بها ويتزوج إحدي خبيرات الاقتصاد التي تتيح له فرصة دخول مجال المال والأعمال لكنه في الوقت نفسه يتعلق بفتاة مصرية تعمل هناك كراقصة. وتقدم الممثلة سلوي خطاب شخصية جنيفر الأميركية الجنسية والتي تقدم الدعم لبعض المراكز البحثية في مصر وتتجسس بطريق ملتوية من خلال مراكز البحث إلي أن يتم كشف أمرها في النهاية.الممثلة جيهان فاضل تقدم شخصية عطيات وهي فلاحة بسيطة تعمل موظفة في محلات عمر أفندي الشهيرة في مصر وتحب الصحفي عبده دسوقي منذ أن كانا صغيرين لكنها تكتشف جشعه ووصوليته بعد أن يكبرا فتتغير تجاهه.[c1]سامية فهمي[/c]أما العمل الثاني هو مسلسل “سامية فهمي” وتدور قصته حول فتاة وطنية عملت لمصلحة الاستخبارات المصرية، قبيل حرب أكتوبر 1973 ، وكتب الرواية منذ سنوات صالح مرسي، أشهر مؤلفي دراما الجواسيس، لكنه لم يحولها آنذاك إلي نص تليفزيوني قابل للتنفيذ الفوري ، وها هو المشروع يدخل حيز التنفيذ، بعدما أعلن بشير الديك انهماكه بكتابة السيناريو الذي رشّح نادر جلال لإخراجه. وأكد المنتج محمد شعبان أن منة شلبي وافقت علي لعب دور البطولة النسائية فيما رشح كل من أحمد السقا وهاني سلامة وخالد النبوي للبطولة العالمية، لكن القائمة النهائية ستعلن بعد الانتهاء من كتابة السيناريو.وتوقع شعبان أن تصل ميزانية المسلسل إلي 16 مليون جنيه بسبب طبيعة الدراما المخابراتية ذات التكاليف الباهظة، إضافة إلي الاستعانة بنجوم السينما المعروفين بأجورهم العالية.يؤكد الكاتب بشير الديك أن سامية فهمي ليس الاسم الحقيقي للشخصية، لكن الراحل صالح مرسي، صاحب “رأفت الهجان”، هو من اختار هذا الاسم· علماً بأنها لم تكن جاسوسة بالمعني المألوف للكلمة، بل فتاة ارتبطت بشاب ضعف أمام الإغراءات الإسرائيلية، ثم نجحت الاستخبارات المصرية في تجنيد الحبيبة للإيقاع بخطيبها الخائن، علي أن تستمر مدة الأحداث أربعة أشهر فقط. وأكد الديك أن “سامية فهمي” الحقيقية ما زالت علي قيد الحياة، وسيحاول اللقاء بها للاقتراب أكثر من عمق الشخصية.ويعدّ المسلسل عودة قوية لمنة شلبي إلي شاشة التلفزيون بعد آخر أعمالها “سكة الهلالي”، مع القدير يحيي الفخراني وقد كان للمرأة حط وافر في أفلام ودراما المخابرات فقد لعبت الراحلة مديحة كامل دورها وجسدت في فيلم “الصعود إلي الهاوية” (إنتاج 1978) شخصية هبة سليم التي جنّدها الموساد الإسرائيلي قبل أن تقع في يد الاستخبارات المصرية· كذلك قدمت إسعاد يونس في “السقوط في بئر سبع”، دور زوجة الجاسوس الخائن، وهي جندت ابنها أيضاً في الشبكة ذاتها.وبشير الديك.. مرتبط أيضا بكتابة مسلسل “سامية فهمي” وهو من ملف المخابرات المصرية وستلعب بطولته منة شلبي مع مجموعة من شباب السنيما الصغار وهو عن قصة لصالح مرسي ودارت أحداثها في الستينيات وكانت قضية من قضايا التخابر بين مصر وإسرائيل. وقالت منة شلبي : رشحني السيناريست بشير الديك لبطولة المسلسل والذي يدور في إطار الجاسوسية في فترة الستينات حول إحدي بطولات جهاز المخابرات العامة المصرية، وهو آخر ما كتب الراحل صالح مرسي، وهو دور يعيدني بقوة إلي الدراما التليفزيونية.ثالث هذه المسلسلات هو مسلسل “ياعزيز عيني” والذي يقول عنه مؤلفه ومخرجه مدحت السباعي : اخترت فترة تاريخية مهمة جداً من تاريخ مصر من سنة 1935 وحتي 1945 ، وخلال تلك السنوات العشر حدثت أكبر عملية تجسس في القرن العشرين وهي عملية “كون دور” التي قامت بها المخابرات الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية، وتمت في مصر ضد الانجليز ، وكان هدف الألمان هزيمة الانجليز والسيطرة علي مصر بدخولها من الصحراء الغربية، لكن هذا لم يحدث وانتصر الانجليز علي الألمان في موقعة العلمين سنة، 1942 وبعدها أحكم الإنجليز قبضتهم علي مصر، وأعطوا اليهود أرض فلسطين عام 1948، وتم تقسيم الوطن العربي إلي دول، فأصبحت الشام مثلاً ثلاث دول هي سورية وفلسطين والأردن ، وقد قررت كتابة هذا العمل في تلك الفترة تحديداً لأن التاريخ يعيد نفسه وإن اختلفت الظروف، لكن الأهداف الاستعمارية واحدة فالعراق يتعرض للتقسيم، وكذلك السودان في دارفور.وأضاف السباعي: من خلال الأحداث نرصد ملامح الحياة السياسية والاجتماعية والعسكرية لمصر في تلك الفترة الحساسة من التاريخ، كما نسلط الضوء بشكل أساسي علي عملية التجسس “كون دور” والتي اعتمد الألمان فيها علي تجنيد راقصات الملاهي الليلية باعتبارهن صديقات للجنرالات الانجليز الموجودين في مصر، وكن مصدراً مهماً للمعلومات وتتركز الأحداث بشكل أساسي علي الضابط عزيز المصري الذي خدع المخابرات الألمانية والإنجليزية وعمل لصالح بلده مصر، وهو بطل قومي لكن كان هناك تعتيم عليه ولأول مرة يتناوله عمل تلفزيوني· أما بطلة العمل ميس حمدان فتقوم بدور الفنانة درية سالم التي تتورط في عملية التجسس.وقال السباعي إن تفاصيل تلك العملية التجسسية موجودة في ملفات المخابرات البريطانية والأمريكية والألمانية، ولذا فقد قرأت مذكرات عزيز المصري في كتاب البحث عن الذات الذي كتبه الرئيس الراحل أنور السادات ، وبالتالي فالمعلومات التاريخية موثقة، ولذلك لم أفكر في عرض النص علي أي مؤرخ. ويؤكد المنتج صلاح الشرنوبي أنه رصد ميزانية مبدئية قدرها بـ(12 مليون جنيه) لإنتاج مسلسل “ يا عزيز عيني” ، وذلك بعد أن أعلن الفنان فاروق الفيشاوي موافقته النهائية علي القيام ببطولة العمل، الذي ينتج بالمشاركة مع مدينة الإنتاج الإعلامي ، ويشارك في بطولة العمل إلي جوار الفيشاوي وميس حمدان وعزت أبوعوف ويوسف فوزي وتامر هجرس.و المسلسل تدور أحداثه خلال فترة الأربعينات في إطار اجتماعي تاريخي، وهذا يعني أنه يحتاج ميزانيات للملابس والإكسسوارات والديكورات والسيارات حتي تعكس ملامح تلك الفترة· وهي ميزانية تقديرية واذا تطلب الأمر سوف نزيدها بحيث يخرج العمل في أفضل صورة والعمل ثاني تجربة إنتاج درامي للشركة بعد مسلسل “آن الأوان” بطولة وردة والذي حقق نجاحاً كبيراً، وفي تجربة “يا عزيز عيني” قررنا تسويق العمل قبل بدء التصوير فقمنا ببيع حق العرض الحصري الأول له إلي محطتي فيوتشر و أبوظبي اللتين ستعرضانه خلال رمضان المقبل، وهذه المرة حرصنا علي التسويق مبكراً قبل زحمة رمضان حتي لا نغامر بهذه الميزانية الكبيرة.