اتلانتا (جورجيا)/14 أكتوبر/ ماثيو بيج: كان الطريق الذي قاد أمريكيون من أصل إفريقي للانخراط في الحياة السياسية ومكن المرشح الديمقراطي باراك اوباما في نهاية المطاف من القيام بمسعى جاد لدخول البيت الأبيض طويلا وشاقا. فبعدما أنهى إعلان تحرير العبيد عام 1863 الرق أتاحت سلسلة من القوانين والتعديلات على الدستور الأمريكي انتخاب هيرام ريفلز عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1870 عن مسيسبي ليكون أول عضو أمريكي من أصل إفريقي يدخل الكونجرس، لكن قليلين من الأمريكيين السود دخلوا مجلس الشيوخ أو شغلوا منصب حاكم ولاية منذ ذلك الحين بل ان معظم من وجدوا مكانا على بطاقة ترشيح في انتخابات الرئاسة لم تكن أمامهم فرصة للفوز. كان فردريك دوجلاس ابعد من يتصور أن يجد اسمه على بطاقة رئاسية. فقد ولد عبدا في ماريلاند عام 1818 وعلم نفسه القراءة وهو مالم يكن يسمح به القانون للسود في ذلك الحين وتعارك مع أحد أصحاب الرقيق وجلد مرارا. وفر دوجلاس إلى نيويورك في عام 1838 حيث أصبح محاضرا بارزا وناشرا لصحيفة وداعيا مطالبا بإلغاء الرق ومدافعا عن حقوق المرأة. وحقق الكتاب الذي يسرد فيه قصة حياته أكبر مبيعات وكان مستشارا للرئيس الأمريكي الأسبق أبراهام لنكولن خلال الحرب الأهلية وألقى تأبينا مؤثرا في جنازة لنكولن. وحين خاضت فيكتوريا وودهل انتخابات الرئاسة عن حزب الحقوق المتساوية في عام 1872 اختارت دوجلاس لمنصب نائب الرئيس. ولم يعترف دوجلاس قط بوجوده على بطاقتها الانتخابية ولم يشارك في الحملة الانتخابية لأنه كان من مؤيدي الرئيس في ذلك الحين يوليسيس جرانت. ويقول اريك فونر وهو من الخبراء البارزين الدارسين لهذه الحقبة « كان الهدف إثارة ضجة دعائية للفت الانتباه للقضايا التي تؤمن بها.» وفي عقود أعقبت نهاية الحرب الأهلية انتخب أمريكيان من السود لمجلس الشيوخ الأمريكي قبل أن تؤذن سلسلة من القوانين ببداية عصر من الحرمان من حق الاقتراع والفصل العنصري وعمليات إعدام دون محاكمة مما قيد المشاركة السياسية للسود. وفي أعوام 1932 و 1936 و 1940 خاض جيمس فورد الانتخابات كنائب رئيس مع مرشح الحزب الشيوعي. ورغم أن الحزب لم يحصل إلا على أقل من واحد بالمائة من الأصوات في عام 1932 إلا أن بعض السود ومن بينهم مفكرون بارزون جذبهم التزام الحزب بإنهاء التفرقة العنصرية في إطار مسعاه لتحقيق المساواة لجميع العمال المقهورين، وحتى ذلك الحين كان معظم الأمريكيين يسخرون من فكرة أن يخوض أمريكي اسود سباق الرئاسة ويرونه أمرأ بعيد المنال.، لكن بدأ التغيير حين جعلت حركة الحقوق المدنية فوز السود في الجنوب بحق الاقتراع هدفا لها رغم المعارضة العنيفة. وبعد صدور قانونين تاريخيين عامي 1964 و1965 تمكن السود من الاقتراع بأعداد كبيرة. وخاض إلدريدج كليفار زعيم حركة القوة السوداء (بلاك باور) انتخابات الرئاسة في عام 1968 ببرنامج سياسي مؤيد للحقوق المدنية ومعارض لحرب فيتنام. وفي نفس العام خاض الكوميدي والنشط ديك جريجوري انتخابات الرئاسة ممثلا لحزب الحرية والسلام المنشق عن حزب كليفار. وفي ذات العام أضحت تشارلين ميتشيل وهي شيوعية أيضا أول أمريكية سوداء يرد أسمها في بطاقة الانتخابات الرئاسية الأولية وورد اسمها ضمن قائمة المرشحين في ولايتين. وكانت شيرلي تشيشولم أول أمريكية سوداء تنتخب في الكونجرس وأضحت أيضا أول أمريكية سوداء تنافس على ترشيح حزب كبير بمحاولتها الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة في عام 1972. وقال لي ادواردز مؤرخ شؤون الرئاسة في مؤسسة هريتدج في واشنطن « بالنسبة لها كانت ممارسة سياسية رمزية لان المواطنين بما في ذلك السود لم يعتقدوا بإمكانية حدوث ذلك (فوزها).»، وأضاف ادواردز «لم يعتقد الناس جديا أن بوسع تشيشولم.. أن تكون رئيسة.» وفاز القس جيسي جاكسون الذي شارك القس مارتن لوثر كينج في مسيرة من أجل الحقوق المدنية في الانتخابات التمهيدية في خمس ولايات في مسعاه للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في عام 1984 كما فاز في 11 ولاية حين كرر محاولته في عام 1988 وتصدر سباق الترشح لفترة وجيزة. وقال جاكسون في مقابلة «كانت محاولتي الأولى كي تحتل أجندة الحقوق المدنية وأجندة المساواة الصدارة. حطمنا حواجز ثقافية.» ويرى جاكسون أن محاولتيه كانتا خطوة أخرى على الطريق الذي بدأ بقرار تاريخي للمحكمة العليا في عام 1954 بمنع الفصل بين التلاميذ السود والبيض في المدارس العامة والذي أرسى أسس المساواة الديمقراطية والحقوق المدنية. وقال جاكسون أن أوباما «يعدو اللفة الأخيرة في ماراثون» بدأ قبل عقود.