إسمي عاطف فضل أحمد حسن ، تمتعت بحاسة السمع حتى التاسعة من عمري وكنت قادرا على الكلام وعندما صرت في العاشرة فقدت القدرة على السمع والنطق بسبب إصابتي بحمة شديدة .. بعدها قبلت بالواقع فهذه مشيئة الله عز وجل ..أشعر بالراحة في قرارة نفسي ، تتسم طبيعتي بالهدوء منذ الصغرونوع من الخجل ولإنني كذلك لم اتسبب بأي مشاكل سواء مع أسرتي أو البيئة المحيطة بي ، لإنني لا استطيع الإحتكاك بالأسوياء ممن هم في مثل سني او غيرهم بسبب عدم قدرتي على التفاهم والتعامل معهم والعكس ، بقيت في البيت إلا من المجئ إلى جمعية الصم والبكم ، وقبلا كنت قد واصلت دراستي الابتدائية حتى أرتقيت المستوى الخامس ولم أكمل بسبب الملل والضيق من المعاملة السيئة التي لقيتها من بعض زملائي في المدرسة ، فلازلت أذكر أنني تعرضت للتحرش والضرب من بعض زملائي في المدرسة ولإنني لم استطع الدفاع عن نفسي أنذاك أنتابني شعور بالظلم والحزن دفعني إلى العزلة ونبذت المدرسة في نفسي وفضلت البقاء في البيت ..
عاطف وتحية للرئيس
الأن بفضل الله ثم والدتي التي تقف إلى جانبي دائما وتساندني التحقت بمركز الصم والبكم وتعلمت حرفة الحياكة التي أمارسها بكل حب واستفيد منها في شغل فراغي وكسب بعض المال ، وأحلم بوظيفة ثابتة مع الدولة أضمن بها مستقبلي وحياتي ، وأحلم أيضا ببناء قطعة الأرض التي امتلكها في لحج ليكون لدي منزل استقر فيه مع أسرتي التي انتظر تكوينها ، تلك الأسرة التي ترغب والدتي بأن تكون ربتها فتاة صحيحة وليست صماء وذلك لإنها وبتفكيرها تظن أنها ستكون عونا لي أكثر لإنها طبيعية مما لو تزوجت فتاة صماء مثلي ، لكني ارفض هذه الفكرة فأنا ارغب بالزواج من فتاة تكون صماء مثلي حتى استطيع التفاهم معها استوعب حديثها وتستوعب حديثي ، بعكس الفتاة العادية التي لن تستطيع التواصل معي إلا عبر لغة الإشارة التي ينذر تعليمها إلا في
عاطف يناشد المحافظ
مدارس متخصصة ، وبشكل عام الزواج يتطلب مني بناء مسكن الزوجية وهنا تكمن المشكلة في عدم قدرتي على تحمل نفقات البناء ولي هنا محاولة أستطيع أن أقول أنها باءت بالفشل وذلك لإنني ذهبت بطلب لمساعدتي إلى المحافظ السابق الكحلاني لكني لم أحظ حتى بلقائه وهنا أيضا توجد مشكلة تسبب عائقا كبيرا أمام الأصم وهي عدم القدرة على التفاهم مع الأخرين فلاهم يفهموننا ولا نحن نفهمهم ، ولهذا لا نستطيع ان نوصل ما نريده إليهم .لماذا لا يتواجد في كل مرفق حكومي صاحب قرار مترجم بلغة الإشارة للصم ليستطيع نقل أفكارنا ومشاكلنا إلى المسؤولين ، تكررت زيارتي إلى مبنى المحافظة لأعامل على بناء بقعتي ولم اصل إلى شئ لإنهم لا يفهموني ولا يعرفون ماذا اريد ؟ ، كثيرا ما تمنيت ان ادخل لمقابلة المحافظ واشكو له أمري لكن هذا كان صعبا جدا لمثلي .
عاطف وهو يمارس مهنة الحياكة
تقريبا أعيش حياة هادئة راض بما قسمه الله لي واحاول تطوير مهاراتي بالحياكة فأنا بطبعي أحب الإعتماد على نفسي فبالرغم من مساعدة جدي لي لكني أحاول دائما أكون ذا مسؤولية فقد كنت أعمل سابقا في محل للإتصالات ، ولي أمنية السفر إلى الخارج لأتعالج من مرضي لإنه غير وراثي ويمكن علاجه من خلال علمية زراعة القوقعات ، واتمنى من الله منذ زمن أن يحقق لي رغبتي بمقابلة السيد الرئيس ، فأنا معجب جدا به وبكفاءته في فن القيادة والسياسة وإدارة شؤون الدولة ، أثق جدا بأن هذا الحلم سيتحقق واتمنى ان تصل تحيتي إليه.