لندن / 14أكتوبر / رويترز : جاء في دراسة دولية مهمة نشرت أمس الجمعة أن السبيل لإلحاق الهزيمة بالقاعدة ومنع الجماعات الإسلامية المتشددة من الحصول على مجندين للدفاع عن قضايا تنطوي على عنف هو حرمان تلك الجماعات من صورتها العصرية “الجذابة” وإظهار الإرهابيين في صورة مضحكة.وخلصت الدراسة التي أجراها مركز ديموز البريطاني البحثي واستمرت عامين الى ان فكرة “الجهاد” بصورتها العصرية هي التي تجذب الشبان المسلمين الى أعمال العنف أكثر من الدعاة المتشددين وأكثر من السياسات الخارجية للحكومات الغربية وبغض النظر عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها.وجاء في تقرير ديموز أن من ينخرطون في أعمال الارهاب تربطهم أوجه شبه مع الجماعات التخريبية مثل عصابات الشوارع ومثيري أعمال الشغب في مباريات كرة القدم أكثر من تلك التي تربطهم بمسلمين يؤمنون بآراء راديكالية لكنهم يرفضون العنف.وقال جيمي بارتلت الذي شارك في كتابة التقرير “الشبان ينجذبون الى القضايا الراديكالية وللتمرد على السلطة.. بالنسبة لغالبية الشبان المسلمين الراديكاليين يأخذ هذا شكل الاحتجاج والجدل والتعلم لكن بالنسبة لقلة تبدو القاعدة عصابة جذابة للانضمام الى عضويتها رغم أن الحقيقة هي أن أعضاءها جهلة وغير أكفاء”.وشملت الدراسة التي ركزت على كندا لكنها درست أيضاً بريطانيا والدنمارك وفرنسا وهولندا سجلات 58 شخصاً من الإرهابيين المدانين “الناشئين في الداخل” من سبع خلايا في شتى أنحاء كندا وأوروبا كما شملت لقاءات مع 20 “راديكالياً”.وكان هدفها فهم الأسباب التي تدفع بعض الراديكاليين المسلمين الى الانخراط في أعمال العنف المستلهمة من القاعدة، بينما البعض الآخر الذي له نفس الآراء لا يفعل ذلك.وخلصت الدراسة الى أن الراديكاليين الذين يلجؤون الى العنف لديهم فهم ضعيف للإسلام وهم في الاغلب لم ينشؤوا في أسر متدينة ولم يدرسوا في الجامعة ولم يشاركوا في احتجاجات سياسية، وما يجعلهم متفردين هو بغضهم للمجتمعات الغربية وثقافتها.ويرى كتاب التقرير أن من الممكن للناس أن تقرأ كتابات راديكالية وأن تعارض علناً السياسات الخارجية للغرب وأن تؤمن بأحكام الشريعة الاسلامية وتؤيد مبدأ محاربة المسلمين الافغان والعراقيين لقوات التحالف، لكنهم في الوقت نفسه ينبذون الارهاب المستلهم من القاعدة.وطالب التقرير الحكومات وأجهزة الامن بأن تدرك هذا الفارق لأن استهداف الاشخاص الخطأ يولد النفور ودعا الى السماح بنشر الآراء الراديكالية ومناقشتها ودحضها.وقال إن على السلطات ألا ترفع شعار “الإسلام سلام” لأنه لم يفلح، وإنه يجب السماح للدعاة الراديكاليين بالتعبير عن آرائهم وإن كانت هناك ضرورة للتعامل مع من يحرضون على العنف او على الكراهية بين الاديان والاعراق.كما دعا كتاب التقرير الى استخدام السخرية واقترحوا وضع برنامج على غرار قوات السلام الامريكية يسمح للمسلمين بالقيام بأعمال تطوعية خيرية في دول مثل العراق وأفغانستان.وقال بارتلت: “الأنشطة الإرهابية عادة ما هي إلا رفسات قاتلة للمراهقين”.