ذو الفقارعلي بوتو سياسي باكستاني شهير، حفلت حياته السياسية بالعديد من الأحداث، والتي انتهت بصدور حكم بإعدامه في إبريل 1979م، تمكن من شغل العديد من المناصب والتي وصل لأعلاها حتى أصبح رئيسا للبلاد عام 1971م، اخترق بوتو الحياة السياسية في فترتي الستينات والسبعينات وكانت له العديد من الإسهامات السياسية.ولد بوتو في عام 1928م بإقليم السند، والذي أصبح تابعاً لباكستان بعد عام 1947م، لعائلة ثرية رفيعة المستوى، وكان بوتو هو الابن الوحيد للأسرة، والده هو السيد شاه نواز بوتو وهو أحد الشخصيات الباكستانية المعروفة.التحق بوتو بالمدرسة العليا لكاتدرائية بومباي وذلك لتلقي تعليمه الأولي، ثم انتقل للولايات المتحدة الأمريكية من أجل إكمال دراساته العليا في العلوم السياسية بكل من جامعتي كاليفورنيا الجنوبية عام 1947م، وبركلي عام 1949م، كما تمكن من نيل شهادة أخرى في الحقوق من جامعة أكسفورد البريطانية.بدأت الحياة العملية لذو الفقار بوتو بعد انتهائه من الدراسة فعمل في مهنة المحاماة، ثم قرر اختراق الحياة السياسية فكانت له العديد من المواقف الرافضة للدعاوي الانفصالية التي نادت بالانفصال بين كل من باكستان الغربية وباكستان الشرقية وكان ذلك في عام 1954م.وبدأ ظهور ذو الفقار بوتو يلمع ويبرز أكثر بعد قيامه بالسفر ضمن الوفد الباكستاني وذلك لحضور جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1957م، حيث قام فيه بإلقاء خطاب رسمي يدور موضوعه عن العلاقات الهندية الباكستانية، كما قام برئاسة وفد أخر لبلاده في أول مؤتمر دولي يعقد في جينيف بسويسرا، وذلك تحت إشراف الأمم المتحدة عام 1958م لمناقشة القانون الدولي للبحار.شغل ذو الفقار عدد من المناصب الوزارية والتي كان أولها شغله لمنصب وزير التجارة في حكومة الرئيس إسكندر علي ميرزا في عام 1958.ثم أصبح وزيراً للخارجية في الفترة ما بين 1963 – 1966م وكانت له العديد من الإنجازات في هذه الفترة والتي نذكر منها : الزيادة من فاعلية السياسة الخارجية الباكستانية ضمن دول عدم الانحياز، كما تمكن من الوصول لاتفاقية للحدود مع الصين في الثاني من مارس عام 1963، وعمل على تطوير العلاقات بين كل من باكستان وعدد من الدول مثل تركيا وإيران وعدد من الدول العربية. خاض ذو الفقار غمار الحياة السياسية وكانت له مواقفه في القضايا المختلفة، والتي أتى على رأسها مشكلة كشمير والتي عاصرها في فترة توليه منصب وزير الخارجية، و تعرض بوتو للاعتقال عام 1968 نظراً لهجومه المتكرر على الحكومة وعلى سياساتها وانتقاده الدائم لها، فقضى بالمعتقل حوالي ثلاثة أشهر، وعلى الرغم من هذا فقد كان للانتقادات التي وجهها بوتو للحكومة بالغ الأثر على الشعب الذي تزايد غضبه ضد الحكومة والحاكم أيوب خان حين ذاك ، حيث اجبر على تقديم استقالته في 25 مارس 1969م، ليتولى السلطة من بعده أغا محمد يحيي خان القائد العام للجيش الباكستاني. و جاءت الحرب الثانية بين كل من باكستان والهند في عام 1971م، والتي ترتب عليها انفصال باكستان الشرقية وسميت باسم بنجلاديش، وبعد الانفصال قام الرئيس أغا محمد يحيي خان بتقديم استقالته في 20 ديسمبر 1971م، ليأتي من بعده بوتو لتولي الحكم ومسك زمام الأمور في البلاد، حيث فاز حزبه بأغلبية الأصوات في باكستان الغربية وذلك في الانتخابات التي جرت في ديسمبر عام 1970م . تعرضت باكستان لحالة من الفوضى والاضطراب، وبدأت المعارضة لحكم بوتو تتزايد، وتدهورت الأوضاع السياسية سريعاً بعد ذلك، وشبت المظاهرات وأعمال العنف في أنحاء البلاد الأمر الذي دعا بوتو للاستعانة بالجيش من أجل قمع المظاهرات والعنف، إلا أن بعض رجال الجيش رفضوا الانصياع لأوامره، وتشكلت حركة انقلاب عسكري ضد الرئيس بوتو بقيادة الجنرال ضياء الحق وذلك في عام 1977، وأعلن الجيش سبب قيامه بهذا الانقلاب وذلك من أجل وضع حد لحالة التدهور التي اجتاحت البلاد. وتم إلقاء القبض على بوتو وإيداعه أحد السجون بتهمة الابتعاد عن الممارسات الديمقراطية، كما تم وضع ابنته بنظير بوتو تحت الإقامة الجبرية، وتم تنفيذ حكم الإعدام فيه في إبريل عام 1979م، وهو في الواحد والخمسون من عمره.تزوج ذو الفقار بوتو مرتين المرة الأولى كانت من ابنة عمه السيدة آن هيريس وهو في الثالثة عشرة من عمره ولم يرزق منها بأولاد، ثم تزوج مرة أخرى من السيدة نصرت أصفهاني وذلك في عام 1951م، وأنجب منها أربعة أبناء والتي تعد السيدة بنظير بوتو من أشهرهم، حيث دخلت إلى معترك الحياة السياسية لتخوض فيها معركة جديدة خاصة بها فأصبحت رئيسة للوزراء في باكستان في عام 1988م لتبدأ حياة سياسية حافلة.
شخصيات خالدة
أخبار متعلقة