العروسي في محاضرة بجامعة صنعاء
صنعاء/ أنور حيدر: قال الدكتور محمد علي العروسي أستاذ الآثار والعمارة اليمنية بجامعة صنعاء ورئيس هيئة الآثار والمتاحف السابق إن الأربطة اليمنية تختلف عن غيرها من الأربطة التي ظهرت في العالم الإسلامي من حيث الدور العظم . مضيفاً في محاضرة في الجمعية الفلسفية بصنعاء تحت عنوان ( أربطة العلم في اليمن) أن الأربطة اليمنية ومن خلال دراسته لها ولبعض الأمثلة التي لاتزال قائمة كانت عبارة عن مدارس أو كليات للعلوم الدينية وقامت بعض الشخصيات الميسورة بإنشائها لبعض مشاهير الأولياء ومشايخ الصوفية الذين كانت تعتقد بولايتهم. وأوضح أن العديد من الفقهاء ومشايخ الصوفية قاموا ببناء أربطة علم تكفلوا بالإنفاق عليها وتولوا التدريس فيها وتلقي طلابها العلم على يد هؤلاء المشايخ مختلف العلوم الدينية في هذه الأربطة كما وفرت الأربطة للقادمين من مناطق بعيدة الغذاء والمسكن وبعض منها تقدم لهم مبالغ مالية رمزية تعينهم على شراء احتياجاتهم الضرورية وقال إن الأربطة في اليمن كانت عبارة عن مؤسسات تعليمية صوفية مستقلة عن السلطة تماماً يدير شؤونها وينفق عليها مشايخ وفقهاء صوفية. وأرجع الدكتور محمد العروسي تاريخ ظهور أقدم الأربطة في اليمن إلى القرن الثالث - الرابع الهجري / التاسع - العاشر الميلادي وأن رباط ( كثيب يراميس أن محافظة أبين أقدم هذه الأربطة. وأشار إلى أن الأربطة انتشرت وازدهرت في عصر الدولة الرسولية من القرن السابع إلى القرن التاسع الحجري ومن أشهرها أربطة مدينة عدن منها : رباط (الأبيني ) الذي بناه الفقيه أبوبكر بن الفقيه رباط (الصوفي) الذي بناه الشيخ الصالح أبو محمد بكر بن محمد .. وفي مدينة لحج رباط لحج الذي بناه الشيخ بن قادر ومن الأربطة التاريخية رباط (الحقل) بصهباته - رباط (المقداحة ، في إب ، رباط (أثعب) و(الصفاء) بالبيضاء ، رباط (الواحدي) و(حمير) و(النهاري) و(عصلبة) في ريمة. ونبه إلى أن الأربطة انتشرت في اليمن منذ منتصف القرن السابع الهجري في تهامة ومناطق المرتفعات الجبلية الغربية والوسطى والجنوبية وظهرت بعد ذلك في عدن وحضرموت. وقال أستاذ الآثار والعمارة اليمنية بجامعة صنعاء إن رباط النهاري بمحافظة ريمة والذي أنشأه الشيخ / محمد بن عمر بن علي النهاري من أقدم الأربطة اليمنية التي لا تزال مكوناتها المعمارية قائمة وفي حالة جيدة حتى يومنا هذا وبين أن من أشهر الأربطة اليمنية المعروفة لليوم في محافظة حضرموت رباط سيئون وفي مدينة يريم ما كان يعرف بأزهر حضرموت. وأكد الدكتور العروسي أن أربطة العلم في اليمن تميزت بنشرها للعلوم المختلفة وانتهاجها سياسية الانفتاح ونشر ثقافة التسامح وانتقلت عبر تاريخها الطويل في طلبها العلم من كل الأطياف ، ولم يكترث شيوخ هذه الأربطة ومعلموها لمذاهب طلابهم أولاً لوانها أو لمناطقهم بل ومن لطريقتهم الصوفية. وأشار إلى أن تاريخ إنشاء الأربطة الأولى في العالم الإسلامي تعود إلى النصف الثاني من القرن الثاني الهجري .يذكر أن (الرباط) لفظاً نفس في الأصل ربط الخيل وإعدادها وملازمة ثغور الدولة الإسلامية ومنافذها البرية والبحرية جاءت التسمية من القرآن الكريم وتطلق هذه التسمية على منشأة معمارية ظهرت في بداية العصر الإسلامي وكانت عبارة عن بناء عسكري وديني خصص لإقامة المتعبدين والمتطوعين للدفاع عن بلاد الإسلام والجهاد في سبيل الله.