اتخذت مدينة القدس أول اسم لها وكان (يبوس) نسبة إلى اليبوسيين الذين غزوها قبل حوالي خمسة آلاف سنة ،واليبوسيون هم فرع من القبائل الكنعانية،التي انتقلت من الجزيرة العربية في أواسط الألف الثالثة قبل الميلاد،واستوطنت فلسطين وساحل بلاد الشام،وقد عرفت فلسطين بإسمهم وسميت أرض كنعان.اليوم مدينة القدس تتعرض للتهويد والأقصى يتعرض للهدم والإنتهاكات متواصلة وبالتأكيد لم تكن وليدة اللحظة،ولكنها بدأت مع بداية الاحتلال للضفة الغربية وقطاع غزة عام1967م وما زالت مستمرة.لقد اتخذت هذه الإنتهاكات أشكالاً متعددة ومختلفة،ولكنها ذات جوهر واحد يشكل خطوة على طريق الهدف الصهيوني المتمثل في تهويد مدينة القدس،بعد أن يتم هدم المسجد الأقصى،وإقامة ما يسمى هيكل سليمان على أنقاضه،هذا الهدف عبر عنه دافيد بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني،عندما قال:(لا معنى لإسرائيل دون القدس ولا معنى للقدس دون الهيكل) وللدلالة على هذا الموضوع،فقط أشير إلى ما قام به وزير الحرب الأسبق موشى دايان بوضع نظام خاص لإدارة شؤون الأقصى،وعمد للإحتلال بموجبه لسلطات الوقف الإسلامي بإدارة شؤون الأقصى دينياًكما تم بموجبه قيام سلطات الإحتلال بالإستيلاء على مفتاح باب المغاربة،والسيطرة على هذا الباب الذي يعتبر أحد أبواب الأقصى يعني دخول اليهود من هذا الباب أصبح مسموحاً وشيئاً عادي منذ صدور هذا النظام. وخلال كل الأعوام الماضية كان هذا الباب يمر اليهود عبره ويدنسون ساحة الأقصى وينهكون حرمته. ولمزيد من الدلالات أيضا الخطوة التي قام بها جيش الاحتلال في1967/6/11م عندما قامت جرافاته بهدم حي المغاربة الملاصق للأقصى وتشريد سكانه. وما يجري اليوم من طرد للمواطنين من بيوتهم ومن مصادرة الأراضي في القدس،ومن حفريات أسفل الأقصى،ومن بناء مستوطنات وكل الإجراءات والقوانين التي تسن في القدس،إنها تهدف لتحقيق الفكرة الصهيونية اليهودية على انقاض الأقصى. إلى متى سننتظر،وما هو الموقف العربي،ما هو الموقف الإسلامي أين نحن في منظمة التحرير الفلسطينية،أين هو الموقف الدولي،أين المنظمات الدولية وحقوق الإنسان.؟! عندما يعرف نتنياهو أن لاخيار أمام كل هؤلاء إلا خيار الاستسلام والحوار،بالتأكيد سيستمر في مخططه،وعندما يدعو السيد أوباما إلى تطبيع عربي مقابل فقط إيقاف مؤقت للاستيطان ويجد من يطبل له يزداد التمادي الصهيوني بكل أشكاله .
يريدون تهويد القدس
أخبار متعلقة