أضواء
خالد عبدالرحمن المشوحقائمة 85 التي أعلنت عنها الداخلية السعودية الاثنين الماضي والتي ضمت ما يقارب عشرة من سجناء غوانتناموا السابقين يمكن التوقف عندها وقراءتها من أكثر من زاوية ،فالجانب الأكثر إثارة هذه المرة هو أن القائمة الجديدة المعلنة كلها خارج الحدود السعودية بدون استثناء وهذا يدل على أن هناك سيطرة أمنية كبيرة فاقت مثيلاتها في الدول المجاورة التي دخلت إليها هذه العناصر نتيجة البيئة الأمنية الطاردة في السعودية !وهذا يقودنا إلى أن نقول أن الخطة الأمنية التي وضعتها الداخلية السعودية لمواجهة هذه الفئة بدئت تعطي ثمارها الواضحة التي بدئت منذ بضعة سنوات انطلاقا من تجفيف المنابع الفكرية والمالية للتنظيم ومن ثم المطاردة السرية تلتها الملاحقة العلنية التي جعلت هذه الفئة معزولة من كل النواحي هذا العزل قادها إلى الخروج من الأراضي التي تشكل ارتكاز حربها الدائرة وهي الأراضي السعودية والتي حاول الإصدار الأخير للملاحم من هنا نبدأ ....و في الأقصى، نلتقي أن يؤكده من خلال تركيزه على السعودية وحكامها وأراضيها بل وشعبها من خلال توجيهه رسائل إلى قبائلها ! وهذا يقود إلى سؤال إذا كانت السعودية بهذه الأهمية للتنظيم لماذا خرجوا منها ؟ الجواب لا يتعدى كون السبب الرقابة الأمنية العالية ، بقي أمر آخر وهو قيادة التنظيم في الجزيرة العربية الذي تولاه في الغالب منذ خروجه السعوديين لكن هذه المرة لكون ارض المقر تغيرت نجد أن القيادة ذهبت إلى اليمني ناصر الوحيشي.الزاوية الثانية هو إذا كان كل المطلوبين امنيا هم خارج المملكة لماذا لم تصدر الداخلية هذه القائمة إلا اليوم وهل هو ردة فعل على إصدار من هناء نبدأ وفي الأقصى نلتقي ؟ بالطبع الإجابة بلا ، وذلك أن معظم المعلنة أسمائهم معروفين لدى المتابعين بتغيبهم عن الساحة السعودية ، لذا فمن المتوقع أن النشاط الكبير للتنظيم لاستعادة دورة واستغلال التعاطف الإسلامي الكبير لقضية فلسطين مع إشاراتي في مقال سابق إلى إقرار ناصر الوحيشي نفسه في مقابلة سابقة أن الأقصى مرحلة ليست أولوية بالنسبة للتنظيم اليوم إذا الأولوية حسب رأي الوحيشي هو إزالة الأنظمة العربية لتمهيد الطريق للوصول إلى القدس وذلك في معرض سؤال مباشر عن موقع القدس في عمليات القاعدة !، أعود إلى سابق حديثي عن النشاط الإعلامي المكثف الذي كان آخرة الإعلان عن إصدار قريب وضخم قبل بيان الداخلية السعودية ب 24 ساعة فقط هذا التحرك الإعلامي في الغالب يصاحبه احد أمرين :الأول : عمليات عسكرية ومواجهات في داخل الأراضي السعودية واستهداف عشوائي لأي هدف يمكن أن يؤثر على الاستقرار في المملكة.الثاني : محاولة استغلال الوضع الإقليمي المضطرب لتجنيد عناصر جديدة تكون متواجدة في مكان الهدف وهو ما يسهل استغلالها في أي عملية كما أشار إليه ضمنياً اللواء منصور التركي في حديثة لبرنامج مع الحدث عبر قناة الإخبارية ومن ابرز ما يمكن قراءته في البيان هو غياب أسماء قيادية ومؤثرة ويمكن تفسير ذلك بالقضاء على القيادات بالسجن أو القتل أو الغياب القسري نتيجة الأوضاع الأمنية وتشكل هذه العقدة أي عقدة غياب أسماء قيادية في التنظيم إلى الحديث عن من يدير التنظيم اليوم في السعودية ؟ والإجابة على هذا السؤال يمكن تلخيصها في أن القيادة اليوم عائمة وغير محددة وهو ما سعى إليه محمد العوفي وسعيد الشهري استعادته بهروبهم إلى اليمن ومبايعة ناصر الوحيشي وهو تصرف لم يتم اخذ إذن بن لادن فيه بل كان عبارة عن مفاجأة نتيجة تباطؤ التنظيم في تعيين قيادة منذ أكثر من عامين حيث اعتاد التنظيم في السعودية تلقي توجيهاته بشكل مباشر من أسامة بن لادن كونه اقرب تنظيمات القاعدة قربا من القيادة.[c1]*عن/ «العربية.نت»[/c]