فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/نضال المغربي: شن الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء المزيد من الغارات الجوية على قطاع غزة محذرا من أن عملياته العسكرية قد تستمر لأسابيع بينما توعدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمواصلة إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية. ورفضت كل من إسرائيل وحماس أي هدنة قريبة بعد ثلاثة أيام من بدء الغارات الإسرائيلية بهدف القضاء على المقاومة التي تقوم بإطلاق الصواريخ من القطاع الساحلي وقال الاحتلال أنه مستعد للعدوان (للقتال) لأسابيع. وقال ايهود باراك وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي إن إسرائيل التي تفرض حصارا على غزة تحشد قواتها البرية على الحدود وإنها ستوسع عملياتها «إلى المدى اللازم» لوقف إطلاق الصواريخ «وستوجه ضربة قوية لحماس». وفي اليوم الرابع لأشرس هجمات جوية إسرائيلية على القطاع منذ عقود حشد جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته المدرعة وقواته البرية على طول الحدود في استعداد لغزو محتمل لغزة بينما واصلت الطائرات الإسرائيلية غاراتها في الساعات الأولى من أمس وقتلت 12 فلسطينيا من بينهم شقيقتان عمراهما أربعة أعوام و11 عاما واستهدفت مباني حكومية تابعة لحماس ورموزا أخرى للحركة. كما سقطت على المستوطنات عدة صواريخ أطلقت من غزة بعد يوم من مقتل ثلاثة مستوطنين يهود في الهجمات الصاروخية عبر الحدود. وقال مسئولون طبيون في غزة إن عدد القتلى منذ بدء الهجمات الإسرائيلية يوم السبت الماضي ارتفع إلي 348 قتيلا وأكثر من 800 جريح. وقالت وكالة تابعة للأمم المتحدة إن 62 على الأقل من القتلى مدنيون. وقتل إجمالا ثلاثة مدنيين إسرائيليين وجندي إسرائيلي في الهجمات الصاروخية الفلسطينية منذ بدء الغارات الإسرائيلية يوم السبت. وشنت أحدث الغارات الإسرائيلية بعد ساعات من إطلاق نشطاء في غزة صواريخ قتلت جنديا إسرائيليا في قاعدة عسكرية قرب الحدود مع القطاع ومدنية إسرائيلية في مدينة اشدود. وقال أبو فارس من سكان غزة وهو يقف أمام منزله بجوار أنقاض مبنى دمر خلال القصف الإسرائيلي الليلي «نعيش في ذعر نحن وأطفالنا. الموقف ليس سيئا فحسب بل مأسوي.» ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ايهود اولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس أن عملية غزة هي «مرحلة أولى من عدة مراحل.» ومع بقاء ستة أسابيع فقط على الانتخابات الإسرائيلية التي تجري في العاشر من فبراير والتي ترجح استطلاعات الرأي أن يفوز فيها حزب ليكود اليميني المتشدد تقول حكومة الوسط الإسرائيلية أن الهدف من الهجوم هو وقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية. ودعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار لكن مئير شتريت وزير الداخلية الإسرائيلي قال لراديو إسرائيل مع دخول الهجمات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الرابع «لا مجال لوقف إطلاق النار. «الحكومة مصممة على إزالة خطر النيران (الصواريخ) على الجنوب. ولذلك يجب ألا يوقف الجيش الإسرائيلي العملية قبل أن يكسر إرادة الفلسطينيين إرادة حماس في استمرار إطلاق النار على إسرائيل.»
وصرح ماتان فيلناي نائب وزير الدفاع الإسرائيلي أمس الثلاثاء بأن الجيش مستعد للقتال «لأسابيع». وقال فيلناي لراديو إسرائيل «الجيش مستعد لعملية طويلة... اتخذنا الاستعدادات لعمليات تستمر لأسابيع.» ورد مشير المصري مسئول حماس قائلا أن الفلسطينيين لا يتسولون طالبين التهدئة وان لا مجال للحديث عن التهدئة مع استمرار العدوان والحصار. وحث فوزي برهوم المتحدث باسم حماس الفصائل الفلسطينية على الرد بكل السبل المتاحة على إسرائيل بما في ذلك «العمليات الاستشهادية» أي التفجيرات الانتحارية. وتحدت حماس التي تسيطر على غزة منذ عام 2007 بعد اقتتال مع حركة فتح التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الهجمات الإسرائيلية وهي الأشرس منذ حرب عام 1967 واستمرت في إطلاق الصواريخ. وترفض حماس المطالب الدولية باعترافها بإسرائيل ووقف المقاومة والاعتراف باتفاقات السلام المؤقتة القائمة. وقال شهود أن صواريخ أطلقتها الطائرات الإسرائيلية سوت بالأرض خمسة مبان لوزارات ومبنى تابعا للجامعة الإسلامية في مدينة غزة. وذكر مسعفون وشهود أن ضربة جوية إسرائيلية أخرى على بيت حانون في شمال غزة قتلت شقيقتين صغيرتين كانتا تخرجان القمامة من المنزل. وقال مسعفون وحماس انه في وقت لاحق قتل حارس امن في ضربة استهدفت مقرا للقيادة في خان يونس. وقال شهود أن الغارات التي أوقعت غزة في الظلام بينما كانت أصداء الانفجارات تدوي في أرجاء المدينة أسفرت أيضا عن تدمير مركز للألعاب الرياضية لحماس ومعسكرين للتدريب تابعين للحركة. كما أطلقت طائرات إسرائيلية صواريخ على منزل قيادي بارز في الجناح المسلح لحماس. ولم يكن القيادي في المنزل. واستهدف هجوم أخر مكاتب تابعة للجان المقاومة الشعبية وهي فصيل أخر للنشطاء الفلسطينيين. وفي توسيع لأهدافها قصفت طائرات حربية إسرائيلية يوم الاثنين مبنى وزارة الداخلية التي يتبعها 13 ألفا من قوات امن حماس. وكان قد تم إخلاء المبنى ولم تقع خسائر في الأرواح. وتصاعد إطلاق الصواريخ من غزة على المستوطنات جنوب إسرائيل بعد أن أعلنت حماس انتهاء التهدئة التي استمرت ستة أشهر في 19 ديسمبر. وتوقع الهجمات الصاروخية القليل من الخسائر في الأرواح لكنها تلحق أضرارا بالمباني وتشيع الذعر في البلدات الواقعة على حدود غزة. ومنذ بدء الهجمات الإسرائيلية يوم السبت قتلت الصواريخ الفلسطينية أربعة إسرائيليين من بينهم ثلاثة أمس الأول الاثنين. وفي اشدود قفزت إسرائيلية من سيارتها حين انطلقت صفارات الإنذار. وقال مسئولون محليون أنها سقطت في الشارع وقتلها صاروخ. وأغلقت إسرائيل المدارس الواقعة في منطقة نصف قطرها 30 كيلومترا من الحدود كما طلبت من السكان البقاء في المنازل. كما مكث معظم سكان غزة وهو قطاع من أزحم مناطق العالم سكانا يقطنه 1.5 مليون فلسطيني في المنازل في غرف تبعد عن النوافذ التي تتحطم مع توالي الانفجارات. وأعلنت إسرائيل المناطق المحيطة بقطاع غزة «منطقة عسكرية مغلقة» مبررة ذلك بخطر إطلاق صواريخ فلسطينية وأمرت الصحفيين الذين كانوا يتابعون حشد القوات المدرعة بمغادرة المنطقة. ومن الممكن أن يساعد إبعاد وسائل الإعلام إسرائيل في التكتم على استعداداتها لهجوم بري محتمل في أعقاب حملة جوية أشاعت الفوضى وحولت بعض المنازل إلى أنقاض فيما تواجه المستشفيات صعوبات في استيعاب القتلى والجرحى. وقالت إسرائيل أنها ستسمح لمزيد من شاحنات الإغاثة بدخول غزة وشوهدت عشرات الشاحنات محملة بالسلع متجهة إلى معابر غزة أمس الثلاثاء.