عدن في شعر د. محمد عبده غانم
ديوان غانم الخامس بعنوان " في المركبة " نشر عام 1979م في بيروت بترتيب مشترك بين دار العودة في بيروت ودار الكلمة في صنعاء.. وهو من الحجم الصغير ويعد من اصغر دواوين غانم ويقع في 155 صفحة ويحوي 31 قصيدة ويحمل الديوان عنوانا هو عنوان واحدة من أهم قصائد غانم التأملية واذكر إنني كنت في زيارة لصنعاء في فترة صدور الديوان بعد انتقال والدي من جامعة الخرطوم للعمل في جامعة صنعاء وفي احد المقايل التي كان يرتادها كبار أدباء اليمن كان الطبيب الدكتور محمد الشرفي، وهو الشاعر الذي نشأ في السودان يتكلم بحماسة عن تلك القصيدة ويضعها في قمة شعر غانم واخذ يقرؤها على الحاضرين . وهي القصيدة التي اختارها غازي القصيبي في المجموعة المترجمة من الشعر العربي المعاصر إلى الانكليزية بعنوان" الريش والأفق " والتي قام بترجمتها مع الأديبة الاسترالية آن فيربيرن ونشرت في استراليا والترجمة راقية ودقيقة بشهادة والدي نفسه والذي اطلع على الكتاب الذي بعث لي الصديق الشاعر د. غازي القصيبي منه نسختين واحدة لوالدي والأخرى لي ووالدي ضليع باللغتين العربية والانكليزية بشكل قل أن نجده عند العرب بل وقد ترجم بعض قصائده إلى الانكليزية ونشرتها ضمن مجموعتي الانكليزية قصائد من ارض سبأ كما ترك بعض قصائد كتبها شعراء أجانب بالانكليزية عن عدن وصنعاء إلى العربية نشرت تلك الترجمات مع ترجمة لوالدي لقصيدة للشاعر الشهير تي إس اليوت ضمن كتابي " إذا وقصائد أخرى" كما كتبت عنها- أي قصيدة في المركبة- مقالة في كتابي بين قصيدتين حيث قارنت بينها وبين قصيدة للشاعرة الانكليزية من أصول ايطالية كريستينا روزتي (1830-1894) المعنونة " المرتقي " عن رحلة الحياة والموت وهو نفس موضوع قصيدة والدي.وكان أستاذنا الأديب اليمني الكبير عبدالعزيز المقالح قد استقبل الديوان بمقال نشره في إحدى الصحف ثم في كتابه "أصوات من الزمن الجديد" وما قاله: وفي الديوان كذلك خلاصة تجاربه العميقة في شعر رفيع المستوى غني التجربة منسق الموضوع جيد البناء.. وقد منحته السنوات الطويلة وتقلب الأمور قدرة على التأمل، واستطاع من ناحية فنية أن يمتلك أسلوبه الشعري ويخرج بقصائده موحدة عضوياً وموضوعياً كما فعل على نحو عميق في قصيدته المسماة" في المركبة" والتي جعلها عنواناً لديوانه.. وهذه هي القصيدة بكاملها .. إنني لا أود أن اهدم بنيانها بحذف بيت أو أبيات.. ولن استعرض هنا تلك القصيدة لان حديثنا يركز على القصائد التي تتعلق بعدن ويستطيع القارئ المهتم أن يعود إلى القصيدة في ديوان في المركبة أو ديوان غانم الذي نشرته دار العودة ثم أعادت نشره وزارة الثقافة والسياحة بصنعاء بعد أن ضمت إليه الديوانين السادس والسابع.. وهو عمل تشكر عليه إذ يخدم الشعر اليمني المعاصر خدمة كبيرة.وبعد بضع قصائد عاطفية وقصيدة عن مولد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وقصيدة تأملية نجد قصيدة بعنوان" لعبة الثعلب" كتبها في مايو 1966 وهي قصيدة سياسية رمزية تتناول الصراع بين الجبهة القومية وجبهة التحرير وهما الجبهتان اللتان اتخذتا الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني سبيلاً للتحرير ولكنهما شأن كثير من جبهات التحرير العربية أشغلتها بالصراع فيما بينهما بدلاً من توحيد الصف ضد العدو الغاصب وقد شهدنا مؤخراً شكلاً من هذا النوع من الصراع بين " فتح" و"حماس" للسيطرة على غزة يقول غانم:[c1]والتقى الديكان في ساحة الوغىواحتفى المنقار بالرأس وحاما وتولى الريش مسحور الشغافتبارى في انثيال وترامىوإذا الديكان كل قد غدامنهكا في دمه يضطربليته كان ردى فيه فداودما يجري فيرنو المأربلانحيعاً سال في الأرض سدىويد الثعلب فيه تلعب[/c]والحقيقة أن صورة الثعلب (الاستعمار) والديكين (الجبهتين) صورة تناولها غانم في قصيدة لاحقة نشرها في ديوانه الثالث" حتى يطلع الفجر" وكنا قد تناولناها في حلقتنا عن ذلك الديوان . وكان والدي قد عرض على مسودة تلك القصيدة اثر عودتي من بريطانيا في أواخر الستينيات واقترحت بعض التعليقات عمل ببعضها قبل النشر. وهي قصيده أكثر تفاؤلاً ففيها يقول في أخرها.[c1]فالديك أحوج مايكون لجاره يوم الجلادوالثعلب المكار أولى بالمناقير الحدادلكن أمام التناحر بين أبطال الجهادولت وحل مكانها عهد التضامن والودادفانفخ لإشعال الخلاف فأنت تنفخ في رماد[/c][c1]وفي الواقع تقاتلت الجهتان قبيل رحيل الاستعمار واستأثرت أحداهما بالسلطة.. تحت " أنظار الثعلب" ويبدو أن غانما فضل أن ينشر قصيدته المتأخرة في ديوانه السابق ثم عاد فأدرج قصيدته السابقة في ديوانه اللاحق.إما قصيدة "19 يناير 1839" تروي قصة احتلال عدن على يد الكابتن هينس بحجة أن المواطنين نهبوا سفينته " داريا دولت" التي كانت قد جنحت في سواحل أبين:[c1]في عصر هذا اليوم حل بداريجيش الطغاة وطغمة الأشرارزعموا بان لهم لدينا ركبانهبته أيدي البدو ذات نهارقد سار في عرض البحار محملابنفائق الاعلاق من ملبارحتى رمته في سواحل أبينأمواج يم صاخب فواروكذاك شأن الظالمين فأنهمياستمرئون الظلم بالأعذار[/c]والقصيدة طويلة في خمسين بيتاً يتناول فيها الشاعر قضية الاستعمار وما يجنيه على الأوطان وفي نفس الوقت يمن عليهم بأنه يحضرهم (كما نرى حالياً كيف ان أميركا تقول إنها تنشر الحرية والديموقراطية في العراق وتعيد أعماره!!) وكان الاستعمار دائماً يقول إننا "عبء الرجل الأبيض" الذي سخره الله لخدمتنا وتنويرنا يقول غانم:[c1]قالوا نشرنا النور فيه وليتهمتركوه للاغلاس والأسحار[/c]قصيدة غانم هذه مؤرخة في يناير 1967 ونشرت في عدن في ذلك الوقت في ظل الاستعمار وكان غانم قد تناول قصة " دريادولت" في قصيدته "من وحي صيره" التي نشرها في عدن عام 1970 ونشرت في ديوانه السابق الرابع " في موكب الحياة" وقد أشرت إليها في حديثي السابق عن ذلك الديوان وهكذا مرة أخرى نجد أن غانماً ينشر في ديوان" في المركبة" قصائد كانت سبقت تاريخيا بعض قصائد دواوينه السابقة.. واظن السبب هو أن غانما استطاع الوصول إلى ملفاته التي كان قد تركها في عدن قبل هجرته فاستخلص بعض قصائده الأقدم فنشرها في دواوينه اللاحقة. وكنت قد أشرت في حديثي عن ديوان في مركبه الحياة أن هناك قصائد لم يدرجها في ذلك الديوان بسبب السفر المفاجئ للعلاج.ويبدو أن غانما زار ابنه الأكبر قيسا في المستشفى الذي كان يعمل به طبيباً في بريطانيا في مايو 1972 يوم عيد ميلاد قيس الثالث والثلاثين حيث كان هناك احتفال بالمناسبة من قبل الأطباء والممرضات وكتب قصيدة تأملية من وحي ماشاهد:[c1]وفي عيد ميلاد نجلي الكبيردخلت الجناح المديد المثيروقد قام في كل ركن سريريليه سرير.. يليه سرير[/c]وهناك يشعر بعجز المرضى وبتقدمه في العمر فيقول:[c1]وصرت من الضعف لا استطيعإلا بغيري البسيط اليسيروأصبحت عبئاً على القادرينمن صاحب صابر أو أجيرنهاري شهر وليلي دهروصحوي أنين ونومي شخير[/c]وهذه الأبيات اختارها د. غازي القصيبي في مختاراته المركزة المعنونة " في خيمة شاعر" الجزء الثاني.وفي قصيدة " عاش الفداء" يقول عام 1973:[c1]نيويورك في أبراجها قد أصبحتمما صنعت بها تعاني الداء[/c]وهو هنا بالطبع لايتحدث عن أحداث 11 سبتمبر وإنما يرمز إلى تحكم إسرائيل والصهيونية بالقرار الأمريكي والعجيب أن أبراج نيويورك انهار بعضها بعد ذلك بنحو ثلاثة عقود بفعل مؤامرات الصهيونية وإسرائيل.وفي قصيدة " لم ابكها" يرثي الشاعر امه البديلة " ماما سلمى" زوجة خالة حيدر التي ربته وعطفت عليه عطفاً شديداً إذ ماتت والدته وهو في الرابعة وكانت تلك الخالة بدون أطفال فاتخذته ولداً: وجاءه خبر وفاتها وهو في جبوتي حيث كان يدير محلاً لبيع الساعات لأخيه الأصغر قاسم عبده غانم:[c1]لم ابكها وهي التي قد كنت ادعوها بماماوهي التي حلت محل الأم قربا والتحاما[/c]ونعرف من خلال القصيدة مدى عطف تلك المرأة الحنون عليه وعلينا نحن أبناءه ومدى حبه وحبنا لها ومنزلها في التواهي بقرب دكان والده السيد عبده غانم وكنا في سن الطفولة نمشي يومياً من منزل جدي عبده غانم بقرب سوق الخضار المركزي في التواهي ونمر للتسليم على جدي في دكانه ثم نتوجه إلى منزل جدي حيدر حيث كانت الجدة سلمى تستقبلنا بفرح غامر وتقدم لنا الكعك والشاي يومياً في العصر رحمهم الله جميعاً .أما قصيدة "في الثلاثين " فقد كتبها عام 1974م عندما بلغ نجله الثالث عصام – وهو اليوم المحامي الدكتور الذي له نحو عشرين كتاباً بالعربية والانكليزية – عامه الثلاثين وهو في الغربة مثل والده واشقائه بسبب الكم الشمولي الذي سيطر على الوطن وقمع كل فكر حر لا يسبح بحمد ذلك النظام ومنها :[c1]وما كإغتراب المرء عن موطن الفتى عذاب به للنفس قهر وإرغام ..ثلاثون عاماً ياعصام إذا مضت فقد حدثت عنها طروس وأقلام سبأتيك في الآتي بأن الذي مضى أتانا لأن الناس راموا الذي رامواثلاثون عاماً يا عصام نزفها إليك وفي الألحان للدمع تسجامفياليتها كانت تزف بدراناوفي الأفق من شمسان سحر وأحلام إذن لأزدهى التطريب شمسان فانثنىيغني ورنت بالصدى منه آكامفلا طرب حتى يعود الى الحمى شباب لنادي الحي قد كان يعتام [/c]ولكن مع الاسف طال أمد الحكم الشمولي وعندما جاءت الوحدة كان كثير من الشباب الذين نزحوا قد اشتعلت رؤوسهم شيباً واستقروا في مواطن جديدة أو أنتقلوا الى رحاب الله .وفي الديوان بالاضافة الى القصائد التي نثرها على نجليه د . قيس ود . عصام في عيدي ميلادهما قصيدة في جنة العلم أهداها الى نجله الاصغر نزار عند التحاقه بجامعة الخرطوم كما أن هناك قصيدة بمناسبة مولد حفيدته قافية ابنة قيس وقصيدة بمناسبة مولد حفيده يسر سلطان ابن ابنته وفي الأولى يقول :[c1]بروكت بوركت لنا نغمةلما تزل في سمعنا شادية حتى يعود الشمل بعد النوى شملاً جميعاً مرة تالية [/c]وفي القصيدة الثانية يقول أيضاً معبراً عن عمق إحساسه بتشتت الشمل :[c1]كنت أخشى أن توافيني وقد جفت جلودي نازحاً عن وطني والأهل والدار العتيدحيث كنا قبل أن ننكب بالشمل الشريد [/c]ولا شك أن غاماً من أكثر الشعراء تميزاً واهتماماً بكتابة شعر الاسرة والقصائد عن أولاده وأحفاده وهي منتثرة في معظم دواوينه وقد لا حظ هذا الاهتمام ناقدان عربيان كبيران هما الشاعر العراقي هلال ناجي في كتابه " شعراء اليمن المعاصرون" والشاعر البحريني ابراهيم العريض في مقدمته لديوان غانم " موج وصخر" .وفي الديوان قصائد كثيرة من وحي زيارات قام بها غانم مع زوجته لأماكن سياحية شهيرة أو أسفار أخرى ومنها :" في معبد الشمس" في كوبنهاجن وأيضاً " عروس كوبنهاجن" أي تمثال عروس البحر و " في زقفار" و " شلالات نياجرا" في كندا أو " من أصداء دجلة" و " على ملتقى النيلين" التي كتبها وهو في فندق على ملتقى النيل الابيض والنيل الازرق في العاصمة المثلثة الخرطوم عند إلتحاقه بالعمل هناك ومنها :[c1]فيا ملتقى النيلين بوركت ملتقى وطاب لمن يلقى لديك الذي يلقى ومن كاليمانيين في العهد للهوىوفاء إذا هاج الحنين بهم حقايقال لنا أهلاً وسهلاً ومرحباً فنعرف في القول الصراحة والصدقا[/c]وقد كتب غانم قصائد عديدة عن السودان الذي أحبه وكان قد لقي فيه إكراماً كبيراً من أهله الطيبين وله صداقات مع شعراءه وأساتذته وكانت أول أطروحة دكتوراة عن غانم قد عملت في جامعة الخرطوم أعدها الدكتور اليمني محمد صالح عبدالله الريمي تحت إشراف البروفسور السوداني عز الدين الامين صديق غانم .وغانم يتميز بالمقدرة على الوصف ورسم الصورة بالكلمات بل وكان يرسم بالالوان المائية في شبابه وينتمي الى جمعية للرسم كان من أعضائها استاذي حسين دلمار مع عدد من البريطانيين .يقول رجل التنوير اليمني العدني المحامي محمد علي لقمان في إفتتاحية من إفتتاحيات صحيفة لقمان فتاة الجزيرة عن شعراء عدن بتاريخ 1/6/1941م :" السيد غانم خصب الخيال حسن السبك مبدع في ترتيب صوره الشعرية إذ هو رسام قبل أن يكون شاعراً وموسيقاراً فوق ذلك فشعره مزيج من ألوان الرسام وألحان الموسيقار وأغاني الشاعر ..".وقد قرأت هذا المقال ضمن كتاب جديد صدر مؤخراً بعنوان " المجاهد محمد علي لقمان : فتاة الجزيرة – إفتتاحيات ومقالات من عام 1940م-1950م " وقد جمع هذه الافتتاحيات وقدم لها الاستاذ القدير د . أحمد علي الهمداني بدعم مادي من المهندس ماهر محمد علي لقمان فخد ما بذلك دارسي تاريخ عدن القريب أيما خدمة .وفي قصيدة " الثرى النابض" يتغنى غانم بصنعاء التي كان قد انتقل للعمل في جامعتها بروفسوراً وعميداً لكلية التربية ثم كلية الدراسات العليا وفي قصيدة " محنة الشاعرين " يهنئ " صديقه الشاعر علي لقمان بالنجاة من المرض وفي عطاء الستين يرد على تحية صديقه الحميم الأستاذ عبدالله فاضل فارع إ كان هذا قد هنأه ببلوغ الستين في قصيدة لفاضل بعنوان "عطاء الستين" أما قصيدته " إلى ساعتي" فهي إحدى قصائده العديدة التأملية في موضوع الوجود والموت كما في قصيدة " في المركبة".وأختم هذا المقال بالحديث عن قصيدة بعنوان " يا ليتني "التي أعدها واحدة من أهم قصائد هذا الديوان وأذكر أنني ذهبت إلى الخرطوم في أول زيارة لي للسودان عام 1976م وكان والدي يعمل يومها رئيساً لقسم اللغة العربية في كلية الآداب في جامعة الخرطوم ويسكن في منطقة العمارات الراقية مع عدد من الأساتذة في فلل متجاورة وأطلعني والدي على القصيدة فأخذت أقرأها وأعيد قراءتها بيني وبين نفسي وأنا أغالب الدموع وعندما رأى والدي إطراقي وصمتي قال :" يبدو أنها لم تعجبك " فقلت :" بالعكس ولكنها آلمتني وصدمتني أكثر من أي قصيدة لك عن عدن بما فيها بلا وكر " والقصيدة مهداة :" إلى عدن الحبيبة الماثلة في القلب ابداً " وقد أصاب د . عبدالعزيز المقالح حين كتب عن القصيدة في كتابه أصوات من الزمن الجديد فقال : هذا ليس شعراً هذا نواح شعري هذه دموع ساخنة تتساقط من قلب شاعر يستطيع أن يواجه كل مصاعب الكون إلاّ البعد عن الوطن لقد قال ناظم حكمت : أدخلوا الشاعر إلى الجنة فقال آه ياوطني " تقول الأبيات الأولى من القصيدة :[c1]يا ليتنتي قد صرت لا أذكر لكنني ما زلت لا أقدر أواه .. ما أقسى عهود الهوى ما برحت في خاطري تخطر أنى لي النسيان ياليته يسعفني لكنه ينفربل كلما لذت به ضارعايضحك منى عابثا يسخر فعادت الذكرى وعاد الآسىيجرفني في لجه يغمر يا ليتني أنسى بأني هنافي لوعتي عاشقك الأكبرلكن لي في كل حين رؤى يخفق فيها وجهك الأسمر ..[/c]لعل هذه القصيدة تصور مدى حنين د. محمد عبده غانم لعدن ولشعوره بالفقدان رحم الله الشاعر وسامح أولئك الذين تسببوا في عذاباته بل بعذابات جيل بأكمله ووطن كان سابقاً للجزيرة العربية فأصبح متخلفاً عنها .