حدث وحديث
انطلقت أمس الحملة الوطنية التكميلية للتخلص من مرض الحصبة الذي يعتبر أحد أهم خمسة أسباب لوفاة الأطفال في بلادنا وثالث سبب حسب تأكيد وزير الصحة العامة والسكان لوفيات الأطفال في هذا البلد وذلك ضمن مبادرة إقليمية تتبناها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع البرنامج الوطني للتحصين الموسع في دول إقليم شرق المتوسط.وحسب ما هو مقرر فإن الحملة هذه تشمل (73) مديرية وتستهدف تحصين مليون و(429) ألفاً و(360) طفلاً وطفلة ممن تتراوح أعمارهم بين (9) أشهر و(15) عاماً في محافظات عدن ومأرب وشبوة وصعدة والجوف بالإضافة إلى عدد من المديريات في محافظات إب وأبين وعمران والمحويت وهي المديريات التي لم تصل في الحملات السابقة إلى المستوى المقبول في تحصين أطفالها.وتأتي هذه الحملة في الواقع ليس فقط لتترجم بالملموس والأرقام اهتمام الدولة والحكومة بتنفيذ برامجها ومهامها الروتينية, بل ولتترجم كذلك وفي الوقت نفسه ترجمة بليغة موقفها وفهمها ونظرتها نحو الإنسان باعتباره أولاً هدف التنمية, وثانياً وسيلتها, ولتترجم قبل ذلك التزامها بهذا الحق الذي كفله الدستور والقوانين وكان محل رعاية وعناية البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية في الانتخابات الرئاسية, ومحل عناية ورعاية المؤتمر الشعبي العام وحكومته وبرامجهما وخططهما المختلفة ومنها برنامج الحكومة الذي نالت ثقة نواب الشعب في ضوئه وبمقتضاه.والواقع أن هذه الأمور هي بمثابة المسلمات, والحقائق التي لا غبار عليها, وذلك أن الإنسان اليمني الذي غدا بحق هدف التنمية, والذي تعمل كل الخطط والبرامج والأنشطة من أجل خدمته والارتقاء بمكانته باعتباره صاحب الحل والعقد ومالك السلطة الحقيقي هو أيضاً وسيلة هذه التنمية التي يراد لها أن تضمن له مستقبلاً مزدهراً وحياة حضارية كريمة في مسيرة الشعوب نحو الأفضل.وإذا سلمنا بذلك, وهو الحق, فإن مهمة العناية بهذا الإنسان والتي تأتي في صلب المهام السابقة – التي ذكرناها – هي أهم العناصر للوصول إلى ذلك الإنسان المؤهل لتحقيق تلك التنمية – باعتباره الوسيلة – ذلك أنه لا يمكن مثلاً أن ينهض بتلك المهمة ولو بأدنى المستويات شعب مكون من المعاقين والمتخلفين عقلياً والمرضى وضعفاء البنية والعقول.ومن هنا تتجلى عناية القيادة السياسية بزعامة فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية بالإنسان وحمايته من الأمراض والإعاقات وتسليحه بالعلم والمعرفة والإعداد والتأهيل ومن هنا أيضاً تتجلى أهمية هذه الحملة وغيرها من حملات التحصين.لذلك, فإن الواجب يقتضي اليوم أن يرتقي الإنسان نفسه, أباً وأماً إلى مستوى المسؤولية في الدفع بأبنائهم إلى فرق ومراكز التحصين المختلفة في كل المحافظات والمديريات المستهدفة للوصول إلى النسبة المطلوبة الكاملة من الإنجاز, فهذا لا يعتبر واجباً أبوياً إنسانياً فطرياً فحسب بل ويعتبر كذلك واجباً وطنياً وأخلاقياً وحضارياً لا يسقط إلا بالأداء ولا ينتهي إلا بالوفاء.